• نوفمبر 23, 2024 - 3:24 مساءً

الإرهاب الأسود لن يكسر إرادة الشعوب

عرف تاريخ العالم كثيرا من التنظيمات الإرهابية التي ظهرت في معظم – إن لم يكن جميع – الدول، وربما يكون أقربها إلى الأذهان: الألوية الحمراء في إيطاليا، والجيش الأحمر في اليابان، و«كولكس كلان» في الولايات المتحدة وغيرها… وبالطبع لم يكن التاريخ العربي والإسلامي بعيدا عن تلك التنظيمات، فقد عرفت أمتنا في القديم الكثير من التنظيمات التي خرجت على الأمة الإسلامية، وكفروا كل من عداهم من المسلمين، واستحلوا دماءهم وأموالهم.
والقاسم المشترك في كل التنظيمات أنها ذهبت جميعها أدراج الرياح، واختفت من تاريخ دولها وتاريخ العالم كله، من دون أن تترك أثرا يذكر، اللهم إلا الخراب والدمار اللذين نشرتهما في كل مكان، وإشاعة حالة من انعدام الأمن والاستقرار أينما حلت، وتعطيل دولها أو أمتها عن مسار التطور والنمو، وشغل الأوطان والشعوب عن كل ما يرتقي ويدفعها إلى ركب التقدم والتحضر.
وعلى الرغم من أن تلك التنظيمات كانت ملء الأسماع والأبصار وقت ظهورها، فإنه بعد اندثارها لا يكاد يذكرها أحد، وهو ما لا يريد ورثتها من التنظيمات الإرهابية المعاصرة أن تستوعبه، وأن تدرك حقيقة بسيطة ومؤكدة، وهي أنه لا أحد يستطيع أن يكسر إرادة الشعوب، أو أن يوقف حركة التاريخ… صحيح أن بإمكان أي تنظيم متطرف أن يثير القلاقل هنا وهناك، وأن يسقط أعدادا كثيرة أو قليلة من الضحايا، لكن مآله في النهاية إلى زوال، لأنه يتحدى إرادة شعب كامل يريد الحياة، ولن يعبأ بما قد يواجهه من عقبات وعراقيل، والتاريخ يدلنا على أنه ما من دولة إلا وواجهتها المخاطر والتحديات من الداخل أو الخارج، لكن في المحصلة الأخيرة فإن إرادة الشعوب دائما تنتصر ويكتب لها البقاء، فيما تمضي كل حركات العنف والإرهاب إلى زوال محتوم.
لقد أدرك العالم، خلال السنوات الأخيرة، حجم التحدي الذي يشكله الإرهاب على المجتمع الدولي كله، ومن ثم فقد ظهرت بقوة الدعوة إلى ضرورة تمتين أواصر التعاون في ما بينها من أجل مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة، وصدرت الكثير من القوانين والقرارات والتوصيات الدولية في هذا المجال، بهدف محاصرة الإرهاب، وتجفيف منابع تمويله، وقطع الموارد المالية والتسليحية عنه، وكانت الكويت من أسبق دول العالم وأكثرها تجاوبا في هذا الشأن، إيمانا منها بخطورة ما يمثله الإرهاب على أمن واستقرار العالم كله.
يبقى في النهاية أن نؤكد ما بدأنا به، من أن هذا الإرهاب محكوم بالزوال والفناء، مهما بدا في أوله قويا أو مؤثرا، فلا شيء يهزم وحدة الشعوب أو يكسر إرادتها… المهم أن تكون هذه الشعوب موحدة في مواجهة ذلك الإرهاب الأسود، ومستعلية على الفتن، وقادرة على التمسك بأسباب قوتها وعوامل مناعتها، ومحافظة على وحدتها الوطنية، التي هي السور الواقي والسد المنيع الذي تتحطم أمامه كل محاولات الفتنة، وسائر مخططات الإرهاب.

Read Previous

د. عبدالهادي مبشرًا العاملين في «الصحة»: خاطبنا الديوان لاستبدال الإجازات بأجر

Read Next

سياسيون لـ الخليج : تطبيق القانون على الجمعيات الخيرية يصون مكانة الكويت الإنسانية

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x