• نوفمبر 23, 2024 - 5:25 مساءً

كلمة سمو ولي العهد دعوة للتمسك بالثوابت الوطنية

حفلت الكلمة التي ألقاها سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، خلال حفل افتتاح المؤتمر الثامن لرؤساء البعثات الديبلوماسية الكويتية الذي احتضنه قصر بيان الأسبوع الماضي، بكثير من المعاني والدلالات الجديرة بالتوقف عندها، خصوصا المحور المهم الذي وفّته الكلمة حقه، وحرصت على التركيز عليه وإيضاح مختلف جوانبه، ونعني به محور الوحدة الوطنية، والتماسك المجتمعي، وبرز في هذا الصدد تأكيد سموه أن الكويت تعرضت لرياح الفتنة، ولكن بتماسك جبهتها الداخلية، ووعي أبنائها وما سطروه من صور التلاحم بينهم، استطاعت تجاوز ذلك، لتؤكد صلابتها وأصالة معدن شعبها.
لقد كان ذلك بالفعل هو ما حمى الكويت من رياح الفتنة، وأعاصير الانقسام والتشرذم التي اجتاحت منطقتنا العربية، ولم يكن لأي دولة عاصم منها، بعد الله سبحانه، سوى الاستمساك بالعروة الوثقى، عروة الوحدة والاصطفاف الوطني، ونبذ كل دواعي الفرقة والفتنة، وهو ما عبر عنه سمو ولي العهد بقوله مخاطبا الديبلوماسيين: «إن اعمال مؤتمركم تعقد بعد أن دخلت منطقتنا والعالم أجمع، في ظل أوضاع سياسية وأمنية خطيرة، هددت كياننا وقوضت أمننا وشغلتنا عن جوهر قضايانا… ولقد وصف البعض تلك الأوضاع الخطيرة بأوصاف عدة، فكان من وصفها بالربيع العربي، إلا أنها في حقيقة الامر قد أدت الى إدخال منطقتنا في حسابات معقدة وفتحت المجال لعدم الاستقرار، واليوم ندخل مرحلة جديدة نعدل فيها مساراتنا على ضوء تجارب الماضي، نتعايش فيها المواجهة مع قوى تستهدف أمننا واستقرارنا والمساس بمصالحنا».
هكذا وبلغة شديدة الوضوح والشفافية لفت سمو ولي العهد إلى قضية بالغة الأهمية والخطورة، وهي أن العبرة ليست بالمسميات، وإنما بجوهر الأشياء، وأن على الشعوب ألا تنجرف وراء كل بريق يخطف الأبصار، فقد يكون هذا البريق مجرد سراب خادع، لا يروي عطشا، ولا يحقق أملا، بل على العكس يقود إلى الخراب والدمار، وإلى تمزق الأوطان وتشرد الشعوب والاحتراب الأهلي، في مصير أسود لم يكن يخطر ببال أحد، لكنه بالفعل أصاب دولا عربية عديدة من حولنا، كانت تتطلع إلى مزيد من الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان، فإذا بها لا تجني سوى الوهم والضياع والبوار.
كان مهما – إلى حد كبير أيضا – ما أشار إليه سموه من حرص الكويت على أن تكون سياستها الخارجية متسقة مع الشرعية الدولية، ومع المبادئ والقيم التي قامت عليها الديبلوماسية الكويتية، قيم الحق والعدل، واحترام جميع دول العالم، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة… وهو الإطار ذاته الذي حكم مشاركة الكويت في «عاصفة الحزم»، من أجل استعادة الشرعية إلى اليمن، وهو ما عناه سموه بقوله: «وازاء كل ذلك، وتطبيقا لمعاهدة الدفاع الخليجي المشترك، ومعاهدة الدفاع العربي المشترك، والمادة 51 من ميثاق الامم المتحدة، فقد استجابت دولة الكويت لنداء الواجب، وشاركت مع اشقائها في دول المجلس وبقية دول التحالف، في التصدي لهذا العدوان ومحاولة اعادة الشرعية الى اليمن الشقيق».
ولا يمكننا أن نغفل أيضا دعوة سمو ولي العهد لأبنائه الديبلوماسيين، لكي ينقلوا إلى العالم «صورة بلادكم المضيئة»، وهي حقا صورة مضيئة، إذ تنعم كما أكد سموه بالديموقراطية، وتعيش اجواء الحرية، وتحرص في تحركها الديبلوماسي في إطار ثوابت الشرعية الدولية، وترسيخ اسس السلام وإشاعة المحبة بين الشعوب، ورفع رايات العمل الانساني، ليكون له الأهمية القصوى في ذلك التحرك، فضلا عن احترامها الكبير الذي يعرفه الجميع لحقوق الإنسان.
وما أجدر الكويتيين جميعا أن يكونوا «سفراء» لوطنهم الكويت، يعطون عنه الصورة الأجمل والأروع، وهم إذ يفعلون ذلك فإنهم لا يبالغون أو يتجملون، لأن صورة الكويت بالفعل جميلة ورائعة.

Read Previous

مصر المستقبل

Read Next

سياسيون لـ الخليج : «عاصفة الحزم» حققت أهدافها في ردع مُنتهكي الشرعية

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x