لقد جاءت كلمة صاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، لتؤكد تماسك ابناء هذا الوطن، قيادة وشعبا، ووقوفهم صفا واحدا في مواجهة فكر التطرف والضلال، فالصورة التي رسمها ابناء الكويت، بمختلف أطيافهم، عندما تصدوا للعمل الإرهابي الشنيع المتمثل في تفجير مسجد الامام الصادق (عليه السلام) شكلت بدورها رسالة إلى العالم اجمع لتنقل مشهدا راقيا ومميزا ما بين الحاكم والمحكومين.
وفي هذا الصدد، فقد طالب سموه المجتمع الدولي بتكريس كل طاقاته لمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه، كما لفت سموه إلى انتشار حالة الاحتقان الطائفي، وما تشكله من تهديد لكيان الأمم ووحدتها واستقرارها.
ومن جانب آخر تطرق سموه إلى الاوضاع الصعبة التي تمر بها المنطقة، موضحا تأثير وانعكاسات تلك الأحداث الحرجة علينا، فنحن جزء من هذه المنطقة ولسنا بمنأى عن كل صغيرة وكبيرة تحدث هنا وهناك، ولكن ما يميز ابناء الكويت انهم متراحمون ومتكاتفون فيما بينهم، لا يستطيع كائن من كان، أو أي ظروف، ان تعبث بأمنهم واستقرارهم ووحدتهم، ففي ظل هذه الظروف الإقليمية المتوترة يبقى سلاحنا الأوحد في مواجهة الارهاب هو وحدتنا الوطنية، سياجنا المنيع من بعد الله عز وجل الذي يعصمنا من شرور الحاقدين والطامعين والمندسين.
كلنا على هذه الأرض كأسنان المشط، لا افضلية لفئة على أخرى، فالكويت للجميع، وحرية التعبير فيها حق لكل من ينتمي اليها، بشرط ألا يتعدى على حقوق وفكر ومعتقدات الآخر، فكلنا على اختلاف توجهاتنا ومواقفنا نظل في نهاية الامر إخوة يجمعهم وطن واحد… نسأل الله سبحانه وتعالى حمايته من يد العبث والتخريب.