نفى رئيس لجنة الداخلية والدفاع البرلمانية النائب عبدالله المعيوف أن السلطتين مقبلتان على دور انعقاد ساخن وأزمات، مبينا ان هذا المجلس مجلس عقلاني ونوابه يتمتعون بحكمة وبعقلانية، ويعرفون تماما أن القضية ليست قضية تصفية حسابات شخصية وليست تكسبات انتخابية. وأضاف المعيوف، في حوار مع «الخليج»: انا شخصيا لن أقدم استجوابا في الوقت الحالي، لكن سأدعم أي استجواب مستحق، وأي قضية تهم الشارع الكويتي، وأجد أن هناك أخطاء لم يصلحها الوزير سأدعمها.
وأبدى رضاه عن اداء وزارة الداخلية، وقال: عندي ثقة كبيرة جدا في الشيخ محمد الخالد نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية في فكره وفي عقله وفي ثقافته الأمنية وتعامله مع المشاكل الأمنية. وحول التعديل الوزاري بين المعيوف: أعتقد أنه من اختصاص سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء، وهو أقدر على أن يقيم وزراءه ولكن هناك ملاحظات على بعض الوزراء فبعض الوزراء، وخصوصا النواب منهم، يعملون الآن من أجل مصالح انتخابية بشكل مكشوف جدا، من خلال تعيينات وتسهيلات. ودعا إلى مواكبة الشارع الكويتي والشباب والمتابعين من خلال وسائل التواصل، مشيرا إلى ان تويتر أصبح شيئا مهما في حياة العالم بشرط ألا يستخدم لنشر الشائعات والكذب والإساءة لبعضنا البعض.
ولفت إلى ان ما يغيظ المبطلين المفلسين سياسيا ان لغة المجلس الحالي، وهي لغة خطاب رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ولغة خطاب معظم النواب، هي لغة معتدلة وعقلانية وفوتت الفرصة على الغوغائيين ومتصدري الفوضى والمتصيدين في المياه العكرة. وفيما يلي التفاصيل:
< ما توقعاتكم في دور الانعقاد المقبل في ظل التهديد بأكثر من استجواب لأكثر من وزير، هل تتوقع تأزيما أو سخونة في العلاقة بين المجلس والحكومة؟
ـ نحن أناس سياسيون على قدر من العقل ومن المسؤولية ويجب ألا نتخوف من قضية الاستجوابات، لا الحكومة ولا المجلس، فالاستجوابات مسألة سياسية، وبالتالي اليوم من حق النائب أن يعرف أشياء قد لا يكون الوزير قد وضحها له، ومن حقه أنه يسائله سياسيا عن أعمال وزارته وعلى الوزير أن يقنع المجلس بأنه على حق وأن الأخطاء أو التقصير الذي يتكلم عنه النائب هذا من وجهة نظره، وبالتالي يجب أن نتوقع كل أسبوع استجوابا، وهذا شيء صحي. فإذا خرج الاستجواب مضمونه كأن يكون موجها في غير اختصاص الوزير، أو كان لأمر شخصاني فهذا ما سيؤدي إلى التأزيم ويؤدي إلى الاحتقان، أما إذا كان موجها للوزير في اختصاصاته ومن ضمن عمله فهو كأنه كشف حساب يطلب منه النائب أن يقدم كشف حساب عن أشياء وعن أمور وعن قضايا تدخل ضمن اختصاصاته. لا نصعر ولا نعتقد أننا مقبلون على دور انعقاد ساخن وأزمات ولكن يجب أن نفهم ونقتنع أن الاستجواب هو لتبيان الحقائق، لجان التحقيق أيضا كأنها استجواب والجلسات الخاصة استجواب، هذا المجلس مجلس عقلاني ونوابه يتمتعون بحكمة وبعقلانية، ويعرفون تماما أن القضية ليست قضية تصفية حسابات شخصية وليست تكسبات انتخابية.
< هل ستقدم استجوابا أو ستدعم بعض الاستجوابات كما تردد؟
ـ أنا شخصيا لن أقدم استجوابا في الوقت الحالي، لكن سأدعم أي استجواب مستحق وأي قضية تهم الشارع الكويتي، وأجد أن هناك أخطاء لم يصلحها الوزير سأدعمها.
< هل ستؤيد استجواب وزيرة الشؤون؟
ـ أؤيد استجواب وزيرة الشؤون فيما يتعلق بدور الحضانة لأنني ملم بها، وأرى أن الوزيرة حتى الآن لم تحلها وحتى الآن تماطل فيها حسب متابعتي، بالتالي أنا الآن أؤيد هذا المحور.
< هل أنت راض عن الإجراءات الأمنية لمواجهة الإرهاب والفكر المتطرف؟
ـ أنا راض عن تلك الإجراءات وعندي ثقة كبيرة جدا في نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، في فكره وفي عقله وفي ثقافته الأمنية وتعامله مع المشاكل الأمنية، ولكن هناك تراخيا من جانب الشعب الكويتي فيما يتعلق بالجانب الأمني، بمعنى أنه يجب أن نكون حريصين وأن نكون يقظين ويجب ألا نغفل بعض الأمور التي هي محل شك يجب أن يكون المواطن خفيرا، الآن بدأ يخبو هذا الشعور، يجب أن نكون دائما مستنفرين ويقظين، ليس من العيب أن تحمي وطنك من خلال معلومة توصلها لرجال الأمن، ليس عيبا أن تحمي وطنك من خلال منع مشاغبين أو منع من يعكر صفو الأمن، لأننا إذا تكاتفنا جميعا فسوف يكون الأمن أرقى وأقوى، فالدور الحالي هو دور المواطن والمقيم بعدم التراخي في التعاون مع الأجهزة الأمنية.
< وما المطلوب من الجهات الامنية في ظل تلك الظروف؟
ـ نطالب بالتدقيق على تأشيرات الزيارة التي تمنح للوافدين، ومنع تحويلها إلى التحاق بعائل أو إذن عمل وضرورة وجود سجل جنائي وصحي للوافد قبل منح التأشيرة، لذلك يجب وضع آلية جديدة لمنح تأشيرات الزيارة تكون محكمة ولا يترك الحبل فيها على الغارب، فمن غير المنطقي أن تتحول تأشيرات الزيارة إلى إذن عمل أو التحاق بعائل، ولا بد من تحديد الفترة وعدم تركها مفتوحة، ويجب تقديم سجلين جنائي وصحي لكل من يطلب القدوم إلى الكويت قبل وصوله إليها؛ لأن هناك وافدين ربما يكونون مطلوبين أمنيا أو يعانون من أمراض معدية.
< هل تؤيد التعديل الوزاري في الفترة القادمة؛ خصوصا قبل بدء دور الانعقاد؟
ـ التعديل الوزاري أنا أعتقد أنه من اختصاص سمو رئيس مجلس الوزراء، وهو أقدر على أن يقيم وزراءه وهو أقدر على أن يعرف من هو الشخص الذي يصلح للمنصب ويكون منتجا، ولكن هناك ملاحظات على بعض الوزراء فبعض الوزراء يعمل، خصوصا من النواب الوزراء، الآن من أجل مصالح انتخابية بشكل مكشوف جدا، من خلال تعيينات ومن خلال التسهيلات ومن خلال مفاتيح انتخابية، ولنا إن شاء الله في دور الانعقاد وقفة مع هذه التعيينات الانتخابية وهذه التعيينات المصلحية وهذه الامتيازات التي تقدم لمفاتيحهم الانتخابية أو البحث عن مفاتيح انتخابية. لأن هذا سيعرقل عمل الوزراء، وأيضا سيظلم النواب الذين يعملون بجد واجتهاد، ويرون أن وزيرا يعمل لمصالحه الانتخابية، فلا يوجد تكافؤ في الفرص أو منافسة عادلة بين النائب ممثل الدائرة والوزير ممثل الدائرة، ومن المعيب أن تستخدم إمكانات الوزارة وإمكانياتك كوزير لدعم موقفك الانتخابي.
< ما اللجان التي تنوي الترشح لها في دور الانعقاد المقبل؟ وما اولوياتك فيها؟
ـ أنا مازلت أسعى لأن أترشح للجنة الداخلية والدفاع، وأتمنى أن أحظى بثقة إخواني، وإن نجحنا اسعى إلى أن أترأس هذه اللجنة وهناك حزمة قوانين نتطلع لإقرارها من بينها منح التقاعد للعسكريين البدون الذين شاركوا في حرب تحرير الكويت أسوة بالذين شاركوا في حربي 67 و73، وهؤلاء يستحقون التقدير ولمست توافقا حكوميا نيابيا على منحهم ذلك، ويجب تفعيل قانون تجريم الإرهاب وسيكون من ضمن أجندتي المقبلة، ولا بد أن نحكم القبضة الأمنية في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة، وانا مع تقليص الحجز التحفظي، سواء في التحقيقات أو النيابة، ومع الإسراع في إنشاء هيئة عليا لمكافحة المخدرات والمؤثرات ووضع آلية واضحة لملف التجنيس والإسراع في منح الجنسية لمن يستحقها، سواء من البدون أو أبناء الكويتيات أو زوجات الكويتيين، ومن وجهة نظري وضع الآلية سيساهم في حل المشكلة، وسيضع معايير قانونية للتجنيس، وعموما التجنيس وارد في أي لحظة مادام هناك مستحقون لم يحصلوا على الجنسية. والتركيبة السكانية وطغيان أعداد الوافدين على أعداد المواطنين من ضمن أولوياتي؛ إذ لا يمكن أن تترك الأمور على عواهنها ولا بد من الإعلان عن كوتا للجاليات، بما لا تطغى معه جالية على أخرى بشكل كبير، ويجب تقليص عدد الوافدين، فهناك مهن لا تستحق أن يشغلها وافدون، خصوصا في الدوائر الحكومية، وأنا مع إعادة النظر في أعداد الوافدين، وتقليص عدد الجاليات التي ازداد عدد مواطنيها بشكل كبير، فمن غير المعقول أن إحدى الجاليات اقترب عددها من عدد المواطنين الكويتيين.
< ماذا عن الازمة المرورية؟
ـ حل قضية الازدحام المروري سيكون من ضمن مشاريعي فلا بد من إيجاد حل لهذه المشكلة التي لها آثار نفسية واجتماعية، واقترح انشاء خط او شبكة علوية متخصصة تربط الكويت شرقا وغربا وشمالا وجنوبا للمساعدة في حل مشكلة المرور، والتخلص من الاختناقات المرورية، وتكون مكملة للمشروع الذي ينفذ الآن في غالبية شوارع الكويت.
< وماذا عن لجنة الشباب والرياضة؟
ـ إذا استمرت الازمة الرياضية سنطالب بإعادة تشكيل لجنة الشباب والرياضة في الجلسة الافتتاحية لدور الانعقاد، فالمرحلة المقبلة مهمة جدا للجنة الشباب والرياضة البرلمانية لأنها أمام تحد تشريعي، وعليها عبء كبير بشأن تطبيق القوانين التي أقرتها مثل المحكمة الرياضية وقانون انتخاب الأندية والاتحادات الرياضية ومتابعة الحكومة في إصدارها، ويجب إجراء الانتخابات في الأندية وفقا للصوت الواحد لأنه الحل الوحيد لمعالجة الخلل في الانتخابات، كما أنه سيضع حدا لهيمنة البعض على الانتخابات وتعيين الاتحادات وفق رغباتهم، ويجب إنهاء قانون خصخصة الأندية بشكل سريع وتجهيزه فور بدء دور الانعقاد المقبل لأنه سيحدث نقلة في الرياضة الكويتية، ونحن نصر على تطبيق القوانين التي أقرت حفاظا على هيبة الدولة فنحن أمام خيارين: إما أن نمضي قدما في تطبيق القوانين ولا نلتفت إلى ما يشاع أو نتخلى عن هيبة الدولة ونخضع لأمزجة ورغبات البعض.
< كيف يمكن الارتقاء بالرياضة الكويتية بنظرك كونك من الشخصيات الرياضية قبل ان تكون نائبا؟
ـ نحن بحاجة إلى تطوير هيئة رياضية لتكون متخصصة تقود الرياضة في المرحلة المقبلة إلى مزيد من التطور وتطبيق القوانين الرياضية بعناية أكثر، لأنه في ظل الأوضاع السيئة وتراجع المستوى الرياضي، فنحن بحاجة إلى عقليات استثمارية رياضية تزيح الفكر الرياضي القديم الذي لم تستفد منه الرياضة في الآونة الأخيرة، وبفضل هذه الهيئة بإمكاننا أن نتخلص من البيروقراطية الحكومية من الهيئات الوزارية، فنحن نريد أن يرسم السياسة الرياضية أصحاب خبرة رياضية، لا كبار موظفين فقط أتوا إلى المناصب عن طريق الواسطات.
< بالنسبة للديبلوماسية البرلمانية، الآن هناك وفود سافرت وأخرى ستسافر، ما أهمية الديبلوماسية البرلمانية في إطار الديبلوماسية الكويتية عموما؟
ـ نحن نبحث عن دعم للديبلوماسية الخارجية الكويتية، الديبلوماسية البرلمانية تعزز ثقافة انتشار الكويت وعلاقاتها، اليوم نحن دولة صغيرة لدينا علاقات كبيرة نريد أن نؤكد أن هذا البلد ديموقراطي ونريد أن نعزز الديموقراطية والحرية، نريد أن ننقل صورة مشرفة للعالم أن هذا البلد بصغر حجمه وصغر عدد سكانه لكن يتمتع بحرية وديموقراطية عريقة منذ الستينيات. اليوم احترام الدول لك من احترام ديموقراطيتك، يحترمونك إذا كانت عندك حرية وعندك ديموقراطية وعندك مجلس تشريعي حر، نحن نريد أن نعزز موقفنا السياسي ويدعم الحق الكويتي في القضية الدولية.
< بالنسبة لمواقع التواصل الاجتماعي خاصة «تويتر» أنت من أنشط النواب على تويتر وتغريداتك نتابعها باهتمام. ما أهمية تويتر للنواب؟
ـ الآن نحن في سباق مع التكنولوجيا وفي سباق مع العلم الحديث، وبالتالي أنت اليوم تحتاج إلى أن توصل رأيك وأن ترد على رأي، أن توضح، أن تنشر أخبارك، بالتالي يجب أن نواكب الشارع الكويتي والشباب الكويتي والمتابعين. اليوم تويتر أصبح شيئا مهما في حياة العالم، المهم ألا يستخدم لنشر الشائعات والكذب والإساءة لبعضنا البعض بسبب اختلافنا، وهناك مشروع قانون قدمته الحكومة بشأن الاعلام الالكتروني ستتم مناقشته في اللجنة التعليمية، ونحن نؤيد هذا القانون لتنظيم استخدام تويتر لنضمن اختفاء الحسابات الوهمية والتي تبث الاشاعات وتشعل نيران الفتنة بين ابناء المجتمع.
< ماذا تقول لمن يهاجم رئيس المجلس والنواب؟
ـ ما يغيظ المبطلين المفلسين سياسيا ان لغة المجلس الحالي وهي لغة خطاب رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ولغة خطاب معظم النواب هي لغة معتدلة وعقلانية، وفوتت الفرصة على الغوغائيين ومتصدري الفوضى والمتصيدين في المياه العكرة والمفلسين الذين يقتاتون على إثارة الفتن والضغائن في محاولة يائسة منهم للظهور مرة أخرى، على أمل ان يحل مجلس الأمة وتتاح لهم فرصة الوصول إلى السلطة التشريعية، وإن متصدري الفوضى يناقضون أنفسهم، ففي كل مرة يتهمون نواب الأمة بفقدانهم الأهلية والصلاحية ويطالبونهم في الوقت ذاته باتخاذ موقف! ما هذا التناقض؟ ونتمنى ممن يطلقون على أنفسهم الأغلبية المبطلة ان يذكروا لنا لماذا ابتعد عنهم الشباب الوطني من أبناء الكويت؟ بدلا من التجمع عند احمد السعدون وإعادة الأسطوانة المشروخة في كل مرة؟ ولماذا أصبح حضور ندواتهم لا يتجاوز عدد أصابع اليد من الشباب الكويتي؟ أين الجماهير التي كانوا يتغنون بها؟ أين الحشود الجماهيرية التي كانوا يهددون بها السلطة؟ لماذا ابتعدت عنهم؟ يبقى الجواب سهلا ومعروفا وهو: عدم مصداقيتكم، وركاكة طرحكم، وسذاجة عقولكم، وأقول لهؤلاء المفلسين رجاء اتركوا إدارة أمور البلاد لأهل الحل والعقد من رجالات الحكومة والمجلس، فأنتم الآن خارج دائرة القرار، لكم إبداء الرأي ولكن ليس من شأنكم الإدارة أو إيجاد الحلول، ولا يجوز لكم التدخل في السياسات الكبيرة للبلد، لأن البلد فيه رجالات ومستشارون وحكومة ومجلس قادرون على مواجهة التحديات والأزمات بقيادة صاحب السمو الأمير .