• نوفمبر 23, 2024 - 10:22 صباحًا

أكاديميون لـ الخليج : دعم الكويت لمقعد في مجلس الأمن يعزز اتزان القرارات ويخدم القضايا العربية

أكد نائب وزير الخارجية خالد الجار الله، على تواصل المساعي لحصول الكويت على عضوية مجلس الأمن على مختلف المستويات، وفي كل القارات. وقال الجار الله إن الجهود متواصلة لحشد التأييد والدعم للبلاد في الانتخابات المقبلة لعضوية مجلس الأمن عام 2018/ 2019، وقد أكد خبراء استراتيجيون لـ «الخليج» أن الحصول على مقعد في مجلس الأمن وحشد التأييد الدولي لذلك سوف يضيف للقضايا العربية الكثير ويساهم في إصدار قرارات أكثر اتزانا.
وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية المفتوحة د. سامي ناصر خليفة: مجلس الأمن هو مطبخ حل المشكلات التي تعاني منها كثير من دول العالم، سواء محليا أو عربيا أو مناطقيا، وعادة ما تمتلك الدول مقومات التأثير في حال امتلكت مقعدا في مجلس الأمن من الخمسة عشر مقعدا غير الأساسية، ولأن المنطقة العربية تغلي بالمشكلات فإن وجود الكويت كعنصر متزن في مجلس الأمن من شأنه أن يساهم في إصدار قرارات أكثر اتزانا إذا ما استطاعت التأثير على الدول الأخرى من خلال إقناعها ببعض القرارات.
وتابع خليفة: ان يكون للكويت دور في مطبخ مجلس الأمن، فهذا أمر جيد، خاصة أن السياسة الكويتية قائمة على الدفع بالمنطقة ناحية الاستقرار السياسي وحل المشكلات بين البلدان، لذا سيكون الموقع الأجدى بالكويت في الأمم المتحدة هو مجلس الأمن، خاصة أن هناك علاقات طيبة تربط الكويت بدول المنطقة وهى علاقات ايجابية بلا شك من الممكن أن تساهم في الدفع بالمنطقة ناحية الاستقرار السياسي في منطقتنا.
وأضاف خليفة: من الطبيعي أن يكون للكويت مقعد في هذا الموقع، فالكويت لها يد بيضاء مع كثير من دول المنطقة، فقد قامت بالعديد من المؤتمرات لمساعدة بعض الدول كمؤتمرات المانحين للسوريين والمؤتمرات الاقتصادية، لذا أحسب أن وجود الكويت في مجلس الأمة ليس إرادة كويتية فقط، بل حاجة ماسة خاصة في ظل وجود بعض دول المنطقة والتي لا تنسجم مع بعضها البعض وهم بحاجة إلى دولة تقوم على لم الشمل، وأحسب أن الكويت بعلاقاتها المتميزة استطاعت ان تقوم بهذا الدور في أكثر من مرة.
وبين خليفة أن السياسة الخارجية الكويتية ذات رؤية ومسار واضح ولا يختلف اثنان على نجاحها، خاصة أنها تتدخل دائما في الأمور التي تساهم في استقرار الدول لتقريب العلاقات، والنقطة الأهم هو استخدام تلك السياسة في تعزيز استقرار المنطقة وهو ليس مطلب كويتي فقط بل هو مطلب عربي أيضا.
ومن جانبه قال وزير الإعلام السابق سامي النصف ان سعي الكويت إلى الحصول على مقعد في مجلس الأمن وحشد التأييد الدولي لذلك سوف يضيف للقضايا العربية الكثير والكثير، فكثير من القرارات التي صدرت من مجلس الأمن تؤثر في المنطقة تأثيرا كبيرا، وقد رأينا هذا الأمر جيدا في قرار مجلس الأمن إبان الغزو العراقي الغاشم سنة 1990، مشيرا إلى أن قرار مجلس الأمن هو أقرب للمنظومة البوليسية للعالم فالانضمام إلى مجلس الأمن، هو اضافة قوية للدولة، كذلك هو اضافة قوية للسلم في المنطقة، فكلما كانت الدول الموجودة في مجلس الأمن أكثر حكمة في قراراتها سيكون القرار النهائي للمجلس قرارا حكيما، أما إذا كانت الدول الموجودة في مجلس الأمن تفتقد هذه الحكمة فستكون القرارات النهائية لمجلس الأمن توصف بأنها قرارات غير حكيمة.
وأوضح النصف أن الكويت من خلال سياستها الخارجية نجد بأنها دولة حكيمة في كثير من قراراتها، فقد استضافت أكثر من مؤتمر لدعم سورية ومؤتمرات أخرى كثيرة، مشيرا إلى أنه بالتأكيد سوف يكون انضمام الكويت إلى منظومة مجلس الأمن إضافة قوية للكويت، خاصة بعد انضمام جمهورية مصر العربية إليه، كما أنه سيكون اضافة للمنطقة فالجميع يعلم أن هناك مبعوثا أمميا في بعض الدول التي يوجد بها نزاعات، وهذا المبعوث يصف الأوضاع في دول النزاعات خاصة أن في المنطقة العربية الآن لدينا 7 نزاعات رئيسية، وفي أغلب دول تلك النزاعات هناك مبعوثون دوليون يقومون بكتابة تقارير عن الأوضاع في تلك الدول، وهذه التقارير تبنى عليها قرارات قد تكون بعض تلك التقارير بها أخطاء.
وبين النصف أن وجود الكويت في مجلس الأمن يؤدي أيضا يؤدي إلى ترشيد بعض القرارات اذا ما استطاعت اقناع بعض الدول بها، من خلال جعل القرارات الخاصة بالمنطقة أكثر ترشيدا في ظل ما تتمتع به الكويت من علاقات متميزة مع دول الجوار.
بدوره قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د. شملان العيسى ان سعي الكويت للحصول على مقعد في مجلس الأمن هو خطوة في الاتجاه الصحيح، وذلك لتعزيز دور الكويتي الإقليمي في المنطقة، فالكويت دائما ما تؤدي أدوارا كبيرة بين دو ل المنطقة، ومن الطبيعي أن تسعى الكويت للحصول على مثل هذا المقعد وتقوم بحشد الجهود الكبيرة من أجل الحصول عليه، فقد استطاعت مصر منذ فترة وجيزة الحصول على مقعد مجلس الأمن، وهذا بلا شك اضافة عربية لكن التساؤل الذي يطرح نفسه هل سيؤثر المقعد على قرارات مجلس الأمن، خاصة وأنه مقعد غير دائم؟
وأكد العيسى أن المقعد غير الدائم في مجلس الأمن يجري التصويت عليه عن طريق التناوب، موضحا أن الفوز بتلك العضوية لا يحتاج معركة ديبلوماسية كبيرة، بينما تعبر الدول التي تسعى للحصول على هذا المقعد، من خلال عضويتها تلك عن مواقف الدول العربية في المجلس، بينما ستتوقف القرارات الكبرى عند الدول دائمة العضوية ذات حق «الفيتو»، مشيرا إلى أن الكويت في حال فوزها بمقعد مجلس الأمن ستمارس من خلاله الدفاع عن دول المنطقة بقدر وتستطيع تنفيذ المشروعات وحل المشكلات التي تحقق الصالح لدول المنطقة.

Read Previous

النطق السامي .. تأصيل للوحدة الوطنية والمبادئ الدستورية

Read Next

«الأمة» يستأنف قطار إنجازاته اليوم

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x