منذ أن انطلقت انتخابات مجلس النواب اختفى من يسمون أنفسهم بالرموز السياسية، غاب الذين يسميهم الإعلام بالنشطاء، لم نسمع أصوات المغردين لأجل الوطن والشعب، تعمد كل الانتهازيين الاعتصام بالكواليس، وتركوا المسرح لعله لا يقدم أبطالا أو نجوما!!
حدث العكس بتفجير عدة مفاجآت، من جانب الذين يصمتون حين يلعب المهرجون!! فالذين ذهبوا إلى صناديق الانتخابات، نفذوا عملية «تأديب حزب النور» بصورة مذهلة، قدموا الشباب والمرأة والمسيحيين بعيدا عن القائمة في ثوب زفاف إلى ديمقراطية، شاء المتآمرون اغتيالها!! رسموا خريطة سياسية جديدة برزت ملامحها واضحة في أحزاب شابة تأسست لتأكيد زمن ثورتي «25 يناير» و«30 يونيو»، فكانت الفرحة بتأكيد وفاة «جماعة الإخوان» التي أسميها «التتار الجدد»، وكتب عليها «الشعب المصري الشقيق»، أن تعيش في «الشتات» أو في «السجون» كما تعودوا!! وحرم «عاصري الليمون» من ممارسة هواية «اللعب على الحبال» وجعلوا العالم ينحني تقديرا للنظام المصري الجديد، وحيث شاءوا ابتزاز الرئيس والحكومة، كتبوا بغبائهم شهادة تؤكد احترام الشعب له، يحدث ذلك بعد حصولهما على شهادة تقدير العالم، عبر الأمم المتحدة بانتخاب مصر لمقعد غير دائم في مجلس الأمن.
يحدث في مصر الآن انتخابات لمجلس النواب، لا تتدخل فيها أجهزة الدولة، وتؤكد كل يوم أن الشعب هو صاحب الحق في اختيار ممثليه، تنقل صحف العالم وكل مراقبي الانتخابات الدوليين والمحليين، تطابق التصريحات مع ما يجري على الأرض، يطلب الرئيس من الشعب التصويت لمن شاء، وينسحب مشغولا بهموم الوطن فيعالج أزمة الإسكندرية الطارئة بجراحة ناجحة، ويواصل انشغاله بهموم الوطن فينفذ جولة خارجية تشمل ثلاثة عواصم، بينها «نيودلهي»، ليضع خطا أحمر تحت أبعاد الأمن القومي المصري عربيا وإفريقيا وآسيويا، ثم دوليا حيث أوروبا والولايات المتحدة، لذلك سيزور الرئيس «لندن» خلال فترة الانتخابات، وهذا السلوك السياسي الذي يعكس رؤية عميقة وواضحة، اغتالت الرموز والنشطاء وكدابي الزفة والانتهازيين، وجعلت «فلول الفساد» في ذهول لعجزهم عن الفهم والتفسير، وفي الطريق احترقت أبواقا إعلامية عديدة تصورت أن «الحاوي» يمكن أن يلعب خارج ساحات الموالد الشعبية!!