مؤسفة تلك الممارسات الإرهابية التي يشهدها العالم اليوم، فلا أحد مستثنى من هجوم وشرور هذا الفكر الضال المنحرف المنزوع الهوية والدين والمبدأ. لقد أثبت الإرهاب اليوم – بما لا يدع مجالا للشك – أنه ماض في مخططه التخريبي الذي لن يدع بدوره حجرا فوق حجر، ولن يميز إن كان ذلك الحجر في بلاد المسلمين أو غيرها، فالكل مستهدف، والكل تحت مجهر مخططاته الشيطانية.
إن الهدف الذي تسعى إليه تلك الشرذمة هو تشويه صورة الإسلام والمسلمين، ولكنهم بأعمالهم التخريبية التي طالت مساجد المسلمين وأماكنهم المقدسة كشفوا عن وجههم القبيح أمام العالم أجمع، ليؤكدوا أنهم مجرد جماعات لا تحمل سوى عفن الأفكار والآراء، ولا ينتمي إليها غير المنبوذ في وطنه، صاحب الملف الجنائي المتخم بأقبح وأبشع أنواع الجرائم! فمن منا يفكر في الانتماء إلى أولئك الضالين غير امرئ فاقد العقل والأهلية، يقبل أن يكون مسلوب الإرادة، يؤمر فيطيع وينفذ فتسيل دماء الأبرياء، وكل ذلك يتم تحت مظلة «لا تجادل ولا تناقش»، التي توفر بدورها طريق الهروب الكبير من أسئلة واستفسارات هذا وذاك؟!
ما يجب التركيز عليه، والعمل على تحقيقه بالشكل المعتدل، هو الخطاب الديني، اي نعم هناك كثيرون ممن يركزون على الاعتدال وعدم المساس بالآخر، ولكن تبقى أيضا مجموعة من «المخابيل» تحمل ما تحمله من فكر تكفيري وطائفي، يشحن الفرد ويجعله ناقما ساخطا على الآخر، مثل هذا الفكر البغيض يجب أن يُقمَع بالكامل، كما قُمِع رأي الكنيسة في عصور الظلام؛ فغدت أوروبا قوة علمية وعسكرية واقتصادية وسياسية.
إنه ومن دون أدنى مبالغة مَن يغذي الفكر الداعشي، أو غيره من أفكار تلك الجماعات المختلة، هم أولئك أصحاب الخطاب الديني المتشدد القائم على الطعن في معتقد الآخر، والتشكيك في إسلامه، وتصويره على أنه ضال مرتد وجب تقويمه!