• نوفمبر 23, 2024 - 2:40 مساءً

خبراء لـ الخليج: التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب أبلغ رسالة لبراءة الإسلام من العصابات الإجرامية

لقيت مبادرة المملكة العربية السعودية لتشكيل تحالف إسلامي عسكري، لمواجهة الإرهاب في المنطقة، ترحيب الكويت، وأكد وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الكهرباء والماء بالوكالة الشيخ محمد العبدالله أنها ستكون مشاركة ضمن الصفوف الأمامية في التحالف.
الخليج ناقشت مع خبراء استراتيجيين اهمية هذا التحالف، فاعتبروا انه ابلغ رسالة على الاتهامات التي يوجهها البعض، ويحاولون من خلالها ربط الإسلام بالارهاب، مشيرين إلى ان رسالة العالم الإسلامي من هذا التحالف هي ان المسلمين سيحاربون العصابات الاجرامية التي تشوه صورة دينهم الحنيف.
في البداية أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د. عبدالله الغانم، أن فكرة التحالف الاسلامي بحد ذاتها فكرة رائدة، تجسّد امكانية وجود عمل اسلامي فاعل يعتمد على جهود هذه الدول، ويخالف الصورة النمطية السائدة بأن الدول الإسلامية غير قادرة على اتخاذ اي اجراءات ذاتية بعيدا عن دور المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن وجود عمل اسلامي لمحاربة الارهاب يؤكد أن من يمارس الاعمال الارهابية، كداعش وأنصار الشريعة وغيرهما من المنظمات، لا يمت إلى الاسلام بصلة، والدليل على ذلك اتفاق الدول الاسلامية على تكثيف الجهود لمحاربتها.
وتابع الغانم: على ان استمرارية هذا النظام الجديد تعتمد على مدى التزام الدول الاسلامية عمليا، من حيث تقديم الدعم السياسي على مستوى القيادات وتقديم الدعم المالي لهذه الجهود، حيث ان عمل التحالف يتضمن اعمالا عسكرية ميدانية تحتاج إلى اموال، متمنيا ان يكون لجهود التحالف استمرارية طويلة الامد لا ان تكون ردة فعل على احداث زمنية مؤقتة.
وأضاف الغانم: عدم اشراك النظام السوري والإيراني في التحالف الإسلامي له العديد من الدلالات في مقدمتها يأتي أن النظام السوري هو نظام إرهابي فكيف ينضم إلى تحالف يحارب الإرهاب، كما أن النظام الإيراني في الوقت ذاته هو داعم للنظام السوري؛ لذلك نرى أنه داعم لنظام يقتل ويبيد شعبه، كما أن إيران تدعم داعش وقد اعترفت داعش بهذا الأمر.
أما بشأن عدم انضمام عمان لهذا التحالف فقال الغانم: إن عمان منذ فترة ولها استراتيجية خاصة تعتمد على التوازن لذلك كان من المتوقع ألا تنضم إلى دول التحالف الإسلامي، ولكن أعتقد أنه سيأتي اليوم الذي تنضم فيه إلى دول التحالف.
وعن مدى تأثير التحالف الإسلامي في تغيير الأوضاع على أرض الواقع قال الغانم: إن هذا الأمر يعتمد اعتمادا كبيرا على الدول المشاركة في التحالف الإسلامي، ومدى جديتها في الاشتراك فيه؛ لأن هذا التحالف يحتاج إلى دعم مادي ودعم عسكري ودعم بشري، ولذلك سيظهر في وقت قريب إذا كان هذا التحالف بالفعل متماسكا من خلال قيام كل دولة بالدور المناط بها ام لا.
ومن ناحيته قال الخبير الأمني والاستراتيجي د. فهد الشليمي إن في اعلان التحالف الاسلامي العالمي ضد الارهاب ومركزه الرياض، وبمشاركة 34 دولة، تثبت السعودية انها مركز الثقل العالمي والاسلامي ضد الإرهاب، متوقعا ان يقوم التحالف الاسلامي العالمي بإصدار مذكرة تشمل الاحزاب والمنظمات الارهابية وتشمل بعض الاحزاب الطائفية المدعومة من ايران، كما أتوقع ان يتم انشاء مركز لتبادل المعلومات الاستخبارية في التحالف العالمي الاسلامي لمكافحة الارهاب، ووجود ضباط اتصال من هذه الدول في الرياض.
وتابع الشليمي: التحالف العربي الإسلامي لمحاربة الإرهاب يعتبر خطوة استباقية وسياسية كبيرة، لأنها تعطي القوة سياسيا للدول العربية والإسلامية لمواجهة الإرهاب، وقول كلمتها، مشيرا إلى أن تشكيل تحالف إسلامي وردع حركات إرهابية تدّعي أنها تعتنق الإسلام، وعناصرها خوارج، يعطي العالم الاسلامي مصداقية في محاربة الإرهابيين، ناهيك عن وجود مركز هذا التحالف في الرياض، الامر الذي يعطي ثقلا لدول مجلس التعاون والدول الإسلامية.
وتابع الشليمي: إن هذا التحالف سيعطي الدول الاسلامية معلومات استخباراتية اسلامية في وجود عناصر ارهابية في الدول، وهو طفرة استخباراتية مهمة، إضافة إلى أنه فتح مركز تدريب لمكافحة الارهاب، وسيتم دعم الدول الاسلامية التي تعاني من الارهاب وتنقصها الخبرات والآليات خاصة في الدول الافريقية.
وأوضح الشليمي ان هذا التحالف سيرصد الأحزاب المدعومة من إيران والتي تدعي أنها تحارب الإرهاب وهي داعمة له، وارهابية ايضا، وستوضع في مكانها الصحيح، مشددا على أن الأهم هو ان يتحقق هدف الاتحاد على أرض الواقع، ويسحب حجة مكافحة الإرهاب من ايران وحلفائها، وهذا هو التحدي الأكبر للسعودية ودول مجلس التعاون.
قال أستاذ القانون الدولي د. فايز النشوان: لم يبين بيان تشكيل التحالف طبيعة هذا التجمع سوى بشكله العام بأنه «عسكري» وبعضوية ٣٤ دولة منهم دول ليست لها قيمة لأوضاعها المتدهورة، مشيرا إلى أن تشكيل تحالف إسلامي «عسكري» ضد الإرهاب أمر جيد لكن من المهم أن يتوقف المختصون عند أمور مهمة لإنجاح هذه الفكرة وحصد نتاجها على أرض الواقع.
وتابع النشوان: لم يبين بيان تشكيل التحالف طبيعة هذا التجمع سوى بشكله العام بأنه «عسكري» وبعضوية 34 دولة منهم دول ليست لها قيمة لأوضاعها السياسية المتدهورة، ومن المعلوم أن الحرب على الإرهاب متعددة الأنماط، وتحديد شكل هذا التحالف بالطبيعة العسكرية تعني أنه ليس مهتما بمكافحة بواعث الإرهاب ومكوناته، مبينا أن الإرهاب ظاهرة عالمية وتكوين مجموعة اسلامية لمحاربته، لا بد أن تكون وفقا لاعتبارات عدة وتحت غطاء مؤسسي لأخذ الاعتماد القانوني المطلوب لعملياته.
وأضاف: شخصيا لست متشجع بالاستعجال في تكوين السعودية لتشكيل هذا التحالف في ظل وجود ملفات مهمة لم تنته بعد كالوضع في اليمن وسورية وملفات مهمة أخرى، مبينا أنه يجب الإشارة إلى أن تشكيل تحالف كبير كالذي تم الإعلان عنه كان من المستحسن أن يكون ضمن فعالية كبرى يحضرها رؤساء حكومات ووزراء دفاع الدول الأعضاء في النهاية نحن مع جهود السعودية وتوجهاتها وسندعم سياساتها الإقليمية لارتباط المصالح والمصائر، لكن فضلنا أن يكون لنا رأي موضوعي للإثراء.
وبين النشوان أن خلال أشهر شهدت المنطقة تحالفات عسكرية كبيرة لم يتم بلورة أي منها حتى الآن «التحالف ضد داعش – القوة العربية العسكرية – التحالف الاسلامي»، وهذه التحالفات على ضخامة التفاعل الإعلامي معها لكني لست متشجع في تشكيلها السريع فالواقع يؤكد بأنها تحتاج لوقت طويل حتى تأتي بنتائج على الأرض، مؤكدا أن النية الطيبة والشجاعة وحسن النوايا عناصر لا تكفي لإنجاح مشاريع كبيرة، لا سيما إذا كانت عسكرية، ومع ذلك سندعم هذه الجهود فلعل أمور بها تخفى علينا.

Read Previous

«العاصمة الصحية» دشنت عيادة الأسنان المتنقلة في الروضة لكبار السن

Read Next

الخالد: مضاعفة الجهود في مواجهة الإرهاب

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x