احتفل مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بتسليم جائزة السلطان قابوس التقديرية للثقافة والفنون والآداب لثلاثة كتاب عرب حصلوا عليها عن مجالات الجائزة الثلاثة.
وتسلم الجائزة في مجال الثقافة الدكتور التونسي عبدالسلام المسدي حول الدراسات في مجال اللغة العربية، فيما حصل عليها في مجال الفنون الخطاط الجزائري شريفي محمد بلحاج، وخصصت الجائزة حول الخط العربي. وحصل الكاتب والأكاديمي الدكتور محمد الهادي الغزي من جمهورية تونس على الجائزة في مجال الآداب وخصص المجال هذا العام لأدب الطفل. وحصل الفائزون الثلاثة على وسام السلطان قابوس للثقافة والعلوم والفنون والآداب، وجائزة مالية قدرها 100 ألف ريال لكل فائز(260 ألف دولار).
ورعى حفل تسليم الجائزة معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية وبحضور معالي السيد خالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني وعدد من أصحاب المعالي والسعادة الوكلاء والسفراء وجمع من المدعوين.
وكشف ابن علوي بعد تكريمه الفائزين الثلاثة عن مجالات الدورة القادمة من الجائزة والتي تخصص للعمانيين فقط، وسيكون التنافس في مجالات الترجمة عن الثقافة، والفنون الشعبية الحماسية المغناة عن الفنون والرواية عن الآداب.
وتبلغ قيمة الجائزة في دورتها المحلية 50 ألف ريال لكل فائز إضافة إلى وسام الاستحقاق للثقافة والفنون والآداب.
وأكد بن علوي أن هذه الجائزة التي يحتفل بها هي من أسس المشروع الحضاري لجلالة السلطان المعظم للوطن وللأوطان الإسلامية وبالتالي كما ذكروا في استعراض الإنجازات التي تمت في الجوائز التي سبق وأن فاز بها مشتغلون بالفن وبالثقافة عبرت على أن مسيرة بناء الحضارة في عمان متواصلة وهذا يدل على مكانة عمان وهو مكان بما سلف، وعمان كانت على الدوام في مقدمة الركب لهذه الأمة، أمة المسلمين والعرب التي ذكرها الله حينما قال «كنتم خير أمة أخرجت للناس»، وهذه الأمة في بعض التفاسير هي أمة العرب التي تتكلم اللغة العربية/ ولأن اللغة العربية التي هي ركائز هذه الثقافة هي التي تشرف بها العرب عند رب العالمين».
وأكد الفائزون عن تقديرهم العالي لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله- ولعطاء جلالته البناء والصادق وجهوده المتواصلة أعزه الله في دفع العطاء الإنساني الفكري في مختلف المجالات خاصة الثقافة والفنون والآداب.
وأكدوا أن للجائزة قيمة معنوية كبرى للفائزين بها وغير الفائزين وهي تدلل على حرص جلالة السلطان المعظم أبقاه الله على دعم وتشجيع الإنجاز الفكري والمعرفي وتحفيز همم العلماء والمفكرين والباحثين.
وقال الأستاذ الدكتور عبدالسلام المسدي في حديث نشرته مطبوعة وزعت في حفل التكريم وأجرت حديثا مع الفائزين الثلاثة: «عندما تم الاتصال بي لإخباري بما انتهت إليه لجنة التحكيم في جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب أحسست بأن الثقافة العربيّة بخير وبأن للمثقف العربي الذي ينخرط في ميثاق الفكر النقديّ الحرّ منزلة في مجتمعنا وأن حظوظه لا تقلّ عن حظوظ مثقف الولاء ثم أيقنت أن بين الذين يُنتجون الأفكار والذين يصنعون القرار تواطؤا نبيلا يبتغي الارتقاء بصورة الأمة العربية كي يُعاد إليها مجدْها أيام كان حُكّامها هم الذين يسعون إلى العلماء يُقربونهم ويسترضونهم ويطلبون منهم النصح والمشورة».
من جانبه قال الدكتور محمد بن سعيد شريفي الذي فاز بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في دورتها الرابعة عن مجال الخط العربي في المطبوعة نفسها: إن المجالات التي تهتم بها الجائزة هي مجالات مهمة تمس حضارتنا واسلامنا وعروبتنا وهي تحفز وتدعو إلى مزيد من العمل للحفاظ على تراثنا وأصالتنا.
وأعرب عن تقديره الكبير لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه على جهود جلالته واهتمامه السامي بمجالات الثقافة والفنون ودعمه وتحفيزه للمفكرين والعلماء وبالتالي نشر ثقافتنا والاهتمام بتراثنا وحضارتنا.
وقال الدكتور محمد محمد الهادي الهذيلي الغزي من الجمهورية التونسية الفائز بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في مجال الآداب الذي خصص لأدب الطفل إن هذه الجائزة من الجوائز الاستثنائية في وطننا العربي لأنها تهتم بكل حقول المعرفة في مجالات الإبداع الفكري وتلك المجالات من مجالات الجائزة تتغير من عام إلى آخر لشمل كل مجالات الإبداع.
وأضاف «هناك اهتمام كبير باللغة العربية في السلطنة وتجديدها وتطويرها ولا يمكن أن نجدد تلك اللغة وأن نطورها إلا بمخاطبة الطفل بلغة أخرى جديدة لغة تجعله يهتم بلغته ويطورها حيث أنه لا معرفة بلا حروف وعلينا أن نزرع في الطفل حب اللغة حتى يستطيع أن يبدع بلغته».
وألقى سعادة حبيب بن محمد الريامي كلمة مرتجلة في الحفل أكد خلالها على أهمية الجائزة، معتبرا أن حفل التكريم السنوي هو «عرس سنوي يتكرر على هذه الأرض الطيبة». وأوضح الريامي في كلمته تفاصيل الجائزة وتفاصيل منحها.