• نوفمبر 23, 2024 - 9:59 مساءً

أكاديميون يستنكرون تراجع الكويت في التنمية البشرية

تراجعت الكويت مرتبة واحدة في تقرير التنمية البشرية لعام 2015 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الذي حمل عنوان «التنمية في كل عمل»، ويقيس التنمية في 188 دولة. وجاءت الكويت هذا العام في المركز الـ 48 عالميا، وقبل الأخيرة خليجيا، والخامس عربيا.
هذا التراجع اثار استياء عدد من الاكاديميين، حيث قال أستاذ الاقتصاد في كلية العلوم الإدارية بجامعة الكويت د. يوسف المطيري إن الموارد البشرية هي الثروة الرئيسية للأمم، فرأس المال المادي والموارد الطبيعية رغم أهميتهما وضرورتهما إلا أنهما بدون العنصر البشري الكفء والمدرب والمعد إعدادا جيدا لن يكون لها قيمة، وذلك لأن البشر هم القادرون على استخدام هذه الموارد وتسخيرها في العمليات الإنتاجية للحصول على أقصى إشباع ممكن وصولا إلى تحقيق الرفاهية، فالعنصر البشري بما لديه من قدرة على الاختراع والابتكار والتطوير يمكن أن يقهر ندرة الموارد الطبيعية ويوسع من إمكانات المجتمع الإنتاجية.
وأكد المطيري أن قضية التنمية البشرية هي من الركائز الأساسية لأي دولة بل لا يختلف على أنها جزء أساسي من نجاح الدول فالدول تعتمد على العقل البشري، فالدول التي تعتمد على تطوير العنصر البشري تستطيع بناء الدولة على أسس متينة، مشيرا إلى أن وصول الكويت في المرتبة الأخيرة من التنمية البشرية هو أمر محزن فالدولة بها أزمة اقتصادية تتمثل في انخفاض سعر البترول، وهذه الأزمة تتطلب بناء العنصر البشري الذي يستطيع بعد ذلك إيجاد عناصر أخرى بديلة للدخل؛ ففي بعض الدول مثل ماليزيا ودول أخرى قامت تلك الدول بتطوير العنصر البشري مما ساعدها على النهوض باقتصادها.
وأوضح المطيري أنه ومع انخفاض البترول فأي تقليص في المصروفات سيتم الاتجاه فورا إلى العنصر البشري وسيتم تقليص العناصر البشرية في الوقت الذي يجب فيه تطوير هذا العنصر، مشيرا إلى أن أدوار التنمية البشرية في الكويت ليست غائبة ولكنها في الوقت ذاته غير مفعلة بالطريقة التي نستطيع من خلالها استغلال العنصر البشري في التفكير لإيجاد مصادر بديلة للطاقة.
واختتم المطيري قائلا: لا شك في أن الموارد البشرية تمثل شرطا أساسيا لتحقيق التنمية الشاملة، فالدولة التي تعجز عن تنمية مواردها البشرية لا يمكنها أن تحقق أهدافها المرجوة، فقد ثبت أن العقل والجهد البشري هو الذي يؤدي إلى التطور والتقدم، فهو ضروري لتوفير رأس المال واستغلال الموارد الطبيعية وخلق الأسواق والقيام بعمليات التبادل التجاري وغيرها من تلك الأمور، فهناك دول تمتلك موارد بسيطة ومع ذلك فهي دول متطورة.
قالت الأكاديمية د. غنيمة الحيدر إن توجيه اهتمام الحكومة للاستثمار في تنمية وبناء الانسان الكويتي الذي يعتبر مستقبل الوطن وضمان تقدمه ورفعته وعزته، مشيرة إلى أن الاستثمار بالشباب هو الطريق الوحيد لبناء دولة قوية واستمرارها في التطور، ولهذا حين يضع حكيم الوطن وقائده هذه الشريحة من المواطنين على رأس اولويات الدولة، فهو يعني ان على الجميع العمل في هذا المجال لكي تصبح الكويت فعلا دولة قوية وقادرة، خصوصا ان 68 في المائة من شعبها هم من الشباب.
وأضافت الحيدر ان الانسان الكويتي هو الثروة الحقيقة لهذا الوطن وهو الذي يصنع مستقبله، خصوصا أن الكويتيين على مدار التاريخ كانوا صناعا للتنمية، وان افضل استثمار يمكن ان تقوم به الكويت هو بناء العنصر البشري، بحيث يتم اعداده ذهنيا ونفسيا بالقدر الذي يمكنه من قيادة عجلة الانتاج والتطوير، لأن الانسان هو اساس التنمية.
وقالت الحيدر ان تنمية الانسان الكويتي هي الاساس والنموذج الامثل لنجاح الخطط الاقتصادية إذا ما قامت الدولة بمعالجة قضايا الاستثمار في التعليم والتدريب والصحة والتي تستهدف بالدرجة الاولى عقل الانسان من خلال التعليم والتدريب، كما تستهدف الاهتمام به صحيا من خلال تطوير القطاع الصحي، والسعي إلى تطوير الخطط والبرامج والسياسات الهيكلية والتمويلية التي تدعم التنمية البشرية، ولا بد ان يكون للمواطن الكويتي دور رائد واساسي في عملية التنمية، مؤكدة ان ابناء الكويت لهم قدرات وابداعات ولكن ينقصهم استخراج هذه الابداعات منهم للنهوض بالتنمية في البلاد.
وأكدت الحيدر على اهمية النهوض بقدرات العاملين في الدولة كما اكدت دور واهمية التخطيط في عملية التنمية البشرية، داعية إلى تطوير وتفعيل خطط الدولة بهذا الشأن، وتوحيد الجهود من اجل دعم خطط التنمية في قطاعات الدولة كافة، والعمل على خلق كوادر متخصصة.
بدوره قال المدرب المعتمد في التنمية البشرية فهد الشامري: تطوير الذات والامكانات التي توجد داخل الشاب الذي لم يتم استغلال ما بداخله من إمكانيات وهي تسهيل لمجالات الحياة والإنسان لا بد ان يكون مرنا في الحياة، وأن ينظر إلى الحياة بمنظور تفاؤلي فلا بد أن يكون المبدأ في الحياة معتمدا، فلا يجب ان يكون إفراطا أو تفريطا، مشيرا إلى أن التنمية البشرية أساسها ثلاثة محاور: المعرفة والمهارة والسلوك، فبدون معرفة لن تكون هناك مهارة أو سلوك، فلكي يعرف الإنسان لا بد أن يكون مطلعا وقارئا، وأن يأخذ الخبرة من ذوي الخبرة، والأمر الأخير يتمثل في تدبر القرآن، ففي كل آية حكمة وفكرة حينما نأخذ المواعظ والعبر من النبي صلى الله وسلم سيكون لدى فن الاقناع والمروءة، ومن خلال تلك الأمور سيكون لدينا معرفة ونقوم بتطوير الموهبة التي تصبح بالطبع مهارة أستطيع أن أقدمها للناس ويتطور السلوك ويكون فيه مروءة وأتعامل به مع الناس.
وتابع الشامري: إذا أخذت الخبرة من شخص وطبقتها كما هي فمن الممكن أن أفشل لأن الإنسان يقوم بهذا المشروع على حسب بيئته وفكرته ومعتقداته، فلا بد أن يتم وضع بصمة الإنسان على الفكرة وتنمية المهارة، مشيرا إلى أن الشباب يفتقد الثقة بالنفس مشكلة كبيرة والشباب طاقة هائلة لا بد ألا يتم هدرها في الأشياء السلبية فعلى الشباب استثمار طاقاتهم في شيء مفيد، ففي داخل الإنسان لديه قدرات يستطيع من خلالها تقديم شيء مفيد للمجتمع ووطنه.

Read Previous

سياسيون واقتصاديون تخوفوا من تأثير رفع البنزين على الأسعار

Read Next

«التخطيط والتنمية»: الانتهاء من المرحلة الرابعة من مستشفى الصباح الجديد

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x