أعربت موسكو، عن قلقها إزاء تفاقم الأزمة في منطقة الخليج بعد اقتحام محتجين السفارة والقنصلية السعوديتين في إيران، وقطع الرياض ومن ثم المنامة علاقاتهما مع طهران.
وشددت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أمس الاثنين على أن «الاعتداءات على بعثات ديبلوماسية أجنبية لا يمكن النظر إليها وتحت أي ظرف من الظروف، على أنها وسيلة شرعية لاحتجاج وتعبير عن آراء سياسية».
وأشار البيان إلى أن الدول المستضيفة لهذه البعثات ملزمة لضمان الأمن الكامل لها «وفقا لما تتطلبه الاتفاقيات الدولية المعروفة».
وتابع بيان الوزارة قائلا: «إن موسكو تعرب عن قلقها الشديد إزاء تفاقم الأوضاع في الشرق الأوسط بمشاركة أكبر الدولتين الإقليميتين هما المملكة العربية السعودية وإيران، اللتان ترتبط روسيا معهما بعلاقات ودية تقليدية، إننا نحث بإلحاح طهران والرياض وغيرهما من دول الخليج على التحلي بضبط النفس وتجنب أي خطوات من شأنها زيادة الوضع تعقيدا وتؤدي إلى تصاعد التوترات، بما في ذلك ذات طابع طائفي».
وأعربت الخارجية عن قناعة موسكو بأن المشكلات والخلافات بين دول يمكن، بل ويجب، أن ايجاد حل لها بطريقة «الحوار وراء طاولة المفاوضات»، مؤكدة استعداد روسيا إلى تقديم مساعدتها لهذه الجهود.
وفي وقت سابق من الاثنين قال مصدر ديبلوماسي في الخارجية الروسية «نحن نعبر عن أسفنا لتأزم العلاقات بين أكبر دولتين في العالم الإسلامي، وأكثرهما نفوذا في المنطقة، وفي سوق النفط العالمية».
ونقلت وكالة «نوفوستي»، الروسية للأنباء عن ذات المصدر قوله إن موسكو كانت دائما حريصة «لتكون لدى المسلمين رؤية مشتركة، لدى السنة والشيعة، في إطار منظمة التعاون الإسلامي، وكذلك في المنظمات الدولية الأخرى، ورؤية مشتركة كذلك في ما يخص المشكلات الدولية والإقليمية، بما في ذلك الأزمة السورية والوضع في منطقة الخليج».
وأشار المصدر كذلك إلى أن موسكو تدعو لمواصلة المباحثات بصيغة فيينا حول سورية، بمشاركة كل من إيران والسعودية.
وأعرب المصدر عن أمل موسكو في أن تواصل مجموعة دعم سورية عملها رغم قطع العلاقات بين الرياض وطهران. وقال الديبلوماسي الروسي: «من دواعي سرورنا أننا استطعنا، وبدعم من الأمريكيين، تشكيل المجموعة الدولية لدعم سورية، والتي تشارك فيها السعودية وإيران، وهما دولتان ذاتا نفوذ كبير جدا في المنطقة. وأملنا أن تستمر هذه الآلية وأن تعمل بما يخدم إيجاد حل سياسي للأزمة السورية».