منذ القدم وأهل الكويت يعيشون مع بعضهم البعض في محبة وتسامح وتقبل للآخر، لم نسمع أن أحدا ازدرى فئة، أو تهجم على فكر أو نهج أو معتقد، ففي ذلك الزمان، وعلى الرغم من بساطة الوعي والثقافة، فإن مبدأ الأخوة والألفة والتراحم كان متأصلا في النفوس، لم يكن هناك بغض أو حقد أو تحقير للآخر، بل إن الكل كان يعيش في سلام ويمارس حياته اليومية بكل أريحية حتى ينتهي يومه فيضع رأسه على وسادته وهو مرتاح البال.
إن هذا المشهد الجميل الذي بدأنا به المقال ليس ببعيد عن كثير من أهل الكويت اليوم، فمازال هناك كثير كثير ممن يهمه استقرار هذه الأرض المسالمة، كما يهمه الحفاظ على القيم الأصيلة والعادات الجميلة التي تركها لنا الآباء والأجداد لتكون سلاحنا ضد الطامعين والعابثين والمندسين، ولكننا هنا أردنا أن نخاطب البعض ممن خلع ثوبه واستبدل به آخر ليس غير مناسب له فقط، ولكنه لا يمت بصلة إلى تاريخنا المملوء بقيم التضحية والتكاتف والوقوف جنبا إلى جنب، الكلمة واحدة والصرخة واحدة في وجه الفتن والضغائن، مع الأسف الشديد إننا نشاهد النشء اليوم ونضع أيادينا على قلوبنا خوفا من غد لا نعلم ما يتوارى خلفه، فالثقافة الحالية للبعض تدق ناقوس الخطر، وعلى الجميع – من دون استثناء – تحمل مسؤولياته.
إن ما يحدث على وسائل التواصل الاجتماعي، من حوارات ونقاشات، يدل بكل صراحة على وجود خلل عقلي كبير لا بد من القضاء عليه واقتلاعه من جذوره، فمثل تلك الأفكار الهدامة التي تحتضن الطائفية والتعصب للرأي وازدراء الآخر هي التي تحاول بعض الأطراف تصديرها إلى كويتنا الغالية؛ لتقويض أمنها وزعزعة استقرارها.