احتفلت كويتنا الغالية منذ أيام بأعيادها الوطنية، فارتفعت الأعلام فوق المؤسسات والمنازل، كما تزينت شوارع مختلف المحافظات بالاضاءات الملونة التي عكست فرحة البلاد بأعيادها، كل شيء كان جميلا والكل كان مبتهجا ومتعاونا مع رجال الأمن الذين أدوا واجبهم بكل امانة وإتقان، فالحركة المرورية في الطرق البعيدة عن شارع الخليج تميزت بالانسيابية حتى في شارع الخليج وفي عز قيام المسيرات كان النظام حاضرا وفارضا نفسه على الرغم من ذلك العمل الغادر والجبان الذي اودى بحياة الشهيد تركي العنزي واصابة البعض من الضباط والافراد.
وفي حقيقة الأمر ان اصحاب تلك السوكيات المنحرفة والخاضعون بدورهم إلى عمليات غسل الأدمغة ما هم إلا عدو خفي يعيش بيننا يمارس حياته بأسلوب طبيعي واعتيادي حتى تأتيه تلك اللحظة التي يتصور نفسه فيها ذلك البطل الفدائي المسلم الداعي إلى تطبيق شرع الله والله منه ومن افعاله براء.
من هنا علينا التسليم بأن للأسرة دورا كبيرا في زرع مفاهيم الوطنية والانتماء، ولا أحد يستطيع القيام بدور الأسرة أو حتى يسد بعضا من قصورها تجاه ابنائها، فالوطنية ليست اناشيد أو شعارات أو كلام انشائي يكتبه الأبناء في موضوع التعبير، الوطنية الحقة هي افعال واسلوب حياة بمعنى أن كل فرد منا يخدم وطنه ويساهم في نمائه ورقيه كل حسب اختصاصه وعمله، كما أنه مطالب بالتعايش مع الأخر واحترام فكره ودينه ومذهبه، فعليه ان يؤمن بأن كل اختلافاتنا الفكرية والعقائدية والفقهية تنصهر وتذوب في حب هذا الوطن والانتماء إليه، من الأخر ذلك الحس الوطني والشعور بالولاء والانتماء لن يتحقق إلا من خلال الأسرة بالمقام الأول ومن ثم يأتي دور الدولة من خلال مدارسها وبرامجها التوعوية في توجيه الفرد إلى طريق الإعتدال وحمايته من الوقوع في يد الإثم والعدوان.