الدكتور يعقوب يوسف الغنيم المؤرخ والأديب والوزير تعد كتبه وأبحاثه ومقالاته الصحفية مرجعا يرتكز عليه الباحثون، يتحدث في الحوار التالي عن محطات سيرته الذاتية المليئة بالإنجازات، ساردا بعض المؤلفات التي يعتز بها لإثرائها المكتبة العربية.
] نبدأ بمرحلة الطفولة.. كيف كانت البدايات؟
ـ ولدت 1939 في منطقة القبلة ونشأت في فريج الشاوي في منطقة جبله. بدأ دراسته في مدرسة ملا محمد بن ملا أحمد وهو بعمر خمس سنوات وهنا كانت حادثة طريفة فحينها كنت أمر من أمام مدرسة ملا محمد ومرة شاهدني الملا محمود وطلب مني الدخول في المدرسة وسجلني من دون حتى أن يعرف أخوالي، ثم بدأ التعليم النظامي والتحقت في المدرسة الأحمدية (1947) والمثنى (1948). ثم أكملت تعليمي في المعهد الديني، قبل أن استكمل دراستي في كلية دار العلوم بالقاهرة عام 1957 وأحصل على شهادة الماجستير ومن ثم الدكتوراه في النحو والصرف.
] ما سر تعلقك بالشاعر الراحل راشد السيف؟
ـ أول لقاء لي مع أستاذي الراحل راشد السيف عندما كنت في السادسة وكان هو مدير مدرسة الأحمدية واستمرت علاقتي معه حتى اليوم وهذه العلاقة تتميز في إصدار مؤسسة البابطين للإبداع الشعري ثلاثة مجلدات تضم قصائده تحت إشرافي ومتابعتي، والحمد لله استطعت أن أرد جزءا من فضل هذا الرجل علي.
] بما أننا ذكرنا مدير مدرسة الأحمدية دعنا نتوقف عند مدير مدرسة المثنى؟
ـ كان مديرها الأستاذ الراحل عقاب الخطيب الذي يهتم بشدة باللغة العربية ويدعم الطلبة الفائقين ويقوم بتكريمهم أمام كافة الطلبة في طابور الصباح. وظلت علاقتي به حتى توفي وكتبت عنه في غالبية مؤلفاتي.
] هل فعلا كان للمعهد الديني تأثير على شخصيتك؟
ـ فعلا كان للمعهد الديني وأيضا أخوالي تأثير مباشر في شخصيتي حيث أنني تلقيت تعليماعن في النحو والصرف والأدب في المعهد الديني على يد أساتذة من الأزهر الشريف، أما أخوالي فقد استفدت كثيرا من العلم الذي أوتي به خالي الشيخ العالم محمد الجراح وشعريا تثقفت على يدي أخوالي إبراهيم ودواد، لقد كان استعدادي لتلقي الثقافة مفتوحا من جانبين والحمد لله استطعت أن أكون ملما بأمور كثيرة في مشواري الأدبي والشعري.
] وصلنا إلى حياتك العملية؟
ـ بدأت حياتي العملية في دائرة المعارف التي تعرف حاليا بوزارة التربية كمدرس للغة العربية بثانوية الشويخ. ثم انتقلت إلى وزارة الأرشاد والأنباء التي تعرف حاليا بوزارة الإعلام كمراقب ومن ثم مدير للتلفزيون والوكيل المساعد لشؤون التلفزيون، وأتذكر التلفزيون كان عبارة عن خيمة والستديو صغير جدا، ثم عدت إلى العمل في دائرة المعارف وكلفت بمنصب ;وكيل وزارة التربية 1965 ولمدة 14 سنة تقريبا. ثم تقلدت مهام وزير التربية عام 1981
] كان الساسة وأعضاء مجلس الأمة في تلك الفترة يشيدون بأداء عملك؟
ـ الحمد لله ما تزال سيرتي حميدة خلال تحملي حقيبة وزارة التربية لمدة أربعة أعوام، وخلال هذه الفترة تم إقرار نظام المقررات، الرياضيات والعلوم الحديثة، وهذه القرارات تمت بعد دراسات مستوفية وورش تدريبية للمعلمين حتى تكون المحصلة النهائية في صالح القرارات وتعود بالفائدة على الطلبة لذا أنشأنا مركزا خاصا لتدريب المعلمين.
] هل حاولت التعرف على أسباب عدم التجديد لك في وزارة التربية؟
ـ أبدا لم يراودني مثل هذا التفكير لأن العمل أربعة عشر عاما وكيلا ومن ثم وزيرا لأربعة أعوام أعتقد بأنها فترة كافية جدا للعمل في وزارة واحدة. ومن ثم ما زلت أمارس عشقي الأول في التأليف والتأريخ وكتابة المقالات والتوثيق.
] من يتتبع سيرتك الذاتية يكتشف عشرات من الكتب والمؤلفات؟
ـ لي الكثير من المؤلفات والدراسات والكتابات منها المقرب في النحو لإبن عصفور «دراسة وتحقيق»، ابن عصفور النحو يحياته وآثاره ومنهجه، العدان بين شاطئ الكويت وصحرائها، كاظمة في الأدب والتاريخ، أحمد البشر الرومي.. قراءة في أوراقه الخاصة، الألفاظ الكويتية في كتاب لسان العرب همس الذكريات ملامح من تاريخ الكويت، السيدان… قبس من ماضي الكويت راشد السيف… حياته وشعره، مشاركة مع، ديوان كوكبة السعودية من شعر زين العابدين الكويتي، من أين يأتي النسيان الكويت وعبدالكريم قاسم، من تاريخ شارع كويتي: الشارع الجديد شارع عبدالله السالم، الكويت 1950، مواقع وشواهد كويتية على ساحل جون الكويت الجنوبي، أورارة: لمحة من تاريخ الكويت الأغاني في التراث الشعبي الكويتي الكويت تواجه الأطماع الكويت عبر القرون، دوله الكويت: الأماكن والمعالم حديث الأمس للناشئة (8 أجزاء) ـ حصل على جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي 2007، مقالات أسبوعية في جريدة الوطن الكويتية صدرت في مجلدات بعنوان الأمكنة والأزمنة.
] أيضا دكتور كانت لك مشاركة فاعلة في مجموعة من الأوبريتات الوطنية؟
ـ أنا فخور بكل مشاركة عبرت فيها عما يدور في داخلي من مشاعر ترجمتها إلى قصائد منها أوبريت حكاية وطن عام 2001 وهو من ألحان غنام الديكان الذي حمل رسالة مهمة لأنها شملت الكويت في ثلاث مراحل قبل وأثناء وبعد الغزو غلى جانب لوحة خاصة عن مجلس الأمة، أما أوبريت الشراع الكويتي عام 2007 وهو للملحن الديكان أيضا يتطرق إلى رحلة البحار الكويتي وتنقله عبر البحار والبلدان على ظهر البوم وسلطنا الضوء على صناعة البوم حتى يتسلمه البحار، إلى جانب أوبريت وطني تحت رعاية وحضور صاحب السمو بمناسبة مرور 50 عاما على إنشاء مدرسة المباركية وتولى تلحين قصائده الدكتور سليمان غنام الديكان.
] ورغم الكم الكبير من القصائد التي كتبتها لم تصدر ديوانا خاصا؟
ـ فعلا لكن قام الدكتور عبدالله القتم مشكورا بجمع هذه القصائد في ديوان شعر بعنوان اشعار الدكتور يعقوب الغنيم، وكذلك نحن في صدد التحضير لإصدار ثان بمجموعة قصائد جديدة.
] الملاحظ أن غالبية أشعارك تنظمها باللغة العربية الفصحى؟
ـ فعلا لكن لي مجموعة كبيرة من القصائد النبطية آخرها كانت في القيادي العسكري السعودي والمتحدث الرسمي عن عاصفة الحزم أحمد عسيري أعجب بها جدا إلى جانب قصيدة أخرى عنه أيضا باللغة العربية الفصحى، إن عملية اختيار طبيعة القصيدة تخضع إلى ظروف خاصة.
لاحظنا حرصك على الإحتفاظ بمجموعة من الصور التاريخية والقصائد في متحفك الصغير، الحقيقة هي ديوانيتي الخاصة التي تشرع أبوابها لكل من يريد التزود بالمعلومات أو المؤلفات أو التاريخ والصور هي لشخصيات تاريخية ذات إسهامات أدبية وثقافية قيمة، ومن خلال رصدكم سوف تشاهدون مجموعة من قصائد المديح والرثاء كتبتها في الأمير الراحل الشيخ سعدالعبدالله، المغفور له بإذن الله رئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي، الشاعر متعب السعيد، وسمو الشيخ ناصر المحمد، أما الصور فهي قديمة وحديثة ومختلفة تجمعني مع شخصيات رفيعة المستوى من ساسة وأدباء ومثقفين.
لفت انتباهي كتاب مرسل من صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد
إنه رسالة فخر واعتزاز ووسام غال بعد أن كتبت قصيدة بمناسبة تسمية سموه قائدا للعمل الإنساني. (الدانة).