تحت رعاية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد تفضل سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد بتكريم الفائزين في جائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم وقراءاته وتجويد تلاوته في قصر بيان، وقد شهد الحفل رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم وكبار الشيوخ وسمو الشيخ ناصر المحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك والوزراء والمحافظون وكبار المسؤولين بالدولة وكبار القادة بالجيش والشرطة والحرس الوطني. بدأ الحفل بالسلام الوطني وتلاوة قرآنية للقارئ زيد سليمان.
وألقى وزير العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية يعقوب الصانع كلمة قال فيها إن من فضل الله ونعمته على عبده وتوفيقه له أن يلهمه رعاية كتاب الله والاهتمام به وبحفظته وحملته، فالقرآن الكريم هو حبل الله المتين، والهادي إلى رضوانه تعالى وإلى صراط مستقيم، وأهله هم أهل الله وخاصته.
وأضاف: وتمضي السنون والزرع ينمو، والغرس يكبر، ويؤتي ثماره جنية ممتعة للناظر، ومبهجة للمستظل بظله، ذلكم الغرس الذي يرعاه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد برعاية هذه الجائزة المباركة كل عام والتي غدت تاجا في منظومة المسابقات، ودرة في عقد الجوائز، ومازال يوليها سموه عظيم عنايته وفائق رعايته حتى أضحت بحمد الله شجرة باسقة تطاول أعنان السماء، أصلها ثابت وفرعها في السماء.
وانقضت 6 دورات من هذه الجائزة وهذه هي السابعة، وهي تزداد تألقا، وبهاء وزيادة في إقبال حتى شهدنا تنافسا قويا في الحفظ والإتقان، فصار اسم الكويت يتردد في آفاق الأرض وعنان السماء كدولة راعية للقرآن، معتنية بأهله، مكبرة من شأن ما يحتويه من قيم أخلاقية رائدة، ومشتركات إنسانية فاضلة، وتشريعات حكيمة رائدة، وذلكم هو هدف المسابقة في بث روح التسابق في الخيرات على ثرى هذه البلاد المباركة حرسها الله وزادها أمنا وأمانا واطمئنانا ورخاء والتي عرف أهلها منذ القدام بالاعتناء بحفظ القرآن ومدارسته حتى غدا القرآن بوسطيته واعتداله، مكونا أساسيا من مكونات الهوية الكويتية المتضلعة بمعاني الوسطية والاعتدال وغدت السماحة المجتمعية، وقبول الآخر، والتعايش بين الأطياف بسلام وأمن طابعا عاما، وقاسما مشتركا، تغطي كل مظاهر الحياة في الجماعة الكويتية القديمة والحديثة ساعد على ذلك، تعامل الإنسان الكويتي القديم مع شعوب مختلفة المشارب واللغات والعادات والحضارات، نقل إليها، وأخذ منها، وتفاعل معها، وزود مجتمعة بخير ما تحمله هذه الشعوب من أفكار وعادات وسبل حياة، لا تتعارض مع أحكام الدين، والطبيعة الكويتية، وذلك من خلال رحلاته المستمرة لكثير من الموانئ والبلاد والشطآن بقصد التجارة والبحث المستمر عن المصادر المشروعة للرزق الحلال.
وخاطب الصانع المشاركين في المسابقة قائلا: أيها الأبناء هنيئا لكم ما عملتم من أجله فأنتم واسطة عقد هذا التكريم وغرة جبين هذا الحفل أكرمكم الله وميزكم بحمل كلامه وحفظ قرآنه فأكرموا أنفسكم بالالتزام بتعاليمه والعمل بأحكامه، واحرصوا على أن يكون كلام الله نبراس حياتكم وضياء طريقكم ونور صدوركم ومهذب أخلاقكم وعليكم بالوسطية والاعتدال فإذا كانت لدعوات التطرف والإرهاب وسائل حديثة ماكرة، وأساليب خبيثة خادعة وشبهات باطلة يلبس بها على الشباب العاشق لدينه حتى يوقعهم في براثنه، ويستخدمهم في محارقه، بدعوى حب الإسلام، فأنتم في صدوركم القرآن الحكيم المتضلع بروح الوسطية والاعتدال، وحب الأوطان، والحرص على رفعتها وتقدمها، والتعايش مع الآخر، وحب الخير للناس جميعا ونحن واثقون بإذن الله تعالى من انتصار القرآن بما فيه من يقين وصدق على دعاوى التطرف الزائفة قال تعالى: (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).
وتوجه الصانع بالشكر إلى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على رعايته للجائزة، كما شكر سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك. والشكر موصول للجان التحكيم في المراحل المختلفة من التصفيات المبدئية والنهائية على ما بذلوا من جهود مضنية في تحكيم هذه المسابقة وتقدير الدرجات للمشاركين.
كمـــــا شكر اللجنة المنظمــة للجائزة واللجان العاملة والمتطوعين والوحــدات المختلفة.
بدوره، رفع رئيس لجنة التحكيم الشيخ د.محمد مندكار في كلمته الشكر والعرفان من ضيوف الجائزة من أهل القرآن إلى سمو نائب الأمير، وأكد ان صيانة الأوطان لا تكون إلا بالكتاب والسنة وفهم سلف الأمة والسمع والطاعة لولي الأمر.
ونحن اليوم على متن سفينة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تحت ظل مسابقة القرآن الكريم وقراءاته في عامها السابع، وقد رست هذا اليوم ليترجل ركابها عن متنها بعد رحلة قد مضت، اجتمعنا على مائدة القرآن واستمعنا لتلاوات من كلام الرب المنان على مدار أسبوع، ركابها أبناؤكم وطاقمها رجالكم، فماذا عساها أن تكون؟!
ووجه مندكار رسائل شكر وعرفان إلى المتسابقين من أهل القرآن وإلى أعضاء لجنة التحكيم.
ثم تفضل الشيخ نواف الأحمد، يرافقه وزير العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية يعقوب الصانع، ووكيل وزارة الأوقاف م.فريد أسد عمادي رئيس اللجنة العليا للجائزة، ورئيس اللجنة التنفيذية خالد بوغيث، بتكريم أعضاء لجنتي التحكيم، اللجنة الأولى برئاسة الشيخ د.محمد مندكار، من الكويت، وعضوية د.محمد بن أحمد البرهجي، من المملكة العربية السعودية، ومحمد الجيلاني، من اليمن، ود.محمد أمين مشالي من تركيا، وبلال يحيى بارودي من لبنان، ود.مهدي دهيم من الجزائر. واللجنة الثانية برئاسة عادل الرشيدي، ويعقوب الأحمد نائبا، ومؤيد مال الله فرج عضوا.
سجل الفائزين
فاز بالمركز الأول في الفرع الأول وهو حفظ القرآن الكريم كاملا محمود سليمان إدريس من ليبيا، وبالمركز الثاني فيصل بن محمد بن مزعل الحارثي من السعودية، وبالمركز الثالث عدين شهزاد رحمان من أميركا، وبالمركز الرابع محمد زكريا فيض الله من بنغلاديش، وبالمركز الخامس هارون حسن عبدي من السويد.
أما الفرع الثاني وهو فرع حفظ القرآن الكريم كاملا بالقراءات العشر المتواترة ففاز بالمركز الأول عثمان أحمد نجدة من لبنان، وبالمركز الثاني منير خضر عجب الدور من تشاد، وبالمركز الثالث إسماعيل شام إسماعيل من الصومال.
وفي الفرع الثالث، وهو فرع التلاوة، فاز على التوالي عبدالخير بن جليل من ماليزيا، ومحمد بوشوشة من الجزائر وإبراهيم فلاح تبسم جهرة من إيران، وزيد سليمان علي محمد من الكويت، ومحمد سيزجان من تركيا.
أما الفرع الرابع، وهو فرع التقنية الحديثة التي تخدم القرآن الكريم ففازت شركة التقنيات لمنصور بن عامر العامر من الأردن.
تكريم إمام الحرم النبوي
من الشخصيات القرآنية التي كرمت في الحفل إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي، وفضيلة الشيخ عبدالهادي بن عبدالله حميتو رئيس لجنة مراجعة المصاحف بالمغرب، كما تم تكريم جهتين قرآنيتين هما مسابقة ماليزيا، وإذاعة القرآن الكريم من مصر.