• نوفمبر 24, 2024 - 1:04 صباحًا

زمن الصرة ولى

على ضفاف العالم الآخر المستقر والمتقدم والمطّور لأساليب العيش والحياة، وبعيدا عن عالمنا الذي يَعجُّ بالتخلّف والصراعات والقتل والفقر والعَوَز.. في ذلك العالم تتصارع الأفكار، لا الأجساد، ويتقاتل الباحثون على مصادر التمويل والدعم للبحث عن الأفضل للبشرية، مع سيطرة الاختراعات على عوالمهم لا التصفيات.
وفي كل يوم تنمو بينهم عوالم جديدة خارج نطاق اهتماماتنا أو حتى تفكيرنا، فعندهم لم تكن التكنولوجيا وسيلة تواصل وتراشق فقط، وإنما وسيلة بناء وتعزيز لمخترعاتهم ومؤسساتهم، والأحدث استخداما في مجال تبادلهم التجاري والمالي ضمن آفاق لا يمكن لعوالمنا التفكير فيها، وأكاد أجزم بأن أغلبنا (جيلنا على الأقل) لا يزال يعيش خارج نطاق تغطية التقدم التكنولوجي، ذلك التقدم الذي جعل الكمبيوتر وأجهزة التكنولوجيا الحديثة ليست أدوات عمل، وإنما جزء أساسي من نظام حياتنا العصرية، وأحد مقوماتها الأساسية التي لا يمكن فصلها عنها، ومع هذه الحقيقة لا يزال بعضنا يُصر حتى اليوم على جمع ما لديه من مال في صُرّة، و«المُتفذلك» منا يحفظها في حقيبة أنيقة يُلقي عليها تحية الصباح والمساء كلما دخل داره! وفي أحسن الأحوال يودعها في البنك القريب من منزله، حتى يزور البنك مرارا ليطمئن قلبه، وليتأكد من استمرار وجود مقتنياته مع التمتع بشرب «استكانة» الشاي بالزعفران قبل خروجه.. هذا هو عالمنا وهذا نطاقه.
لذا؛ دهشت شخصيا عندما تابعت مع أحد أبنائي ذلك العالم المالي الافتراضي الضخم الذي نما خلال سنوات قليلة باستخدام العملة الرقمية الافتراضية Bitcoin واختصارها BTC، التي أُطلقت عام 2009 للتعامل التجاري الالكتروني عبر الشبكة الإلكترونية العالمية ومن دون استخدام أو تحويلات فعلية للنقود الورقية أو المعدنية.. اخترعها مجهول (سنتوشي) ولم يدر بخلده أن حجم التعامل بها سيصل إلى مئة ألف متعامل (100.000) حتى 2015 ثم ليقفز العدد إلى 5.8 ملايين متعامل حتى 2017، وأن تنشأ حولها وبسرعة جنونية أسواق التعامل والمضاربة العالمية.. حاولت أن أسبح في بحار معلومات هذه العملة عبر الشبكة العنكبوتية ولكن أصدقكم القول، إلى الآن لم أفهم أسلوب عملها، إنه عالم التقدم، عالم الشباب، عالم الغد..
«نقاشنا»:
أثلج صدري ما تابعته مع أبنائي كذلك على شبكة «اليوتيوب» لمنصة حوارية أنشأها وأدارها وتكلم فيها شباب كويتيون باسم «نقاشنا» تداولوا فيها قضية الساعة على الساحة السياسية، وهي قضية «العمالة الوافدة» بأسلوب نقدي وحواري وعلمي متقدم وناضج.. كما وعدنا هؤلاء الشباب بجلسات أخرى مقبلة في كل أربعاء لنقاش قضايا مجتمعهم وبلدهم على منصة حوارهم الواعدة.
نصيحة لبعض نوابنا الأفاضل أن يتابعوا ما دار في هذه المنصة لعلّهم يقتدون بأسلوب الشباب عند مناقشتهم قضايانا المصيرية، ويسلكوا مسلكهم الموضوعي والعلمي والحضاري.
شبابنا قواكم الله وبارك في جهودكم المخلصة؛ فقد أجدتم «البيان»، والله الموفِّق.

Read Previous

دعم مصر الحقيقي العمل الجاد وتنقية المناخ

Read Next

خطة إنهاء 30 يونيو 2013

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x