• نوفمبر 23, 2024 - 11:35 صباحًا

لقاءات الرئيس في نيويورك

التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بالعديد من رؤساء الدول والحكومات، وهي لقاءات معتادة، فكل رئيس وفد، سواء كان رئيس الجمهورية أو ملكا أو أميرا أو رئيس حكومة يحدد من سوف يلتقيهم في هذا المحفل الدولي السنوي، ويجرى تحديد اللقاءات عبر اتصالات الجهات المعنية من قبل الحدث بأيام وربما أسابيع وشهور، يجرى تحديد اللقاء، موعده، مكانه، من سيأتى إلى من في مقر إقامته، وبالتالى لا شىء يترك للمصادفة أو اللحظات الأخيرة إلا فيما ندر. التقى الرئيس بالعديد من الرؤساء والمسئولين، وجميعها كانت لقاءات مهمة، ولكن البعض منا لم يتوقف إلا أمام لقاء الرئيس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهناك من اعتبر اللقاء في حد ذاته مصيبة وتطبيعا ولقاء مع العدو، إلى غير ذلك من ألفاظ ومصطلحات، وقد تجاهل هؤلاء أننا وقّعنا معاهدة سلام مع الدولة العبرية عام 1979، وأن إسرائيل انسحبت من كل الأراضي المصرية التي كانت تحتلها حتى الكيلومتر الأخير، وأن مشكلتنا مع إسرائيل كانت، ولا تزال، هي القضية الفلسطينية، أي الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وفي القلب منها مدينة القدس الشرقية وقطاع غزة، أو الأراضي التي احتلت في عدوان يونيو 1967. وأنه طوال قرابة أربعة عقود منذ توقيع المعاهدة مع إسرائيل والعلاقات تتراوح ما بين السلام البارد والحرب الباردة بسبب التنافس الإقليمي المصري الإسرائيلي، وبسبب استمرار الاحتلال ومصادرة الأراضى وإنشاء المستعمرات عليها. ولكن علينا في الوقت نفسه أن نضع المصلحة الوطنية المصرية في المقدمة ونتحلى بالموضوعية، ونعترف بأن إسرائيل لعبت دورا مهما في دعم ثورة الشعب المصري في الثلاثين من يونيو، ومارست الوفود التي أرسلها بنيامين نتنياهو ضغوطا كبيرة على أعضاء في الكونجرس من أجل تبنى رؤى موضوعية تجاه الأحداث في مصر. ومن ناحية ثانية بذلت مصر جهودا جبارة لإنهاء الانقسام الفلسطيني ونجحت في ذلك وترتب على هذه الجهود حل حماس للجنة الإدارية التي كانت تدير القطاع وقبول حماس بتسليم المسئولية عن القطاع لحكومة السلطة الوطنية، ومن قبلها أعلنت حماس قبولها بأسس عملية التسوية المتمثلة في مبدأ الأرض مقابل السلام ودولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية وحل عادل لقضية اللاجئين، وحتى تتم التسوية السياسية لا بد من التواصل مع الطرف الآخر وهو إسرائيل، والحوار مع الطرف الوحيد الذي بمقدوره رعاية مفاوضات تسوية سياسية وممارسة الضغوط على إسرائيل وهو الولايات المتحدة الأميركية، فلا يوجد طرف غير واشنطن يمكنه رعاية مفاوضات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، وفي الوقت نفسه يضغط على إسرائيل للقبول بمثل هذه التسوية، من هنا نفهم لقاء الرئيس السيسي بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، واللقاء برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هكذا تدير الدول علاقاتها وتنسج شبكة من الروابط والعلاقات التي تخدم مصالحها ورؤاها، فعلاقات الدول تبنى على أسس مصلحية واقعية بعيدا عن الشعارات البراقة وسياسة دغدغة مشاعر الجماهير.

Read Previous

إسهام للمرأة العُمانية

Read Next

الخذلان الأكبر

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x