قال نائب وزير الخارجية خالد الجارالله، إن الوضع فيما يتعلق بالقضية السورية «يبدو انه يتحرك بشكل إيجابي»، معربا عن الامل ان تؤدي التحركات الروسية لحسم الموقف في هذه القضية إلى وضع حد لمأساة الشعب السوري.
واوضح الجارالله في تصريح للصحافيين على هامش احتفالية اقامتها السفارة الصينية في الكويت بمناسبة الذكرى الـ 68 على تأسيس جمهورية الصين الشعبية «ان هناك اتصالات ونشعر بأن الدور الروسي فاعل فيما يتعلق بالاتصالات والتحركات الخاصة بحسم الموقف ووضع حد لمأساة الشعب السوري».
واعرب عن الامل في مواصة هذا الدور الإيجابي واستمرار هذه الاتصالات وبلورتها لصالح القضية السورية والشعب السوري بما يسهم بوضع حد لمعاناته التي استمرت لسنوات طويلة.
وردا على سؤال حول ما إذا بقي الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة قال الجارالله «نحن لا نتحدث عن بقاء الرئيس السوري بل نتحدث عن جهود ومرحلة انتقالية وخارطة طريق فيما يتعلق بالوضع في سورية».
وتابع «هذه الجهود نرجو لها النجاح ومتفائلون بأن يكون هناك تطور إيجابي فيما يتعلق بهذه الجهود الهادفة إلى احتواء الموقف في سورية».
على صعيد آخر، أكد الجارالله أن «الخارجية» تعمل بالتنسيق مع السلطات الأميركية لإعادة حقوق المواطنين الذين تعرضوا لعملية قرصنة الكترونية وحمايتهم من الملاحقة.
وذكر الجارالله انه التقى بالمواطنين بوزارة الخارجية واستمع منهم إلى تفاصيل ما تعرضوا له من قرصنة واستيلاء على أموال العديد منهم.
وأضاف: «نأمل أن نتمكن عبر التنسيق مع السلطات الأميركية وسفارة أميركا لدى الكويت من التوصل إلى شيء يعيد لهم حقوقهم ويحفظهم من أي ملاحقة ممكن أن تحصل لهم مستقبلا من قبل السلطات الأميركية باعتبار ان هناك أملاكا وهمية سجلت بأسمائهم ولم تدفع عليها ضرائب».
وأوضح ان المواطنين «بوضع حرج ولا بد من مساعدتهم والاهتمام بهم وهذا ما حصل لدى التقائنا بهم».
من ناحية أخرى، أكد الجارالله مواصلة «الخارجية» جهودها مع السلطات الرومانية من أجل العثور على المواطن محمد البغلي المختفي هناك منذ عام 2015.
وأوضح ان عائلة البغلي عقدوا في الاونة الأخيرة مؤتمرا صحافيا في رومانيا أعلنوا فيه عن زيادة مبلغ المكافأة إلى 500 ألف يورو (ما يعادل 590 ألف دولار أميركي) لمن يدلي بمعلومات عنه.
واضاف «نحن وعائلة البغلي نواصل جهودنا مع السلطات الرومانية للعثور عليه ونشيد بتعاونها معنا ومازال لدينا أمل كبير في العثور على البغلي في القريب العاجل».
من جانب آخر، أكد الجارالله أن الخارجية «لمست تعاونا كبيرا جدا» من قبل السلطات الايرانية بشأن المواطن فالح العازمي المحتجز في ايران، معربا عن ثقته بأن السلطات الإيرانية لن تتوانى عن إطلاق سراحه.
واضاف «نثق تماما بأصدقائنا في إيران بأنهم لن يتوانوا عن اطلاق سراح المواطن الكويتي».
وذكر انه «تم الالتقاء بالقائم بالأعمال الإيراني لدى الكويت واطلاعه على هذه القضية، ووعد بأن يباشر اتصالاته مع السلطات الإيرانية، وطمأننا بأن يتم الإفراج عنه بمجرد انتهاء التحقيق».
وتابع «نأمل أن نسمع أخبارا سارة في الأيام القليلة القادمة بإطلاق سراحه وعودته إلى دولة الكويت»، مبينا ان الخارجية الكويتية تحركت عبر سفارتها في طهران بالتواصل مع السلطات الإيرانية منذ تلقيها خبر انقطاع اتصال المواطن بأهله.
واوضح ان السلطات الايرانية افادت بأن المواطن الكويتي دخل إلى منطقة عسكرية «الأمر الذي تسبب له بإشكالات وتم احتجازه من قبل السلطات الإيرانية والتحقيق معه وحتى لو كان دخوله عن طريق الخطأ».
وأكد استمرار القائم بالأعمال الكويتي في طهران بالتواصل مع السلطات الإيرانية «ونحن لدينا ثقة كبيرة بالمسؤولين الإيرانيين بأن يطلقوا سراح المواطن الكويتي بمجرد انتهاء التحقيقات معه».
كما أعرب الجارالله عن تطلع الكويت لعقد شراكة استراتيجية مع الصين تسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية وتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة.
وقال الجارالله ان العلاقة الكويتية – الصينية «تاريخية» و«قديمة جدا»، اذ كانت الكويت من أولى الدول التي بدأت العلاقة الديبلوماسية في منطقة الخليج مع الصين وتطورت هذه العلاقة منذ ذلك الوقت.
وأضاف: أن سفير جمهورية الصين لدى الكويت وانغ دي اشار إلى مرور 68 عاما على هذه العلاقة «وهذا تاريخ طويل جدا وحافل بالإنجازات على مستوى المصالح المشتركة بين البلدين»، معربا عن سعادته وفخره بمشاركته في احتفال الصين بهذه المناسبة الوطنية.
وثمن دور الصين في دعم الكويت وقضاياها «لاسيما عندما تعرضت الكويت للغزو والاحتلال»، مبينا ان الموقف الصيني كان داعما لدولة الكويت حيث استمرت في نصرة ودعم قضايا الكويت في مجلس الأمن والعديد من المحافل الدولية.
وأفاد بأن الشركات الصينية الكبرى تشارك في إعمار الكويت عبر مشاريعها العملاقة سواء فيما يتعلق بمجال الطاقة أو الإسكان، معربا عن الارتياح والاعتزاز لدور الصين الداعم للتنمية في الكويت واستمرار المصالح المشتركة بين البلدين.