• نوفمبر 23, 2024 - 2:41 مساءً

سمو الشيخ سالم العلي: على الخليجيين العودة إلى أصولهم التي تربوا عليها بالابتعاد عن الشحن والتحريض

أعرب رئيس الحرس الوطني سمو الشيخ سالم العلي عن اسفه مما شهدته الفترة الماضية من «ضخ اعلامي مزعج» لا يعبر عن ثقافة الخليجيين وعاداتهم وتقاليدهم، متمنيا ان يعود الخليجيون كافة إلى اصولهم وثقافتهم التي تربوا عليها، ويبتعدوا عن الشحن والتحريض إفساحا للوساطة الكويتية من اجل اعادة المياه لمجاريها الطبيعية.
وقال: «نتمنى النجاح لصاحب السمو الأمير في مهمته رأب الصدع الخليجي، واعادة قطر إلى السرب وبيتها الطبيعي، عبر وساطته المجمع عليها خليجيا وعربيا ودوليا».
جاء ذلك على هامش ديوانية سمو الشيخ سالم العلي التي تغص بالشخصيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، واعضاء من السلكين الديبلوماسي العربي والاجنبي وفقا لصحيفة «السياسة» في لقاءأجراه العميد أحمد الجارالله.
وقال سموه: «لا أحد في «مجلس التعاون» الخليجي يريد ابتعاد قطر عن المنظومة، ولقد استبشرت خيرا بتصريح وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الذي اكد فيه تمسك بلاده بعضويتها في «مجلس التعاون»، وانها لا تفكر في الانسحاب منه، وهو مؤشر جيد لحرص الدوحة على وحدة البيت الخليجي، وهذا ما يتمناه الجميع في المنطقة».
: «لقد شهدت الفترة الماضية ضخا اعلاميا مزعجا من وسائل الاعلام كافة في الاقليم، وغالبية موادها لا تعبر عن ثقافة الخليجيين وعاداتهم وتقاليدهم، ولذلك نتمنى ان يعود الخليجيون كافة إلى اصولهم وثقافتهم التي تربوا عليها، ويبتعدوا عن الشحن والتحريض افساحا في المجال للوساطة الكويتية والمساعي الخيرة من اجل اعادة المياه لمجاريها الطبيعية بين دول المنظومة».
وفي رده على سؤال حول ما يشهده العالم العربي من مشكلات وحروب، وآخرها الاستفتاء في شمال العراق في ما يتعلق بانفصال كردستان، قال سموه: «الجو العام في الاقليم مزعج جدا،وندعو المولى عز وجل ان يحمي دولنا من تبعاته، ونأمل ان تخرج دولنا من هذا النفق اكثر تماسكا وقوة».
أضاف: «جربنا في العقود الماضية المردود الايجابي لوحدة الموقف الخليجي في قضايا عدة، وحققنا نجاحا كبيرا، أكان حين أقدمت قوات النظام العراقي السابق على غزو الكويت، وكيف استطاعت دول المجلس بوحدة موقفها، بقيادة المملكة العربية السعودية، حشد العالم في مواجهة ذلك الغزو ومناصرة اكثر القضايا عدلا، او المحاولات الايرانية لزعزعة استقرار البحرين، وحشد قوات درع الجزيرة في هذه المواجهة، وقد استطاعت الوحدة الخليجية ان تحمي البحرين».
وقال: «إن ما نأمله هو أن تستمر دولنا على موقفها الموحد، وألا تسمح بأي محاولات لشق الصف، لأن بهذه الوحدة ستخرج أكثر قوة ورسوخا من النفق الذي يمر به العالم العربي، كما نتمنى لأشقائنا في الدول العربية التي تشهد حروبا وانقسامات داخلية ان يعودوا إلى الرشد ويجتمعوا على كلمة سواء ويعملوا على اخراج دولهم من محنها التي طالت جميع نواحي الحياة ودمرت البنى التحتية والاقتصادات واوقعت مئات الاف القتلى والجرحى».
وشدد سموه على «ضرورة العمل على المستويات كافة لابعاد دول المجلس عن اي مخاطر، وان تكون أكثر تماسكا، لانها بترابطها الاجتماعي والاقتصادي حققت الكثير، وبتطوير هذا الترابط ستكون اكثر قوة ومنتصرة في كل القضايا التي تواجهها، لان ذلك يزيد من حصانتها ومنعتها».
وتطرق سموه إلى الحديث عن احتفال المملكة العربية السعودية باليوم الوطني الـ87 قبل ايام، وقال ردا على سؤال: «المملكة العربية السعودية حاليا هي مملكة المزج بين حكمة وحنكة خادم الحرمين الشريفين وطموحات ولي العهد الشاب الامير محمد بن سلمان، فالملك سلمان بن عبدالعزيز ومنذ نعومة أظفاره تدرج بالمسؤوليات وكان قريبا من قضايا الناس وهمومها، ومطلعا على كل متطلبات شعبه، ولذلك فإن ما نشهده اليوم من تحقيق طموحات ذلك الشعب عبر قرارات تاريخية، اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، انما هو نتيجة لخبرة طويلة وحكمة يتمتع بها خادم الحرمين الشريفين».
أضاف: «هذا الرجل المخضرم مشحون بالحكمة، ونحن لاحظنا الكثير من القرارات التي تنطوي على المزج بين الحكمة وطموحات الشباب، كما قلت، ولذلك لا شك لدينا ان المملكة تعيش حاليا حقبة مهمة تاريخيا، لان التطور الاجتماعي والاقتصادي الذي تشهده ينعكس ايجابيا على كل نواحي الحياة، وعلى بقية شعوب دول الخليج العربية».
واكد سموه «أن هذه الحقبة تشهد ايضا تطورا ملفتا للنظر في العلاقات الايجابية أكان بين دول «مجلس التعاون»، او على الصعيد العربي الذي تؤدي فيه المملكة دورها الطبيعي بوصفها الاكثر قدرة على جمع شمل العرب، اضافة طبعا إلى العلاقات المتقدمة مع مختلف دول العالم، وكلنا نتذكر مؤتمر القمة العربية الاسلامية الاميركية الذي عقد في مايو الماضي بالرياض، وكيف استطاعت المملكة حشد نحو 54 دولة عربية واسلامية في هذه القمة التاريخية التي لا شك كانت لها نتائج متميزة جدا تظهر تباعا في العالمين العربي والاسلامي».
واستطرد سموه قائلا: «لا شك أن المتابعين لانجازات خادم الحرمين الشريفين يشعرون بالفخر، وهي مصدر فرح وسعادة لجميع ابناء مجلس التعاون لدول الخليج العربية وليس فقط للسعوديين».
اضاف: «لا يفوتني في هذه المناسبة أن اعرب عن سعادتي بتطور العلاقات الكويتية ـ السعودية التاريخية، والمستمرة منذ أجيال وهي ستستمر في التطور الايجابي لأجيال قادمة ايضا، لانها علاقات اخوة ووحدة مسار ومصير».
وبالعودة إلى الكويت اشاد سمو رئيس الحرس الوطني بالعلاقات الاجتماعية بين الكويتيين وقال: «إن الكويتيين يتمتعون بسعة الصدر والمودة بين بعضهم بعضا، والدليل على ذلك كثرة الديوانيات التي يلتقي فيها الجميع، حتى لو كان هناك خلاف بالرأي بين بعضهم بعضا، الا انهم حريصون على اداء واجباتهم الاجتماعية في الافراح والاحزان والمناسبات الدينية، وهذا يدل على معدن الكويتيين الاصيل وحرصهم على هذه الميزة التي يتميزون فيها عن بقية المجتمعات الاخرى في الاقليم، فهذا المجتمع القائم على المودة والتماسك يدل على حقيقة الانتماء الوطني للكويتيين الذين نتمنى ان يحافظوا على هذه الايجابيات وينقلوها إلى الاجيال القادمة».

Read Previous

صاحب السمو: رفع تصنيف البورصة إنجاز تاريخي يعزز الثقة بالأسهم الكويتية

Read Next

الهاجري أول سفير للكويت غير مقيم لدى مولدوفا محالًا من رومانيا

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x