معرض الصين الدولي للاستيراد يُعطي بارقة أمل بانتعاش جزئي للتجارة الدولية في ظل وباء كوفيد-19
قال مشعل مصطفى الشمالي، قنصل عام دولة الكويت في شانغهاي، إن معرض الصين الدولي للاستيراد، يعتبر مبادرة مهمة طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ، وقد أصبح أكبر معارض العالم لاستقطاب الواردات من مختلف دول العالم، ما يدّل على اهتمام الصين بالانفتاح على اقتصاديات العالم المختلفة بشكل ابتكاري وشامل، كونه يشكل أكبر تجمع يعزز التجارة الدولية لعرض منتجات الدول في مكان واحد.
وأشار الشمالي في حديث لوكالة أنباء شينخوا قبيل معرض الصين الدولي الرابع للاستيراد الذي سيعقد خلال فترة 5-10 نوفمبر في شانغهاي، أشار إلى انخفاض معدلات التبادلات التجارية على مستوى العالم بشكل عام، بسبب انتشار جائحة كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم، إلا أن إصرار الصين على تنظيم معرض الصين الدولي للاستيراد أعطى بارقة أمل بتحقيق انتعاش جزئي للتجارة الدولية، والحد من التراجعات التي فرضتها ظروف الوباء الذي أضر باقتصاديات دول عديدة.
وأضاف الشمالي أن ما يجسده هذا المعرض من خلق آليات سياسية يؤكد رغبة الصين على الانفتاح الاقتصادي من خلال فتح أسواقها أمام الاستثمارات الأجنبية لبناء اقتصاد متنوع وتحقيق التعاون المشترك، فضلاً عما يمنحه من فرص سانحة لكل الدول المشاركة لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية والتسويق لمنتجاتها المحلية على المستوى العالمي.
وتابع الشمالي أنه ومع استمرار العالم في التعامل مع تبعات وباء كوفيد-19، تجدد الصين عهدها بتنظيم معرض الصين الدولي الرابع للاستيراد من خلال إعطاء فرصة جديدة للدول لعرض منتجاتها والترويج لها سعياً وراء إنشاء أسواق جديدة لتعويض ما خلفته فترة وباء كوفيد-19 من انكسار وجمود، وأنه بالرغم من اتباع الصين لإجراءات صحية صارمة، إلا أن ذلك لم يثنِ دولاً عدة من المشاركة في فعاليات المعرض الدولي بالحضور الشخصي بعد إتمام الاجراءات الصحية المفروضة، أو من خلال المشاركة بالحضور عبر وسائل الاتصال المرئي لعرض منتجاتها وأفكارها ومساهماتها التي تؤدي بكل تأكيد إلى تعزيز التعاون الدولي، وخلق استفادة متنوعة لجميع الدول المشاركة.
وبالنسبة لدولة الكويت، قال الشمالي إن بلاده حريصة على المشاركة في الاجتماعات والمعارض التي تقام في الصين باعتبارها نافذة مهمة لكل ما هو جديد، مؤكدا أن القنصلية العامة لدولة الكويت في شانغهاي تحرص دائما على حث الجهات الكويتية للمشاركة في اللقاءات والمؤتمرات التي تقام في الصين لكسب المزيد من المعرفة والخبرة.
وأعرب الشمالي، باعتباره أول قنصل عام لدولة الكويت في شانغهاي، أعرب عن سعادته بتواجده في هذه المدينة العالمية التي تعد من أجمل المدن التي عمل بها خلال مسيرة عمله الدبلوماسي، حيث دائماً ما يحظى بالترحيب ويتفاعل مع المشاعر الطيبة والتعاون الصادق منذ وصوله لهذه المدينة، ما يعكس ويؤكد على وعي الشعب الصيني وحرصه على التواصل مع مختلف شعوب العالم.
وأضاف أن شانغهاي تعد مركزا اقتصاديا هاما، ومحط أنظار جميع دول العالم التي تسعى للتواصل معها لأخذ الخبرة في كيفية العمل على استثمار الموارد المتاحة لتحقيق التنمية وازدهار المشاريع وإيجاد أرضية اقتصادية مستدامة، فضلاً عن كونها مركزاً هاماً للابتكارات وتطوير الأداء، وسوقا جاذبا لكبريات الشركات العالمية، منوهاً بما تمتلكه المدينة من خطط مستقبلية من شأنها أن تجعلها مركزاً مرغوباً للتجارة والاستثمار الدولي، وتقديم خدمات الشحن، والسياحة، وتحسين بيئة الأعمال، خاصة وأنها تعمل حاليا على تنفيذ خطتها الاستراتيجية في منطقة دلتا نهر اليانغتسي.
ويعتبر هذا العام استثنائيا بالنسبة للصين والكويت، فقد احتفلت الدولتان بالذكرى الـ 50 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما، وحول ذلك؛ قال القنصل العام الكويتي إن تلك العلاقات التاريخية الراسخة المتميزة بين البلدين بُنيت على أسس واضحة تقودها عوامل الثقة والمصالح المشتركة، وفق رؤى قيادتي البلدين الصديقين، ورغبة الشعبين في زيادة وتعميق أواصر الصداقة بينهما.
وقال الشمالي إن التعاون بين البلدين يسير بصورة جيدة، خاصة في ظل الأجواء الحالية والإغلاقات المرافقة جراء تفشي كوفيد- 19، معرباً عن الأمل في أن تتعزز وتنمو هذه العلاقات والشراكة الاستراتيجية للبلدين بعد احتواء الوباء الذي عرقل العديد من الخطط المنتظرة للنهوض بمستوى العلاقات والارتقاء بها إلى آفاق أرحب في جميع المجالات.
وفي السياق ذاته؛ قال الشمالي إن الصين شريك تجاري مهم للكويت التي تعمل على تنفيذ خطتها التنموية “رؤية الكويت 2035” والتحول بها إلى أعلى المستويات، من خلال تعاونها مع الصين بشكل خاص، بعد أن اندمجت وتوافقت الرؤية الكويتية المستقبلية مع مبادرة “الحزام والطريق”، حيث تعد الكويت من أوائل الدول التي انضمت للمبادرة، بينما تمثل “رؤية الكويت 2035” فرصة سانحة لزيادة وتطوير التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات والوصول الى تحقيق شراكة استراتيجية مستقبلية نموذجية.
واحتفلت الصين هذا العام بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، وحول ذلك؛ قال الشمالي إنه تقدم بخالص التهاني والتبريكات للصين قيادة وحكومة وشعبا بهذه المناسبة السعيدة، حيث حقق الحزب الشيوعي الصيني طوال الفترة الماضية إنجازات حضارية تنموية شملت مختلف المجالات داخليا وخارجيا، حيث بات العالم يشهد للصين بالتقدم كقوة اقتصادية كبيرة بفعل الإصلاحات الشاملة للاقتصاد الصيني، الذي أصبحت ملامحه تحاكي وتتماشى مع مختلف الاقتصاديات العالمية، والتي قادت بصورة واضحة إلى تحسن كبير بالأوضاع الداخلية والمعيشية للشعب الصيني