- العميد الجسار: التعاون الدفاعي بين الكويت وتركيا.. يواصل نموه
- السفيرة التركية : العلاقات بين تركيا والكويت وصلت إلى مستوى مثالي وتستمر في النمو بشكل أقوى
احتفلت السفارة التركية لدى دولة الكويت مساء أمس بالذكرى الـ 101 لــ «يوم النصر» الذي يمثل أحد الأركان الأساسية لتاريخ تركيا الممتد لقرون، حيث أرسى قواعد تأسيس الجمهورية التركية. وشارك في الاحتفال الذي أقيم بفندق المارينا عدد من السفراء والديبلوماسيين وممثلي الملحقين العسكريين في مختلف السفارات العربية والأجنبية، بحضور سفيرة الجمهورية التركية لدى دولة الكويت طوبى نور سونمز ،
وحضر الحفل نيابة عن رئيس الاركان العامة للجيش، العميد محمد عبدالمحسن الجسار رئيس هيئة الخدمة الوطنية العسكرية الذي أشاد بتميز العلاقات (الكويتية – التركية) لا سيما في الجانب الدفاعي.
وقال الجسار في كلمة خلال احتفال السفارة التركية لدى البلاد بمناسبة (يوم النصر الـ101) إن لدى الكويت وتركيا العديد من القواسم المشتركة فهما تسعيان إلى السلام وتتمسكان بنفس المبادئ الدفاعية وتتبنيان سياسة التعاون لتحقيق الأمن والاستقرار في العالم.
وأضاف العميد الجسار أن التعاون الدفاعي ما بين البلدين يواصل نموه في قطاعات عدة لافتا إلى الاجتماعات المستمرة بين مسؤولي الدفاع في البلدين لاستكشاف آفاق التعاون وتبادل الافكار والرؤى ووجهات النظر.
وأوضح أن من ثمرات هذا التعاون هو تعزيز القدرات الدفاعية للجيش الكويتي بالطائرة المسيرة (بيرقدار) تركية الصنع والتي «أثبت جدارتها وفاعليتها على مسرح العمليات».
من جانبها قالت سفيرة الجمهورية التركية لدى دولة الكويت طوبى نور سونمز إننا نحتفل بالذكرى الـ 101 للنصر الأسطوري الذي أرسى الأساس لتركيا القوية المستقلة كما نحن عليه الآن.
واضافت لا شك أن يوم 30 أغسطس هو أحد أهم المحاور في تاريخنا، عندما تعرضت القوات الغازية لهزيمة ثقيلة على يد الأمة التركية في معركة دوملوبينار عام 1922. كما كان لهذا النصر أيضًا تأثير عالمي، حيث شجع العديد من الدول حول العالم على كسر أغلالها والسعي إلى التحرر الكامل من الاحتلال.
وقالت السفيرة إننا ندين بهذا النصر المدوي لروح وإيمان وإرادة الأمة التي ناضلت بشراسة من أجل الاستقلال في ظل ظروف قاسية في مواجهة الصعاب مع القيادة الحكيمة للقائد مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية.
واضافت إنه لشرف كبير أن أر، بعد مرور 101 عام، أن هذه الروح والإيمان لا يزالان سليمين ويواصلان تعزيز تصميمنا في مواجهة التحديات الجديدة التي تواجهنا، وفي مواجهة التهديدات الجيوسياسية المعقدة والجديدة اليوم، لا يزال الجيش التركي معقل الدفاع والحارس لأمتنا.
وفي هذا الإطار، اسمحوا لي أن أؤكد على ثلاثة أمور هامة.
أولاً، على مدار 101 عام، قطع الجيش التركي شوطاً طويلاً في مجال الإصلاحات والتخطيط والتدريب المكثف والاستثمار في التكنولوجيا والتحديث المؤسسي. ونتيجة لذلك، أصبح لدينا اليوم واحد من أرقى وأقوى الجيوش في العالم.
إن الاستعداد القتالي لجيشنا لا مثيل له لأننا نقاتل بنشاط ضد العديد من المنظمات الإرهابية، وهي حزب العمال الكردستاني وداعش والمنظمة الإرهابية فيتو في وقت واحد.
ثانيًا، على مدى العقدين الماضيين، وتحت قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، سطرت تركيا قصة نجاح في مجال الصناعات الدفاعية. ومن خلال الأجهزة والبرامج العسكرية المنتجة محليًا، قمنا بتطوير قدر كبير من الاكتفاء الذاتي، حيث تشكل المعدات العسكرية التركية الصنع الآن أكثر من 75٪ من مخزوننا. ليس هذا فحسب، بل برزنا أيضًا كمزود موثوق للمعدات الدفاعية لشركائنا العالميين. وفي عام 2022، سجلت صادرات الأسلحة التركية رقماً قياسياً بلغ 4.4 مليار دولار، وهو ما كان يقارب 100 مليون دولار في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. إن تقنياتنا الدفاعية متطورة ومثبتة في القتال وبأسعار تنافسية. لدينا سجل ممتاز من الإنجازات فيما يتعلق بأمن الإمدادات في حالة حدوث أزمة.
ثالثًا، بفضل قاعدتها الخارجية المتنامية وإمكانياتها المتطورة، طورت القوات المسلحة التركية قدرات تشغيلية إقليمية. تشمل البصمة العالمية للجيش التركي الآن خمسة أنواع من الوجود العملياتي: بعثات الناتو، والشراكات الرئيسية من خارج الناتو، ومشاريع التنمية، وبعثات حفظ السلام المتعددة الأطراف، والعمليات الأحادية المستمرة. ولا يتفوق على مثل هذه البصمة سوى القليل من الجيوش في العالم.
وقالت السفيرة ونؤمن بأن إرساء السلام والأمن والاستقرار في منطقتنا أمر ضروري لتحقيق الرفاهية الشاملة لدولنا ويسعدني أن ألاحظ أنه عندما يتعلق الأمر بالقضايا المتعلقة بالأمن الإقليمي، فإن تركيا والكويت تتقاسمان رؤية متشابهة للغاية. وتشيد الدولتان بالوساطة والحوار والتسويات السلمية للصراعات والعلاقات الودية الجيدة مع الجيران بينما تسعى جاهدة لتحسين القدرات الدفاعية.
واضافت الواقع أن تركيا تتصرف بروح بناء منطقة سلام وتعاون وتطويرعلاقات حسن الجوار في بيئتها. وكما يؤكد الرئيس أردوغان دائمًا، لا يوجد فائز في الحرب ولا خاسر في السلام العادل. ولذلك، واصلنا جهودنا لضمان تنفيذ اتفاق ممر الحبوب. وبذلك نكون قد ساهمنا في أمن الإمدادات العالمية في فترة الأزمة الغذائية الوشيكة.
وقالت الحمد لله، وصلت العلاقات بين تركيا والكويت إلى مستوى “مثالي” وتستمر في النمو بشكل أقوى بتوجيهات من الرئيس رجب طيب أردوغان وصاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح. ويسعدنا أن العلاقات الأخوية بين بلدينا تتعزز من خلال المزيد من التعاون في مجال الصناعات الدفاعية.
و اضافت كما هو معلوم، فقد وقعت الحكومة الكويتية مؤخرًا عقدًا لشراء طائرات بدون طيار تركية من طراز Bayraktar TB2، والتي يمكن القول إنها أكثر الطائرات بدون طيار شهرة في العالم. يمكن للطائرة TB2 أن تحمل قنابل خفيفة الوزن وموجهة بالليزر وتطير لمدة تصل إلى 27 ساعة في المرة الواحدة، وهو “رقم قياسي” سجلته أثناء اختبار الطائرة بدون طيار في الكويت في عام 2019.