يعرفون أن الكويت كانت دوما سباقة في كل مجال، في الاقتصاد والتنمية والاستثمار، وأيضا في الثقافة والفن والموسيقى والاستنارة الحضارية بشكل عام، تماما كما كانت سباقة ورائدة في أخذها بأسباب الديموقراطية والحريات وحقوق الإنسان، والالتزام بالدستور والقانون في نظامها السياسي.
فهل باتت الكويت الآن بهذا السوء الذي تحاول بعض الأصوات المسيئة إليها أن تروجه، وأن ترسمه في أذهان شعوب الدول الأخرى؟
والإجابة يعرفها الجميع!
يعرفون أن هذا ليس مجرد تاريخ، وإنما هو أيضا حاضر ماثل وقائم، تشهد به الكثير من الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الأخيرة، على أكثر من صعيد، فعلى الرغم من تراجع أسعار النفط، وما شكله ذلك من ضغط على ميزانية الدولة، فقد واصلت الكويت برامجها الاقتصادية وخططها التنموية، واستطاعت – وفق إحصاءات المجلس الأعلى للتخطيط – إنجاز 80 في المائة من المشروعات التي تضمنتها خطة التنمية للعام 2014/ 2015، كما أنها لم تتخلَ بأي درجة عن برامج الرعاية المعيشية لمواطنيها، أو الالتزام بحق الرعاية السكنية لهم، وتوفير فرص العمل والتوظيف لعشرات الآلاف من الخريجين، وغير ذلك مما لا يتوافر لدول كثيرة في المنطقة وخارجها.
ويعرفون كذلك أن الكويت سجلت خلال السنوات الماضية حضورا مشهودا وفاعلا على الساحة الدولية، تشهد به المنظمات الأممية، وفي الصدارة منها الأمم المتحدة، وتكريمها صاحب السمو الأمير، واختياره «قائدا للعمل الإنساني»، وتسمية الكويت أيضا «مركزا للعمل الإنساني»… وقد حدث ذلك عن جدارة واستحقاق، لما قدمته الكويت، ولاتزال تقدمه في مجال العمل الإنساني للبشرية كافة.
لا يدعي أحد أننا نحيا في «المدينة الفاضلة» التي طالما حلم بها الفلاسفة والمصلحون، لكن لا ينبغي لأحد أيضا أن يشوه وجه الكويت المضيء، أو يسعى إلى الإساءة إليها، خصوصا حين يبني إساءاته تلك على مزاعم زائفة وغير حقيقية.
نعم لدينا مشكلات، وأحيانا أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية، لكن المهم أننا لسنا سلبيين إزاءها، ولا نقف مكتوفي الأيدي في مواجهتها، بل لا نكف أبدا عن سعينا إلى معالجتها والبحث عن حلول لها، بما يعني أننا مجتمع حي وفاعل… فلا تزرعوا اليأس في النفوس، وأضيئوا بدلا من ذلك شموع الأمل، وأفسحوا الطريق للمتفائلين الذين يعشقون وطنهم، ويرغبون في رؤيته أجمل وأروع الأوطان.