• نوفمبر 23, 2024 - 10:59 مساءً

انتخابات من أجل مصر

 

بدأت مصر قطف ثمار آخر مراحل خارطة الطريق التي وضعها الرئيس عبدالفتاح السيسي لاستعادة عافية الدولة بعد الوعكة «الإخوانية» التي ألمت بها، ولهذا تكون الانتخابات النيابية «من أجل الوطن الذي يحلم به كل المصريين» كما قال السيسي حامل الأمانة تلبية لنداء 97 في المئة من مواطنيه لايصال مصر إلى بر الامان وسط عواصف وأعاصير تضرب غالبية العالم العربي.
لقد عمل هذا الجندي على ترسيخ الأمن واستعادة الثقة الدولية ببلاده، فجعل الأمن أولوية، وحقق فيه الكثير، وارفق ذلك بالتنمية عبر مشاريع جريئة كقناة السويس الثانية، ومشروع العاصمة الجديدة، بالاضافة إلى العديد من خطوات تطوير الخدمات الانمائية التي ساعدت على الاستقرار الذي تشهده هبة النيل حاليا. من الطبيعي ألا تخلو أي انتخابات، في أي بلد، من المنتفعين الذين يستغلونها لتحقيق مصالحهم الخاصة، وتاريخيا كان هناك العديد من هؤلاء، أكان في العهد الملكي أو اثناء حكم عبدا لناصر والسادات وغيرهما، وإذا كانت في بعض المراحل السابقة فصلت أجهزة المخابرات مجلس الشعب على مقاس طموحات الرئيس، كما حصل في عهد عبدالناصر، فإن انتخابات اليوم واستنادا إلى التباشير التي رأيناها مع بداية اقتراع المقيمين في الخارج، او اثناء حملات المرشحين، تعتبر استفتاء على الانتماء الوطني المنزه عن اي مصالح فئوية تحكمت بالانتخابات التي جرت بعد حركة 52 يناير في العام 1102، حين استغلت جماعة «الاخوان» الفراغ السياسي، يومذاك، للسطو على الحكم إلا أن رد الفعل الشعبي الغاضب السريع وضع حدا لما كان يمكن ان يؤدي بمصر إلى الفوضى والحرب الاهلية، وربما التقسيم. هذه الحقائق هي التي جعلت المصري اكثر صلابة في مواجهة التزييف «الاخواني» والتدليس السياسي الذي لم يعد ينطلي عليه، ولذلك نرى اليوم تخليا كبيرا عن تلك الجماعة في بلد عانى نحو ثمانية عقود من أعمالها الارهابية. صحيح أن الانتخابات تجري في ظل بعض الحوادث الامنية، إلا أن الوضع الامني افضل بكثير من السابق، قياسا على ما كان عليه في العامين 1102 و2102، بل أن الحوادث التي تشهدها مصر اليوم لا تختلف عما شهدته دول عديدة اكثر استقرارا منها، وقوة أجهزتها الامنية كبيرة جدا، كما هي الحال في بريطانيا حين كان الجيش الجمهوري الإرلندي يحاول تعكير امنها، او «الباسك» اسبانيا، وحتى اليابان التي عانت يوما ما من جماعة ارهابية متطرفة، لكنها لم تستسلم، وهذا ينطبق ايضا على مصر حاليا. للانصاف نقول: إن المستفيد الوحيد من هذه الانتخابات هو الشعب المصري، لأنها للمرة الاولى تجرى بعيدا عن تدخلات المخابرات، وبعيدا من لوبي يتبع للرئيس يحاول الانتفاع منها، وهي بذلك تعتبر نقطة فاصلة بين الدولة الحديثة القوية القادرة المحتكمة إلى الارادة الشعبية وبين مرحلة أريد فيها لمصر ان تكون مستنقع فوضى لا يعلم إلا الله إلى أين كان سيودي بها، وربما بالعالم العربي كله.

Read Previous

العبيدي: تخصيص مستشفى جابر للكويتيين «قيد الدراسة»

Read Next

توزيع الأدوار لتوزيع الغنائم!

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x