• نوفمبر 23, 2024 - 8:37 مساءً

توزيع الأدوار لتوزيع الغنائم!

لمن يريد ان يعتقد ان ما يجري في العلن على سطح الساحة العربية مطابق تماما لما يجري تحت السطح وبالخفاء، اي ان الدول الكبرى والإقليمية المحيطة بالمنطقة العربية تختلف بشدة فيما بينها وتفاجأ ضمن سيناريو ذلك الخلاف الحقيقي القوى الكبرى A بما تقوم به القوى الكبرى المعادية B، ومثل ذلك ان الدول الاقليمية غير العربية شديدة الاختلاف بحق فيما بينها رغم ان الدماء العربية لا غيرها هي من يدفع الأثمان الباهظة لذلك الخلاف.
]]]
ولمراقب آخر ان يرى عكس ذلك تماما، أي إن ما يجري على السطح يختلف تماما عما يجري تحت السطح وإن ما يجري في الخفاء لا صلة له بما يجري في العلن، ومن ثم فلا يوجد عداء على الإطلاق بين القوى العالمية والدول الاقليمية حول ما يجري على الساحة العربية، بل هو توزيع أدوار متقن ومتفق عليه قائم ومستمر تمزق من خلاله الأوطان العربية بأيد عربية عميلة القيادات وجاهلة الأتباع، وتلظى من خلال الصراع المصطنع نيران العرقية والمذهبية وتخلق المنظمات والميليشيات الطائفية الأقوى من الجيوش العربية والتي لا يسأل أحد عمن يمولها بالأموال والأسلحة المتطورة والرجال!
]]]
وإذا ما استبعدنا دخان الخلاف ومعارك الأصوات العالية الكاذبة نجد ان الواقع المعيش يظهر لنا ان بعض دولنا العربية الرئيسية قد سُلّمت فعلا لا قولا وقُسّمت اشلاؤها بين الدول الاقليمية والدولية، فالعراق سُلّم وقُسّم، وسورية كذلك، ولم يعد الحديث عن مخططات مستقبلية، بل هي حقائق قائمة على الأرض، وما دخول الروس ضمن ذلك السيناريو المرعب إلا أمر متفق عليه مسبقا لتسليمهم حصتهم من جائزة لعبة توزيع الأدوار متمثلة في الموانئ والقواعد الجوية على البحور الدافئة التي حلم بها قدماء القياصرة وحققها.. القيصر الجديد!
]]]
٭ آخر محطة: (1)- لازالت لعبة توزيع الأدوار لتقسيم الأوطان وكسب الغنائم والجوائز في بدايتها وهناك دول عربية عديدة مستهدفة على الطريق، لذا لن تتوقف الحروب وشلالات الدماء على الأرض العربية لعشرات السنوات القادمة رغم كل ما يقال!
(2)- في خضم الحروب والمؤامرات وكي لا نؤخذ على غرة، علينا ان نتذكر القاعدة الذهبية التي ذكرناها في مقال الاثنين 31/8/2015 وهي ان أعداءنا أعداء حقيقيون لنا بينما بعض أصدقائنا هم بالحقيقة أعداء مستترون لنا بينما أصدقاء أعدائنا هم أصدقاء حقيقيون لهم بينما أعداؤهم هم في الأرجح أصدقاء مستترون لهم، اي بالمختصر لا أصدقاء لنا ولا أعداء لهم!

Read Previous

انتخابات من أجل مصر

Read Next

القدرة العسكرية المصرية

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x