أكد وزراء ونواب ورجال دين أهمية تجديد الخطاب الديني وتوحيده في المجتمع، لمواجهة موجات التطرف والإرهاب التي تغلغلت في المنطقة، والحفاظ على الوحدة الوطنية من أبواق الفتنة وبث الفرقة.
ودعا وزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية يعقوب الصانع فريق دراسة وتطوير الهيكل التنظيمي لوزارة الأوقاف إلى تجميع الأنشطة الثقافية، وتوحيد الخطاب الديني الموجه لأبناء المجتمع، في إطار توعوي وسطي موحد.
وقال الصانع إن ذلك «يجعل الوزارة تحافظ على رسالتها وهويتها الدعوية لمواجهة الأفكار المتطرفة والشاذة على مجتمعنا الإسلامي المحافظ، والدخيلة على عاداتنا وتقاليدنا الموروثة».
بدوره شدد وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود على أهمية بحث سبل «تفعيل جميع أوجه الثقافة الإسلامية لمواجهة التحديات المحيطة بالعالم الإسلامي، وتصحيح الصورة السلبية عن الإسلام والمسلمين لدى الآخرين».
وأشار إلى ضرورة التركيز على تنفيذ ذلك «في ضوء الهجمة الشرسة التي تتعرض لها مفاهيم وقيم الإسلام الوسطية، من جراء اساءة ثلة من أصحاب الغلو في الفكر والتعصب والتطرف إلى سماحة ووسطية الإسلام، وصلاحيته لكل زمان ومكان، وانفتاحه على الآخر، وقبوله بثقافاته وحضارته».
من جانبه أكد مراقب مجلس الأمة النائب عبدالله التميمي دعمه لأي جهد حكومي يؤدي إلى محاربة مرض التطرف بتوجه حقيقي دقيق لتجديد وتصحيح الخطاب الديني، وتعديل المناهج التعليمية، وليس مجرد شعارات ترفع ثم تخفت وتختفي، مشيرا إلى ان الإرهاب الذي ضرب الكويت بتفجير مسجد الامام الصادق جاء نتاج خطاب الكراهية الديني الذي يبثه البعض.
بدوره، قال النائب حمود الحمدان لـ «الخليج»: الأمة الإسلامية باتت في أمس الحاجة إلى تجديد الخطاب الديني وفق معايير شرعية سليمة، بعيدا عن الغلو والتطرف أو الإهمال والتسيب، ولضمان مواكبة المتغيرات العصرية والتحديات الجديدة التي تواجه الدعوة الإسلامية في مختلف أنحاء المعمورة، مشيرا إلى اهمية تطوير منهجية الأداء الدعوي وتجديد الخطاب الديني، مؤكدا ان تطوير وتجديد الخطاب الديني هو المحور الاساسي في التصدي لحركات التطرف والعنف.
من جانبه قال النائب فيصل الدويسان ان الخطاب الديني بالفعل يحتاج إلى تطوير وتحديث وتصحيح المفاهيم لدى بعض خطباء المساجد، لافتا إلى ان الارهاب الذي تعرضت له الكويت كان فرصة لنراجع ذلك الفكر المتطرف الإرهابي الذي لا يراعي أي نوع من القيم والحياء والوازع الديني، بقتل أناس مصلين صائمين ومسالمين، وهي أمور بحاجة إلى أن نضع لها تصورات واضحة.
وقال أستاذ الشريعة في جامعة الكويت د. حسين السعيدي إن الدين واحد، فالصح صح والخطأ خطأ، والموضوع يحتاج إلى تفصيل.
وقال الداعية الإسلامي فهد الجنفاوي: لا شك أن الخطاب الديني اليوم في حاجة إلى ترشيد وإلى توجيه بصورة أوضح، وإيضاح الصورة الصحيحة للإسلام، سواء عن المسلمين أو غير المسلمين، مشيرا إلى أن الأحزاب الجديدة أصبحت تعطي صورة خاطئة عن الإسلام، وشوهت صورة الإسلام أكثر مما خدمته، كأنها تصور أن الدين سياسي فقط، مما يعطى صورة سيئة عن الإسلام، وأنه يسهم في ضياع البلد، وهذا الأمر الإسلام منه بريء.