• نوفمبر 22, 2024 - 6:19 مساءً

زينة الرجيب لـ الخليج : أسعى إلى زيادة الوعي التكنولوجي في الكويت

المهندسة الكويتية زينة طارق الرجيب، استثمرت تخصصها في علوم الكمبيوتر وأسست مشروعا تكنولوجيا طموحا اطلقت عليه: مؤسِّسة ماجنتا تريبتك، يساندها في ذلك زوجها مهندس الكمبيوتر هو الآخر الذي يعمل على تطوير ألعاب الكمبيوتر، وله لعبتان على أجهزة الأندرويد.
الرجيب لا تقف عند حدود الشهادة، فتعلمت اللغة الإنجليزية من والدتها التي كانت تعمل في الصحافة والترجمة في الكويت والإمارات، وهي شغوفة بعالم التكنولوجيا وتواكب كل جديد من خلال متابعة المواقع الإخبارية المتعلقة بالتكنولوجيا وقراءتها بتعمق.
وتسعى الرجيب إلى نشر الوعي التكنولوجي وتشجيع النساء والطالبات على النظر في المجالات العملية، وخصوصا المجالات المتعلقة بالكمبيوتر «حيث لاحظت الكثيرين يعاملونه كأنه (آلة كاتبة)». الرجيب تحدثنا عن مشروعها في هذه السطور:

< بداية نحب التعرف عليك؟
ـ زينة طارق الرجيب مؤسِّسة ماجنتا تريبتك «Magenta Triptech»، عيادة تكنولوجيا ودار تحرير ومنتج ألعاب الفيديو.
< حدثينا عن اسم المؤسسة؟
ـ اسم المؤسسة جاء تيمّنا بمنتجي ألعاب الفيديو وبالتحديد «Double Fine Productions»، اخترت «magenta»، وهو اللون الفوشيه، حيث تتواجد هذه الألوان في نظام الطباعة «CMYK»، أما «triptech» فهي نسبة لكلمة «triptych» التي تعني أي عمل فني مثل اللوحة المكون من ثلاثة أقسام.
1 – أول قسم هو «عيادة التكنولوجيا»، وجاء الاسم عفويا بعد تصليح عدد من الأجهزة كأنهم مرضى بالفيروسات وهو أكبر قسم.
2 – القسم الثاني وهو دار التحرير، بدأ بالتعاون مع «Eddie Han» مؤلف رواية «Parabolis».
3 – وأخيرا قسم «إنتاج ألعاب الفيديو»، خاصة أن البرامج الإنتاجية أصبحت متوافرة بكثرة وسهولة.
< الأقسام من ثلاثة مجالات مختلفة فهل قمت بدراستها كلها؟
ـ تخرجت في الجامعة الأميركية في الكويت ببكالوريوس علوم الكمبيوتر مع تخصصين مساندين في اللغة الإنجليزية وإدارة الأعمال. ولكن في الواقع العمل في أي مجال مسألة جمع ما بين الدراسة والخبرة العملية وأعتبر الشهادة مساندة للخبرة وليس العكس.
< من أين أتت فكرة «عيادة للتكنولوجيا»؟
ـ بدأت بتصليح أجهزة الكمبيوتر في نهاية التسعينيات مع الانتشار الواسع للأجهزة في الكويت، ومعها انشار ما يعرف بالفيروسات، وذلك عندما واجهت أحدها في جهازي، ولم أصبر على الفك والنقل والتصليح في المحل فقمت بتصليحه بنفسي في معركة ملحمية. ومنها بدأت أحل مشاكل أجهزة الأهل والأصدقاء، وأسمع جملة «دكتورة كمبيوتري مريض عالجيه».
< في عالم التكنولوجيا كل يوم جديد ويحتاج الأمر إلى المتابعة والثقافة المستمرة فكيف تقومين بذلك؟
ـ أتابع المواقع الإخبارية المتعلقة بالتكنولوجيا وأقرأ بتعمق في المواضيع المتصلة بمجال عملي، كذلك أحتفظ بتقارير الفحص للأجهزة التي تمر عليّ وأرجع إليها عندما تواجهني حالة مشابهة.
< وصلنا أن عيادة التكنولوجيا للنساء فقط فلماذا هذا الاختيار، وهل هناك نية للعمل في المجال بشكل عام (رجالا ونساء)؟
ـ هناك نية وتنفيذ، أنا لم أحدد للنساء فقط ولكن واقع الأمر أن الرجال بشكل عام لهم بعض الخبرة في أماكن محلات التصليح وكيفية التعامل معهم أما النساء بشكل عام فتكون خبرتهن أقل ويعتمدن على الرجال في حياتهن لتصليح الأجهزة، وهكذا أصبح أكثر عملائي من النساء وخاصة في بداية الأمر حيث إن الكثير من النساء المحجبات يفضلن التعامل مع امرأة لتصليح أجهزتهن والتي أحيانا تحتوي صورهن الشخصية.
< كيف توصلتِ إلى قرار «دار تحرير»؟
ـ تعلمت اللغة الإنجليزية من والدتي، وكانت تعمل في الصحافة والترجمة في الكويت وأيضا في الإمارات وذلك خلال أشهر الغزو. وخلال سني الدراسة شاركت رفيقاتي في القراءة والكتابة، ولكن البداية فعلا كانت في سنة (2012) بالتحديد وبعد اتمام رواية «Parabolis»، بدأت أحرر كتابات صديقتي«Scarlett Algee»، وهي الآن في طور تأليف رواية لها منذ سنتين، وكذلك مؤلف «Parabolis» في طور كتابة الجزء الثاني.
< هل عمل التحرير محدود بالروايات فقط؟ لماذا هذا الاختيار؟
ـ هي مسألة تفضيل لا أكثر، أحب في القراءة وجود سرد واضح للمعلومات، وغالبا يوجد ذلك في الروايات، وكذلك أقم بعمل «مساعد بحوث» لشهادات الماجستير والدكتوراه حيث مهم وجود تسلسل واضح للمعلومات.
< الروايات التي عملتِ عليها باللغة الإنجليزية فهل تقومين بالتحرير للأعمال باللغة العربية؟
ـ دراستي وخبرتي باللغة الإنجليزية فأقوم بالتحرير بها، أما اللغة العربية فألاقيها في أعمال الترجمة فقط.
< هل العمل مع أجهزة الكمبيوتر الذي شجعكِ لإنتاج الألعاب؟
ـ الإنتاج يختلف عن التطوير، في البداية قررت تطوير الألعاب حيث كنت ألعبها في التسعينيات، فبدأت أدرس البرمجة قبل التخصص في علوم الكمبيوتر في الجامعة. وخلال تلك السنوات اكتشفت أني أفضل الإنتاج على التطوير لأن المنتج يعمل على المشروع كله وليس فقط البرمجة.
< ما الفرق بين التطوير والإنتاج؟
ـ التطوير «Development» يركز على المجالات التقنية، مثال البرمجة والرسم، أما الإنتاج شProduction» فيركز على الفكرة العامة مثال التصميم العام والإدارة ما بين أقسام التطوير المختلفة وهو أقدم الطموحات لدي وأحدثها تنفيذا.
< إذن المشروع الحالي مشروع إنتاج؟
ـ صحيح وبدأته مع بداية عام (2015) وأول عمل فيه هو رسم الخلفيات لعالم اللعبة، ولهذا الغرض تعاقدت مع بعض الرسامين، وحاليا وصلنا إلى خمس عشرة خلفية، والهدف في النهاية ما يقارب التسعون منها، وهذا غير الأعمال الأخرى من كتابة النص والبرمجة، ولذلك أقدر مدة العمل بحوالي خمس سنوات.
< ما الذي دفعك للعمل في ثلاثة مجالات بدلا من التركيز في مجال واحد؟ وما هي التحديات المرتبطة بذلك؟
ـ ثمة فروق بين المجالات التي يقدر الإنسان عليها بحكم الخبرة والمهارة وما بين الهوايات التي تحتاج إلى العمل والتقوية، وبالنسبة لي فإن نقطة قوتي تكمن في فهم وتحليل النظم، سواء كان النظام من الكلمات أو من الأجهزة، وأما إنتاج الألعاب فهو هواية بحثت فيها كثيرا وقررت أن أمارسها بجدية.
وأما التحديات فهي باختصار اختلاف متطلبات وطبيعة العمل وخاصة فيما يتعلق بالوقت.
< وكيف تنظمين وقتك؟
ـ قاعدة تعلمتها من الكاتبين وهي «اكتب بعض السطور كل يوم» فحتى في الأيام التي لا يتسع لي الوقت للعمل لبعض الظروف أحاول أن أعمل البسيط لكي لا تنقطع سلسلة العمل المستمر.
< ذكرتِ أن لكل قسم متطلبات مختلفة للوقت، اشرحي لنا كيف تقضين يومك؟
ـ يعرف أن أفضل وقت للعمل هو بعد صلاة الفجر مباشرة، فأضع كل أعمال «التفكير» صباحا، وعلى رأسها حل مشكلات الأجهزة ويتبعها التواصل مع العملاء ومختلف المتعاقدين، فترة الضحى مخصصة لأعمال البيت وقضاء احتياجاته، وفترة ما بعد الظهر يبدأ عمل اليوم من الأجهزة والتحرير والإنتاج، أما ما بعد المغرب فهو وقت الراحة.
< كيف كان رد فعل اسرتك عندما أردت تخصيص مكان في البيت لمشروعك، وما دورهم في تشجيعك عليه؟
ـ أسرتي يشجعون العمل بشدة ويشاركونني فيه، وأخص بالذكر زوجي ضرار زبير الرشود، وهو أخبر مني في أمور هندسة الكمبيوتر وتطوير ألعاب الكمبيوتر، وله حاليا لعبتان على أجهزة الأندرويد «Play Store» الأولى لعبة تلوين المكعبات الرمادية «Monochrome Painter» والثانية لعبة القط الغبي «StupidCat» وكلانا يعمل على مشروعه.
< بأي وسيلة تتواصلين مع عملائك؟
ـ كل عمل يقتضي وسيلة تناسب طبيعته، بالنسبة للعيادة فالعملاء هنا في الكويت، ولذلك أنسب وسيلة اتصال هي عن طريق الاتصال أو الرسائل النصية، أما عملاء دار التحرير فهم خارج الكويت ونتواصل عن طريق البريد الإلكتروني، وفي حالة الإنتاج فلا بد من خدمات إرسال الملفات.
< ما هو طموحكِ كامرأة كويتية لديها مشروع صغير؟
ـ أولا نشر الوعي التكنولوجي، وأختصر هذا الهدف في جملة قالتها لي صديقتي د. هيا مال الله «شغلك نفس شغل الدكتور كلما قل المرضى أحسن».
ـ وثانيا تشجيع النساء والطالبات للنظر في المجالات العملية وبالأخص المجالات المتعلقة بالكمبيوتر، حيث لاحظت الكثيرين يعاملونه كأنه «آلة كاتبة».
< كيف تقيمين عمل المرأة الكويتية في المشاريع الصغيرة؟ هل هناك منافس لكِ في مجالاتك من النساء؟
ـ لم يصلني خبر عن منافسين في الكويت، وحبّذا لو أقابلهم ونتبادل الخبرات، فالمشاريع الصغيرة من النساء كثرة وكثير منها عن خبرة ودراسة، ولكن المجالات المقاربة لي مثلا في هندسة الكمبيوتر فأغلب الذين أعرف عنهم من الرجال.
< ماذا تقولين لكل امرأة لديها طموح تسعى إلى تحقيقه ولديها تخوف ما من عدم نجاحه؟
ـ التخوف من عدم النجاح على الرغم من كونه جزءا طبيعيا من عملية بناء أي مشروع فإنه أيضا من أكبر العقبات التي يقف أمامها الكثير، ومواجهته تتكون من نصفين: الأول اتخاذ الإجراءات اللازمة من الاستعداد للعمل وخطة في حالة التعثر، والثاني التوكل على رب العالمين فلا نعلم ربما تكون التجربة اللي نسمها.

Read Previous

اللغيصم لـ الخليج : هدف المبطلين إشاعة الفوضى السياسية وتحقيق أجندات مشبوهة

Read Next

«البترول الوطنية»: استبدال أكبر المفاعلات في مصفاة «الأحمدي»

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x