قال الرئيس عبدالفتاح السيسى: إن مصر أنهت الانتخابات البرلمانية بنجاح، ومن المقرر ان تنعقد أولى جلسات البرلمان أواخر الشهر الجاري، مؤكدا أن الدولة المصرية بذلك تكون قد أتمت خارطة الطريق الخاصة بها.
وأكد الرئيس السيسي أن كل أجهزة الدولة وأنظمتها تعمل بشكل طبيعي ومستقر بعد الانتهاء من الانتخابات، لافتا إلى حرص الدولة على البناء وتحقيق التنمية والتقدم لتلبية رغبات الشعب المصري.
وأضاف الرئيس، خلال زيارته لمقر البرلمان اليوناني، ولقائه مع رئيس البرلمان «نيكوس فوتسيس» في حضور نواب رئيس البرلمان وممثلين عن الاحزاب السياسية اليونانية المُمثَلة في البرلمان، أن زيارته للبرلمان اليوناني تعكس تقدير مصر للشعب اليوناني، لأن البرلمان هو بيت الشعب.
ومثلت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لليونان حقبة جديدة من العلاقات الاستراتيجية التي تقودها مصر مع دول حوض شرق المتوسط توجت بإعلان أثينا، الذي خرجت به قمة ثلاثية جمعت قادة الدول الثلاث، ليحول هذا الإعلان جميع مبادرات التعاون المطروحة بين الدول الثلاث إلى خطوات ملموسة على أرض الواقع، فيما يعد بمثابة مثال يحتذى به في التعاون النموذجي بين الدول.
وقد جاءت لقاءات الرئيس مع رئيس وزراء اليونان «اليكسيس تسيبراس» ورئيس قبرص «نيكوس انستاسيادس»، فضلا عن مشاركته في مجلس الأعمال المصري اليوناني، وعقد لقاءات ثنائية أخرى مع عدد من المسئولين اليونان، ضمن آلية التعاون الثلاثي، لتكون مقدمة لتعاون أكثر توسعا بين مصر وأوروبا.
وتضمن جدول زيارة الرئيس نشاطا مكثفا، استهله في اليوم الأول بلقاء الرئيس اليوناني للتأكيد على حرص مصر على استشراف آفاق جديدة للتعاون في مختلف المجالات على المستوى الثنائي، ومن بينها التكامل بين الموانئ المصرية واليونانية لتكون بوابة مهمة لتجارة الدولتين إلى أوروبا وأفريقيا، وكذلك الاهتمام بمشاركة الشركات اليونانية في مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، فضلا عن تعزيز التعاون في مجال الطاقة وإمكانية الاستفادة من قدرات تسييل الغاز بالوحدات المصرية.
كما بحث الرئيس مع نظيره اليوناني تعزيز التعاون في عدد من الملفات المهمة المتعلقة بالقضايا الإقليمية والدولية أبرزها ملف مكافحة الإرهاب وأزمة المهاجرين والتعاون الاقتصادي والأمني والعسكري، في ظل تفاقم ظاهرة الإرهاب التي باتت خطرا يهدد الجميع وتوابعه من دمار وتهجير للمواطنين.
وعقب لقائه الرئيس اليوناني، عقد الرئيس جلسة مباحثات مع رئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس، عكست اتفاقا في الرؤى حول وجود فرص عظيمة للتعاون الاقتصادي بين البلدين، وفي مقدمتها مجالات الطاقة واستغلال الثروات الهيدروكربونية في البحر المتوسط والنقل البحري والتكامل بيـن الموانئ المصرية واليونانية والسياحة، بالإضافة إلى الفرص الاستثمارية التي ستتيحها المشروعات العملاقة التي تنفذها مصر بمشاركة فاعلة للقطاع الخاص في البلدين.
كما عكست المباحثات أيضا توافقا في الرؤى إزاء العديد من القضايا الإقليمية المحورية التي تحتاج لتضافر الجهود المخلصة لإعادة الاستقرار إلى المنطقة وحماية شعوبها من خطر الإرهاب، من خلال مقاربة شاملة تضم – إلى جانب المواجهات العسكرية والأمنية ـ الأبعاد التنموية بشقيها الاقتصادي والاجتماعي، فضلا عن المعالجة السياسية لأصل المشكلات التي تمثل بيئة مواتية لنمو وانتشار الإرهاب، ولاسيما تسوية النزاعات التي تشهدها بعض دول المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وكذلك الأوضاع في كل من سورية وليبيا واليمن.
واختتم الرئيس اليوم الأول لزيارته بالمشاركة في الجلسة الختامية لمجلس الأعمال المصري اليوناني، حيث جاء اهتمام الرئيس بالمشاركة في هذا المحفل باعتبار القطاع الخاص عماد المشاركة بين البلدين التي تقوم على دور هذا القطاع في زيادة معدلات الصناعة والاستثمار، بما يعزز من معدلات النمو وتوفير فرص العمل.
وتوجت مشاركة الرئيس في الجلسة الختامية لمجلس الأعمال المصري اليوناني بتوقيع اتفاقية تعاون بين مصر واليونان في مجال النقل الجوي، ومذكرتي تفاهم؛ الأولى بين ميناء كوالا اليوناني وميناء الاسكندرية، والثانية بين ميناء الكسيندولوبولى وميناء دمياط.
وقد ألقى الرئيس كلمة عقب توقيع الاتفاقية ومذكرتي التفاهم، شرح خلالها الإصلاحات التي قامت بها مصر لتعزيز الثقة في الاقتصاد والتي انعكست على رؤية وكالات التصنيف الائتمانى لمصر لتؤكد تحسن الاقتصاد المصري، كما انعكست هذه الإصلاحات على أداء البورصة المصرية وزيادة معدلات الاستثمار المباشر.
أما اليوم الثاني للزيارة، فقد شهد لقاء ثنائيا بين الرئيس السيسي ونظيره القبرصي نيكوس أنستاسيادس لتأكيد ثبات السياسة والمواقف المصرية إزاء القضية القبرصية في المحافل الإقليمية والدولية. كما شهد اللقاء تباحثا حول سُبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات النقل البحري، والتبادل التجاري، واستكشاف واستخراج الثروات الطبيعية، وإمكانيات الاستفادة من البنية التحتية والصناعية المصرية المؤهلة لاستقبال وتسييل الغاز القبرصي.
وجاءت القمة الثلاثية للتشاور السياسي والتعاون، الحدث الأبرز في زيارة الرئيس، لتبرهن، وفقا لتصريحات الرئيس، على إصرار الدول الثلاث على المضي قدما في سبيل توفير مقومات التقدم والتنمية ليس لشعوبها فقط بل لشعوب المنطقة وجوارها الجغرافي بأسـره، كما تشير إلى الالتزام القوى للدول الثلاث بالعمل معا وفقا لرؤية مشتركة نحو تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وإقليم شرق المتوسط.
من جانب آخر افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي المقر التاريخي لمجلس الدولة، اجتماعا مع أعضاء المجلس الخاص لمجلس الدولة، هنأهم خلاله على إعادة افتتاح المقر التاريخي للمجلس.
وأكد الرئيس خلال الاجتماع تقديره لرجال القضاء، وما يبذلونه من تضحيات وجهود عظيمة من أجل رفعة الوطن، مشيدا بأداء مختلف المؤسسات القضائية، من بينها مجلس الدولة الذي أنُشئ عام 1946، منوها إلى دوره الفاعل في الفصل في المنازعات الإدارية بين الأفراد والمؤسسات الحكومية، حيث يضم المحكمة الإدارية العليا ومحكمة القضاء الإداري والمحاكم الإدارية والمحاكم التأديبية، بالإضافة إلى هيئة قضايا الدولة.
كما افتتح قصر الأميرة فوقية التابع لمجلس الدولة، وأزاح الستار عن اللوحة التذكارية الخاصة بافتتاح القصر، بعد إعادة ترميمه وتجديده، حيث قام بجولة تفقدية داخل القصر.