الخليج 
أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال كلمته امام البرلمان انتقال السلطة التشريعية إلى البرلمان، بعد أن كانت مسندة إليه بسبب الظروف السياسية التى مرت بها البلاد، وقال: «إننا نقف في لحظة دقيقة وفارقة فى عمر امتنا، ولذلك فإن صدق الكلمات فرض ودقتها ضرورة والحق أنكم وصلتم إلى مقاعدكم نتيجة انتخابات برلمانية تمت في مناخ آمن وأجواء شفافة شهد لها العالم كله بذلك، وكانت نتائج هذه الانتخابات تعبيرا جليا عن إرادة الشعب المصرى. واستكملنا نحن المصريون خارطة المستقبل التي توافقنا عليها جميعا يوم قررنا استعادة الوطن ممن أرادوا اختطافه لحساب أهدافهم المنحرفة ومطامعهم فكان رد المصريين عليهم ثورة وطنية شديدة نحصد ثمارها بهذه الكوكبة المحترمة من أبناء هذا الوطن ممثلين شعبه والمعبرين عن طموحه وآماله.
وأضاف: إنني أعلن أمامكم ممثلي الشعب بانتقال السلطة التشريعية إلى البرلمان المنتخب بإرداة حرة بعد أن احتفظ بها رئيس السلطة التنفيذية كإجراء اسثنائى فرضه علينا الظرف السياسي، وأتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم إلى ما فيه الصالح لهذه الأمة العظيمة وهذا الشعب الذي يغلق عليكم آمالا عظيمة.
ثم تحدث الرئيس عن التحديات والمصاعب التي تواجه البلاد وحرض المصريين على المضي نحو التنمية وبناء الوطن، قائلا: الإخوة والأخوات.. من هذا المكان من تحت قبة برلمان مصر يعلن شعبنا للعالم كله أنه أرسى قواعد نظامه الديموقراطي وأعاد بناء مؤسسات الدولة الدستورية لقد استطاع شعبنا العظيم أن ينتصر للحرية والديموقراطية، لقد استطاع أن يستعيد حلمه للمستقبل في مواجهة دعاوى الردة ودعاة التخلف، لقد استعادت الدولة المصرية بناء مؤسساتها الدستورية في إطار تتوازن فيها السلطات تحت مظلة الديموقراطية التي ناضلت من أجلها الجماهير وحصلت عليها كمكتسب لها لن تفرط فيها أبدا.
وتابع: أبناء وبنات مصر الأبية العزيزة، لقد أثبت هذا الشعب من جديد عظمته وعراقته وكبريائه وبرهن بلا أدنى شك على تفرده في صناعة الحضارة وكتابة التاريخ وأكد على صلابته وأصالة معدنه وهو يواجه بكل جسارة المخاطر التي تحيط دولته في الداخل والخارج.
وأضاف: إن دولتنا تواجه أعتى التحديدات وتجتاز اشق المصاعب وتقهرها، ولقد قرر المصريون إنفاذ إرادتهم ولن يثنيهم عن إنفاذ إرادتهم كائن من كان، إننا ماضون قدما في مشروع وطني لبناء الدولة الحديثة ليؤكد مسيرة الانطلاق نحو البناء السياسي والتقدم الاقتصادي والنهوض الاجتماعي والثقافي والمعرفي والتكنولوجيا.
وأوضح: لقد انتميت إلى المؤسسة العسكرية المصرية مقاتلا وتعلمت فيها المعانى الوطنية ومبادئ الشرف والإخلاص والتضحية وإنكار الذات ومارست ذلك على مدار أكثر من 30 عاما، كانت مصر هي الأمل والرجاء كان طموحي أن أرى وطني يحتل مكانته اللائقة بين الأمم لن أتقاعس يوما عن أداء مهمة أو تكليف ومن هذا المنطلق أجبت نداء بنى وطني وتحملت التكليف الذي كلفني به لأتولى معهم وبهم مسئولية وطن في مهمة إنقاذ وبناء.
وتابع السيسي: ومنذ اللحظة الأولى كنت على دراية وعلى معرفة بحقائق الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد في مختلف المجالات سياسيا وأمنيا واقتصاديا واجتماعيا، كنت مدركا بدقائق الظروف الصعبة التي تحيط بمنطقتنا المضطربة، وأبعاد ما يحاك لوطننا ولم أخفى عنكم شيئا، لقد كنت صادقا معكم إذ أعلمتكم بصعوبة المهمة ووعورة الطريق، إلا أن ذلك لم يبق يقيني وثقتي أننا نحن المصريين، قادرون على تحدي التحدي ومجابهة المخاطر والعبور للمستقبل، ما دمنا نمتلك الوعي الحقيقي والإرادة الصلبة ومتمسكين بوحدة الصف الوطني.
وتابع الخطاب: «إن إيماني لم يتزعزع أبدا في أن قدرات المصريين ستبلغهم الغايات وستحقق الامال، وستظل راية هذا الوطن عالية خفاقة بأيدي أبنائه جميعا، السيدات والسادة… إن الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تحدق بمصر الآن تفرض على الجميع مسئولية تاريخية وأداء استثنائيا تتضافر فية الجهود وتتكامل فية السلطات كى يبقى البنيان قائما وشامخا، ان المهام المنوط بها البرلمان تحتم عليه، أن يكون برلمان حرا ممثلا حقيقيا لرغبات الشعب، وعليه ان مارس هذه المهام في سياق الممارسة الديموقراطية السليمة، دون استعراض اعلامى أو تنافس سياسي، لايدع مصالح الشعب العليا نصب عينيه.
وتحدث السيسي عن محاربة مصر للإرهاب قائلا: «لقد جابهنا معا موجة عاتية من الارهاب الغاشم استهدفت الدولة المصرية بلا هوادة أو رحمة وأرادت أن تنشر الفوضى والخراب بين ربوع الوطن، وفي صدارة المواجهة كان رجال جيشنا العظيم وشرطتنا البواسل يدفعون الدم ويقدمون الروح من أجل الحفاظ على مقدسات هذا الوطن، ولكن بفضل من الله وبارادة وطنية لا تلين وبصمود شعبنا العظيم أن نكسر شوكة تنظيمات الارهاب في الوادي وسيناء وعلى حدودنا الغربية ولا زلنا نواصل هذه المعركة بلا تراخ أو ملل».
وتابع، السيدات والسادة: «ونحن نواجه هذا الإرهاب الاسود، لم نغفل أن هدفنا الأسمى وغايتنا الكبرى هي إعادة بناء الدولة المصرية، دولة مدنية ديموقراطية حديثة، وكان انطلاق مشروعنا الرئيسي وفق رؤية علمية وخطى طموحة، يراعى التنسيق والتكامل بين كافة مؤسسات الدولة، ولم تقتصر هذه الرؤية على متطلبات الحاضر فقط، أنما امتدت لتلبى طلبات الابناء والاحفاد في المستقبل، وهو ما قلق الدافع والباعث».
وجدد الرئيس السيسي خلال كلمته بمجلس النواب، دعوة مصر للعالم من أجل تضافر الجهود لمكافحة الإرهاب الذي يهدد الحضارة الإنسانية من خلال رؤية متكاملة.
وأضاف: استطعنا أن نكسر شوكة الإرهاب في الوادي الجديد وسيناء وحدودنا الغربية ولازلنا نواصل بدون تراخٍ أو ملل.
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن الظروف التي تمر بها مصر حاليا تستدعي إلى توافر الجهود ليظل البنيان قائما، وذلك من خلال المهام المنوط بها البرلمان والتي تحتم عليه أن يكون البرلمان حرا وممثلا لرغبات الشعب في ممارسة الديموقراطية دون إلى الالتفات إلى الشو الإعلامي.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال كلمته بمجلس النواب، علينا أن لا ننسى إننا نجحنا في تعطيل مخطط وإبطال المؤامرات على البلاد، مشيرا إلى أن هناك من يتربص بمصر ويريد لها السقوط.
وتابع، إننا استطعنا في غضون عام ونصف أن نستعيد علاقاتنا مع الكثير من الدول، حيث نجحت مصر في إعادة انفتاحها على العالم كله شرقا وغربا بعد فترة من التوتر.
وأشار الرئيس عبدالفتاح السيسي: قمنا بافتتاح العديد من المشروعات التي تعيد رسم خريطة الوطن، مشيرا إلى أنه تم تطوير الشبكة الكهربائية والتغلب على العجز الشديد في إنتاج الكهرباء، مشيرا إلى أنه سيتم البدء في مشروع الضبعة للطاقة النووية خلال الأسابيع المقبلة.
وخاطب الرئيس عبدالفتاح السيسي نائبات البرلمان قائلا لهم: أيها النائبات أرى فيكم الأمل والمستقبل فأنتم صوت ضمير الوطن وثقتي فيكم بلا حدود، مشيرا إلى أن المرأة المصرية هي صمام الأمان لنا جميعا حاربت من أجل بقاء أبنائها في أمان.
وأضاف السيسي بأن التمثيل المرأة داخل البرلمان مشرف للغاية ويؤكد على أهمية المرأة خلال هذه المرحلة الصعبة.
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنه يرى الأمل في القوات المسلحة والشرطة والقضاء الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية من أجل الوطن، مشيرا إلى أننا سنمضي قدما في طريق بناء دولة مدنية حديثة.
وتابع، إن افتتاح قناة السويس هي أيقونة إنجازات الشعب المصري خلال هذه الفترة، مشيرا إلى أنه كلف الوزراء والمحافظين لتعيين مساعدين له من الشباب باعتبارهم هم اللبنة التي يبني عليها الوطن، مؤكدا أنه استخدم سلطته الدستورية في العفو عن الشباب الصادرة ضدهم أحكام بالحبس.
وأكد السيسي أننا أمام عمل شاق يتطلب التكاتف حول هدف واحد وهو الدفاع عن الدولة المصرية مختتما خطابه أمام البرلمان تحيا مصر، وفور انتهاء كلمة الرئيس السيسي انصرف مغادرا قاعة البرلمان.
