عند الحديث عن مناطق الكويت التي تعاني الاهمال يبرز نموذج جليب الشيوخ للعيان إلا ان الكثير لا يعرف ان الكويت العاصمة بها مناطق لا تقل اهمالا وتكدسا عن الجليب.
وحسنا فعل المجلس البلدي في جلسة الاسبوع الماضي حين اوقف تخصيصا الاراضي الحكومية فالمباني الحكومية والمؤسسات وهيئاتها التابعة أخذت مساحات كبيرة في العاصمة جراء تخصيص أراض لها مما انعكس سلبا على الخدمات والطرق أدى الى سرعة تهالك هذه المباني وشدة الزحام.
وتعاني مدينة الكويت مناظر غير حضارية، أبرزها: المباني المتهالكة في شوارع رئيسة، ومساكن العزاب التي تنتشر في مناطق بنيد القار وشرق والمرقاب وغيرها، إضافة إلى الاختناق المروري، ولا سيما في أوقات الذروة، بسبب ارتياد المواطنين والمقيمين لمجمع الوزارات والجهات الحكومية الخدماتية.
ومما يثير الاستغراب والدهشة، أن الكثير من المباني المتهالكة والمهجورة تنتشر في قلب عاصمة البلاد النابض، جنبا إلى جنب الأبراج الشاهقة والمباني الحديثة، التي هي مقار كثير من الأعمال الحيوية والشركات الكبيرة.
شارع فهد السالم
شارع فهد السالم، الذي يُعد واجهة مدينة الكويت، ويحمل في ثناياه تاريخا ممتدا لكفاح الأجداد، وبداية تأسيس الحركة التجارية في المنطقة، أصبح مهملا، ويزدحم بمظاهر العشوائية، نهارا، والفوضى، ليلا، كما أنه يضج بالزحام والركن في الممنوع.
المرقاب تئن
جولة واحدة في منطقة المرقاب تكشف عن عشوائية ملحوظة، حيث تتزايد كثافة العمالة الوافدة، وأغلبهم من الآسيويين، حيث يقيم بعضهم أسواقا في العراء، ولاسيما بعد العصر، ويعرضون سلعا للبيع أمام بعض المساجد.
وقال مصدر أمني مسؤول إن منطقتي المرقاب وبنيد القار صداع في رأس الأجهزة الأمنية، بسبب انتشار العمالة العشوائية والسائبة فيهما، لافتا إلى ضبط مئات المطلوبين خلال الحملات الاخيرة.
وشدد المصدر على أن لصوص المكالمات الدولية والباعة غير المرخصين واصحاب الانشطة المشبوهة يتخذون من مناطق الصالحية والمرقاب وبنيد القار مقرا لنشاطهم المشبوه، ويديرون أوكارا لبيع كل شيء مخالف، كاشفا عن حملات مكثفة تنفذها «الداخلية»، بالتعاون مع وزارتي المواصلات والتجارة، لضبط هذا النشاط غير القانوني.
بنيد القار
لكن منطقة بنيد القار، هي الأكثر تضررا من مظاهر الإهمال، وتكشف الجولة فيها عن انتشار البنايات المتهالكة، ومساكن العزاب، التي يتكدَّس فيها الوافدون من العمالة البسيطة ذات الدخل المحدود.
والغريب أن هذه المنطقة الواقعة في قلب عاصمة البلاد والمواجهة للخليج تعاني إهمالا متراكما، وتنشر فيها المظاهر غير الحضارية.. ورغم قربها من المنطقة التجارية والاستثمارية والمجمعات والأبراج الشاهقة في مدينة الكويت، فإن بنيد القار تبدو ناتئة، بسبب المساكن القديمة، والشوارع المليئة بالحفر والمطبات، فضلا عن البيوت العربية التي يقطنها عشرات العزاب، والتي تحوَّل بعضها إلى سكن ومخازن للسكراب والسلع الأخرى التي يتاجر بها بعض أبناء الجاليات.
سرقة التمديدات
وكشف مصدر مسؤول بوزارة الكهرباء عن ظاهرة أخرى مقلقة في منطقة بنيد القار، حيث تتكرر سرقة التمديدات الكهربائية من بعض المحولات الثانوية، ما يتسبب في انقطاع التيار الكهربائي، فضلا عن هدر المال العام.
وأضاف: لقد اكتشفت فرق الكهرباء اختفاء تمديدات وكيبلات في شوارع جانبية في المنطقة، التي تزدحم بالعمالة السائبة والعشوائية، كما تكررت حوادث حرائق المحولات الثانوية، بسبب العبث فيها، مطالبا وزارة الداخلية بتكثيف التواجد الأمني، وتسيير دوريات في المنطقة ولاسيما خلال أوقات متأخرة من الليل، وهي التوقيتات التي يستغلها الخارجون على القانون في تنفيذ السرقات وغيرها من أعمال إجرامية.
وانتقد مواطنون يقطنون منطقتي شرق وبنيد القار انتشار القمامة والمخلفات والمهملات في بعض الشوارع، مطالبين بحملات للنظافة، وتكثيف الرقابة والنظر بعين الاهتمام لمثل هذه المناطق المهملة.
كراجات شرق
وتسبب كراجات شرق، تلوث البيئة، فضلا عن الإزعاج الذي أضحى ظاهرة لسكان المنطقة ومرتاديها.