أعلنت وزارة السياحة العمانية عن خططها لمضاعفة أعداد الزوار القادمين للسلطنة خلال العقدين المقبلين، وذلك ضمن استراتيجيتها الوطنية الجديدة للسياحة م2040. وبحلول هذا العام، تسعى السلطنة لجذب أكثر من 5 ملايين زائر محلي و دولي الى وجهتها السياحية الفريدة في منطقة الخليج العربي وجعل السياحة أحد أبرز مصادر الدخل في البلد بهدف المساهمة بأكثر من 6 بالمئة في الناتج المحلي الاجمالي.
كما أعلنت الوزارة أن استراتيجية النمو التي تعتمدها لقطاع السياحة سيكون مبنيا على مقاربة (مفهوم المواقع المتكاملة) المبتكرة التي ستستحدث مجموعة من التجارب السياحية الفريدة في مناطق مختلفة من عمان تعكس الثقافة والارث المحليين. وستبنى فكرة المواقع المتكاملة حول التجربة الساحلية الفريدة لمنطقة المسندم، وجبال الحجر ومسار اللبان في صلالة والثقافة في مسقط والصحارى، وتتيح خيارات متنوعة من تسهيلات الإقامة والتجارب التي ستجعل من المواقع المتكاملة وجهات مصغّرة بكامل مرافقها و مقوّماتها. وسيؤدي تطوير هذه المواقع المتكاملة الجديدة دورا كبيرا في خدمة نهج الاستراتيجية السياحية على جذب الزوار من واحدة من أكثر النشاطات السياحية نموا في العالم، والمتمثّلة في التوجّه نحو سياحة المغامرات.
وقال سالم بن عدي المعمري, مدير عام الترويج السياحي في وزارة السياحة العمانية: سوف نعمل و بشكل وثيق مع شركائنا في القطاع الخاص لضمان توفير البنية التحتية الملائمة للإقامة، والمطاعم ووسائل النقل وغيرها من العناصر الرئيسة لتعزيز عناصر جذب السائح في كل المواقع المتكاملة والدفع بعملية توظيف الكفاءات المحلية من خلال تعليمهم وتدريبهم على راس العمل. ومن المتوقع أن تساهم الاستراتيجية الجديدة بتوفير أكثر من 500 ألف وظيفة في القطاع السياحي بحلول العام 2040 م، يخصص 70 في المائة منها للعمانيين، كما يتوقع أن تساعد الاستراتيجية السلطنة على التحوّل الى نموذج للسياحة المسؤولة في المستقبل.
وفي تعليق له عن الاستراتيجية السياحية، قال سالم المعمري، مدير عام الترويج السياحي في الوزارة: أن الإعلان عن الاستراتيجية سوف يتيح لنا خريطة طريق محددة ومنظّمة للنمو والتوسّع في المستقبل ويضمن لقطاع السياحة أن يصبح واحدا من أبرز الركائز الاقتصادية لمستقبل البلاد. بحيث أن السلطنة تمتلك مقوّمات فريدة للسياح، وتتيح لزوارها تنوعا مذهلا في تجربتهم السياحية. ونحن مهيؤون للاستفادة من التوجهات السياحية العالمية المتنامية كسياحة المغامرات وضمان أوقات لا تنسى لزوارنا من منظور ثقافي وبيئي وطبيعي وعائلي.
وأشار المعمري الى أن “الضيافة العمانية تعتبر ضيافة فريدة ومفهوم المواقع المتكاملة الجديد سينطلق من هذا الاساس وسيساعد على استحداث عشرات الالآف من الوظائف الجديدة للعمانيين بشكل خاص، كما سيساعد على تعزيز الازدهار الاقتصادي في البلاد بشكل عام. و مفهوم المواقع المتكاملة مشيرا الى أنه سيطبّق على مدى السنوات العشر أو الخمس عشرة المقبلة وسيتم تحديد أكثر من 10 نماذج من المواقع المتكاملة المتخصصة عبر البلاد، لاتاحة تجربة محلية غنية مذهلة.
في هذا الوقت، يتم تعزيز البنية التحتية السياحية عبر كل مناطق عمان بوتيرة سريعة، وسيفتتح مطار مسقط الدولي الجديد في المستقبل القريب بقدرة استيعابية أولية لـ 12 مليون زائر سنويا، مع خطط توسعة مستقبلية لاستقبال 48 مليون زائر. وكما يتم حاليا تطوير فنادق فاخرة عبر البلاد على أن تفتتح في مسقط وصلالة وفي منطقة الجبل الأخضر وغيرها من الوجهات، وتضم القائمة عددا من المنشآت من علامات عالمية بارزة.
كما سيشهد قطاع المؤتمرات والندوات والمعارض المتنامي والناجح في البلاد المزيد من التطوير والنمو مع استحداث مكتب عمان للمؤتمرات وافتتاح مركز عمان للمؤتمرات في مسقط في وقت لاحق من هذا العام.
ويشارك حوالى 30 ممثلا عن الفنادق ووكالات السفر مع وزارة السياحة للترويج لمواقع الجذب في البلاد، كما تضم لائحة ممثلي وزارة السياحة كلا من المدير العام للترويج السياحي سالم المعمري ومدير مكتب عمان للمؤتمرات خالد الزدجلي.
وفي تعليق له على المشاركة الناجحة في سوق السفر العربي في دبي أضاف المعمري: «لقد سررنا كثيرا بالاقبال الكبير على جناحنا من قبل الزوار هنا في سوق السفر العربي والاهتمام الذي لقيناه من قبل قطاع السفر والأفراد بالسلطنة كواحدة من أسرع الوجهات السياحية نموا على مستوى الشرق الأوسط والعالم».