يعلق المراقبون آمالا عريضة على جولة سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الآسيوية، التس شملت كلا من بنجلاديش، وجمهورية فيتنام الاشتراكية، وجمهورية كوريا، واليابان، واستغرقت عدة أيام، لما تشمله من توقيع اتفاقيات وبروتوكولات اقتصادية تسعى الكويت لتفعيلها وتنفيذها، خاصة في مجال الطاقة والتكنولوجيا والتبادل التجاري، ويرى المراقبون أنها من أهم القطاعات التي يجب على الكويت تنفيذ مشاريعها في ظل الانهيار الكبير الذى شهده السوق النفطي، واعتماد الكويت على أكثر من 92 في المائة على النفط كمورد رئيسى للدولة، ولم يكن التوجه الاقتصادي والتجاري هو التوجه الرئيسي في هذه الجولة، فهناك أيضا التنسيق السياسي لكثير من القضايا التي تشغل المنطقة، وأهمها قضية الإرهاب، وما تشهده المنطقة من أحداث وتطورات متلاحقة.
وشكلت بنغلاديش المحطة الأولى في جولة رئيس الوزراء، حيث حمل رسائل من سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، إلى زعماء الدول الأربع، تتعلق بالعلاقات المتينة بينها وبين الكويت وسبل تطويرها، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأعرب المبارك عن سعادته بهذه الجولة التي تضم أربعا من الدول الآسيوية، وقال إن هذه الدول تجمعنا بها روابط تاريخية قوية ومصالح مهمة ومتنوعة تشمل مجالات عديدة، مشيرا إلى حرص الكويت على تطوير علاقاتها مع مختلف دول العالم، وتعزيز آفاق التعاون القائم بينها لتشمل كل الميادين التي تحقق مصالح كل الأطراف.
وأضاف أن منطقة شرق آسيا أصبحت اليوم قاطرة النمو الاقتصادي في العالم، وركيزة التنمية، إضافة إلى دورها المحوري في السياسة الدولية وأهميتها الكبرى في تحقيق السلام في العالم. وأكد أهمية تبادل الخبرات والاستفادة من التجارب والنماذج التي قامت بها دول شرق آسيا، وحققت نجاحا كبيرا خاصة في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية.
وأوضح أنه يجري مباحثات مع كبار المسئولين في الدول الأربع لبحث أوجه التعاون وسبل تعزيزه، مشيرا إلى وجود اتفاقيات تعاون في مجالات عديدة من أهمها الاقتصاد والتعليم والتكنولوجيا والطاقة، وما يؤكد على أهمية الملفات التي ستطرح خلال تلك الجولة الوفد المرافق للشيخ جابر الذي يضم في عضويته، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية وزير النفط بالوكالة، أنس الصالح، ووزير التربية، ووزير التعليم العالي بدر العيسى، ونائب وزير الخارجية خالد الجارالله وعدد من كبار المسئولين في الهيئة العامة للاستثمار والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ووزارة الخارجية ووزارة المالية ووزارة التربية والتعليم العالي ومؤسسة البترول الكويتية وهيئة تشجيع الاستثمار المباشر، بالإضافة إلى وفد تجاري برئاسة النائب الثاني لرئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت عبدالوهاب الوزان.
وبالنسبة لفيتنام تعتبر هذه الزيارة إحدى الزيارات الرسمية الأولى للقادة الدوليين على أعلى المستويات إلى فيتنام وما يصاحبها من مباحثات واجتماعات مع القادة الجدد في فيتنام، كما تأتي بعد الدورة الثالثة عشرة الناجحة لمجلس الأمة، وسيتم توقيع عدد من الاتفاقيات خلال الزيارة، ومنها اتفاقيات في مجال الثقافة والتعاون الفني والملاحة والنقل والرياضة والتعاون بين غرفتي التجارة والصناعة في البلدين، محققة بذلك إنجازا جديدا في المسيرة الطويلة للعلاقات الثنائية بين البلدين.
وبالنسبة لكوريا فهناك عدد متزايد من المهندسين والعمال الكوريين الذين يساهمون في عملية التنمية في الكويت، بينما يمول الصندوق الكويتى للتنمية مشروعات البنية التحتية ومياه الشرب والصرف الصحي والطرق العامة بدوره عملية التنمية الكورية، كما يتم تبادل الزيارات الخاصة بالوفود الرسمية والاكاديمية والفنية بشكل منتظم.
وتمثل اليابان المحطة الأخيرة، حيث ستبدأ الزيارة لها منتصف هذا الأسبوع، وتهدف إلى تعزيز العلاقات بين الجانبين. ويتضمن جدول الزيارة التي ستستمر على مدى 4 أيام يتضمن اجتماع الشيخ جابر المبارك مع إمبراطور اليابان أكيهيتو، بالإضافة إلى عقد مباحثات مع رئيس وزراء اليابان شينزو آبي.
فيتنام
عقب مباحثات عقدها مع رئيس وزراء فيتنام نغويان يوان فوك في هانوي أكد رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك أن «دولة الكويت تعمل بجد واجتهاد لأن تكون مركزا ماليا وتجاريا إقليميا ودوليا».
وأضاف: «نتطلع إلى تعاونكم في تنفيذ هذه المرئيات التي تساهم في تيسير حركة التبادل التجاري والاقتصادي أمام دول قارة آسيا والعالم».
وقال: «أمامنا فرصة ثمينة ومهمة لاستثمار العلاقات المتميزة بين بلدينا في المجالات كافة لتساهم في تعزيز دعائم الثقة المتبادلة والرغبة المشتركة في دعم وتطوير هذه العلاقات».
ووصف سمو رئيس الوزراء الظروف بأنها «مواتية اليوم وأكثر من أي وقت مضى لمد جسور تعاون كبيرة تحقق نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين وتعزز آفاقه ليشمل كلالمجالات التي تخدم مصالح الشعبين».
وأعرب عن تطلعه «لأن تسهم الزيارة لأن تكون انعطافا جديدا في العلاقات الوطيدة وبداية مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين وأن تحقق الرخاء والخير لأبناء البلدين».
من جانبه، أعرب رئيس وزراء فيتنام عن امتنانه وتقديره لدولة الكويت أميرا وحكومة وشعبا، مشيرا إلى أنها «كانت من أوائل دول مجلس التعاون الخليجي في إقامة علاقات ديبلوماسية منذ 40 عاما بعد توحيد فيتنام وقدمت العديد من المبادرات والمساعدات التي ساهمت في نهضتها وتنميتها».
وقال إن «الشعب الفيتنامي يلاحظ بكل سرور الإنجازات العظيمة التي حققتها الكويت على مدى العقود الماضية وما زالت من أجل تحقيق ما تطمح إليه أن تصبح مركزا ماليا واقتصاديا في المنطقة».
كما أعرب عن تقدير بلاده لدولة الكويت التي أصبحت «مركزا للعمل الإنساني ومساهمتها الفعالة في استتباب السلم والأمن الدوليين».
وقبيل جلسة المباحثات التي عقدت في القصر الرئاسي في هانوي وعند وصول سموه إلى قصر الرئاسة أقيم له استقبال رسمي حيث أدى حرس الشرف التحية ثم عزف السلام الوطني لدولة الكويت والسلام الجمهوري لجمهورية فيتنام الاشتراكية.
عقب ذلك، عقدت جلسة المباحثات التي جرت في أجواء ودية عكست عمق العلاقات الوطيدة بين البلدين والتعاون القائم في العديد من المجالات وعلى وجه الخصوص المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتعليمية والزراعية.
وبحث الجانبان الأوضاع على الساحة الدولية وسبل تحقيق السلام في العالم وخاصة في آسيا ومنطقة الشرق الأوسط.
كما تبادل الجانبان وجهات النظر تجاه القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وموقف البلدين تجاهها، إضافة إلى التعاون الثنائي في مواجهة الإرهاب والحد من آثاره وتداعياته.
بنغلاديش
عقد سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء في مقر الحكومة بالعاصمة دكا جلسة مباحثات رسمية مع رئيس وزراء جمهورية بنغلاديش الشعبية شيخة حسينة واجد.
وجرت المباحثات في أجواء ودية جسدت متانة العلاقات بين البلدين وتركزت حول سبل تعزيز افاق التعاون بينهما لتشمل مختلف المجالات التي تخدم مصالح الشعبين.
وتم خلال المباحثات التأكيد على حرص البلدين على ضرورة تعزيز التبادل في المجالات التجارية والاستثمارية بما يلائم العلاقات الوطيدة بين البلدين.
كما تبادل الجانبان وجهات النظر تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خاصة القضايا التي تتعلق بسبل تحقيق السلام والاستقرار في منطقة آسيا والشرق الأوسط.
ودعا البلدان إلى تضافر الجهود الدولية من اجل العمل على تحقيق الاستقرار في العالم والتعاون لحل الازمات وتوفير الحياة الكريمة للبشرية.
كما أكد الجانبان على ضرورة التعاون بينهما في مجال مكافحة الإرهاب الذي يهدد مختلف دول العالم.
والتقى سمو الشيخ جابر المبارك في دكا، رئيس الدولة محمد عبدالحميد، حيث سلمه رسالة خطية من صاحب السمو الأمير تضمنت دعوة رسمية لزيارة الكويت، اضافة إلى العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
واتفق الجانبان في بيان مشترك صدر في ختام المباحثات على تعزيز التعاون المشترك في شتى المجالات لتوسيع آفاق الشراكة في قطاعات التجارة والاستثمار والطاقة والدفاع والموارد البشرية والبنى التحتية والقطاعات ذات الاولوية في هيئة المنطقة الاقتصادية وتكنولوجيا المعلومات.
ولفت البيان إلى توقيع الجانبين اتفاقية التعزيز والحماية المتبادلة للاستثمارات بين البلدين «ستعمل على تعزيز الاستثمارات بينهما».
ووقعت غرفة تجارة وصناعة الكويت بروتوكولا للتعاون مع اتحاد غرف التجارة والصناعة في بنغلاديش في إطار الزيارة الرسمية لسمو الشيخ جابر المبارك إلى دكا.
وقالت غرفة تجارة وصناعة الكويت في بيان، ان ذلك جاء خلال لقاء لأصحاب الأعمال عقده وفد من القطاع الخاص الكويتي برئاسة نائب رئيس الغرفة عبدالوهاب محمد الوزان، بالتعاون مع اتحاد غرف التجارة والصناعة في بنغلاديش، بحضور المدير العام لهيئة تشجيع الاستثمار المباشر الكويتي الشيخ الدكتور مشعل الجابر.
واكد الوزان استعداد الغرفة لتسخير جميع امكاناتها المتاحة للجانب البنغلاديشي في سبيل تحقيق الأهداف الاقتصادية المشتركة.
من جانبه أكد الشيخ مشعل الجابر أن الهيئة تقوم بدور كبير في تشجيع الاستثمارات المحلية والاجنبية إلى الكويت، مشيرا إلى قانون الاستثمار المباشر لعام 2013 الذي يتيح تملك المستثمر الاجنبي لشركات تصل إلى نسبة 100 في المئة واعفاء ضريبي تصل مدته إلى 10 سنوات، وكذلك اعفاء جمركي كامل او جزئي للمواد والمعدات، موضحا أن الكويت في ظل القانون الحالي تعتبر أكبر منطقة حرة في العالم.
كوريا
وعقد سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء في مقر رئاسة الجمهورية بالعاصمة الكورية سيؤول جلسة مباحثات رسمية مع رئيس وزراء جمهورية كوريا هوانغ كيو آن.
وجرت المباحثات في أجواء ودية عكست عمق العلاقات المتينة والوطيدة بين البلدين الصديقين.
كما تركزت المباحثات حول سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيز آفاق التعاون في مختلف المجالات وخاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية التي تخدم مصالح الشعبين الصديقين.
كما تطرقت المباحثات أيضا إلى القضايا الإقليمية والدولية وموقف البلدين تجاهها وسبل تحقيق السلام والاستقرار في العالم خاصة في منطقة الشرق الأوسط إضافة إلى التأكيد على التعاون المشترك في مواجهة الإرهاب والحد من آثاره وتداعياته.
هذا وعقب جلسة المباحثات وبحضور سمو رئيس مجلس الوزراء ورئيس وزراء جمهورية كوريا الصديقة احتفل البلدان بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم.
وقد وقع وزير الدولة لشؤون الإسكان ياسر حسن أبل على مذكرة تفاهم في مجال المدن الذكية ووقعها عن الجانب الكوري وزير الأراضي والبنية التحتية والنقل كانج هوين.
كما وقع وكيل وزارة الصحة الدكتور خالد السهلاوي على مذكرة تفاهم بشأن الخدمات الطبية والخطة التنفيذية للبرنامج الكوري للتدريب الطبي ووقعهما عن الجانب الكوري رئيس معهد تنمية كوريا لصناعة الصحة لي يونغ.
ووقع نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية نزار محمد العدساني على مذكرة تفاهم للتعاون بين كوريا غاز ومؤسسة البترول الكويتية وقعها عن الجانب الكوري الرئيس التنفيذي للمؤسسة العامة للغاز ومذكرة تفاهم في مجال النفط والغاز وصناعة الطاقة وقعها عن الجانب الكوري نائب رئيس لجنة الطاقة في «إس كي» «S.K» السيد جون جول كل.
كما وقع وزير التربية ووزير التعليم العالي الدكتور بدر حمد العيسى على مذكرة تفاهم في المجال التربوي وقعها عن الجانب الكوري نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير التربية لي جون سك.
حضر المباحثات من الجانب الكويتي أعضاء الوفد الرسمي المرافق لسموه وحضرها عن الجانب الكوري عدد من الوزراء وكبار المسؤولين في القطاعات الاقتصادية والتجارية.
هذا وأقام ورئيس وزراء جمهورية كوريا الجنوبية هوانغ كيو آن مأدبة غداء رسمية على شرف سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق.