• نوفمبر 23, 2024 - 12:19 مساءً

سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني السادس والأربعين في ظل الإعداد لاستراتيجية «عُمان 2040

باعتزاز وفخر كبيرين وبشعور عميق بالثقة وبعزم لا يلين تحتفل سلطنة عُمان بالعيد الوطني السادس والأربعين، حيث تواصل مسيرة النهضة العُمانية الحديثة انطلاقها لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار لسلطنة عُمان الشقيقة في كل المجالات في ظل القيادة الحكيمة للسلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان.
وإذ يشكل الثامن عشر من نوفمبر يوما تاريخيا فارقا في حياة عُمان دولة وشعبا ومجتمعا، حيث تنطلق عُمان مفعمة بحكمة القيادة وبُعد نظرها وبخبرة التاريخ العريق نحو استعادة مكانتها البارزة وإسهامها الإيجابي والملموس في كل ما يعود بالخير والسلام على شعبها وكل الشعوب الشقيقة والصديقة من حولها، فإن يوم الثامن عشر من نوفمبر يحمل لكل أبناء عُمان معاني ودلالات ومشاعر فيّاضة تتجه نحو سلطان عُمان، حيث تحيط به القلوب وأفئدة أبناء وطنه عرفانا وحبا وولاء وشعورا أيضا بحجم وقيمة وأهمية ما يقوم به السلطان قابوس بن سعيد ليس فقط كرُبّان ماهر لسفينة عُمان، ولكن أيضا كصاحب رسالة للنهوض ببلاده ومواطنيه وتحقيق تطلعاتهم في كل المجالات برغم كل الظروف الإقليمية والدولية التي تحيط بالمنطقة.
وإذا كانت الشعوب تتخذ من أعيادها الوطنية وقفة تستعرض فيها منجزاتها وتشحذ هممها وتعيد النظر في بعض جوانب مسيرتها إذا كان ذلك ضروريا، فإن الشعب العُماني يقف في هذه المناسبة الوطنية، مؤكدا استعداده للتضحية بالغالي والنفيس فداء لوطنه وحماية لمنجزاته وسيرا خلف قيادة سلطانه لتحقيق الأهداف والأولويات التي يحددها قائد مسيرته.

متابعة حثيثة
ويتابع السلطان قابوس بن سعيد سلطان مسيرة التنمية الشاملة في بلاده وما قامت به الحكومة وباقي مؤسسات الدولة من جهود مقدرة فقد أكد على أهمية الاستمرار في الحفاظ على الجوانب الحياتية للمواطنين وما يقدم لهم من خدمات، وضرورة الإسراع في وضع الخطط الكفيلة بتحقيق التنويع الاقتصادي واستكمال المشاريع الكبرى ذات النفع العام وجذب المزيد من الاستثمارات لعُمان وتفعيل الشراكة مع القطاع الخاص ومواصلة العمل لتشجيع إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في ظل ما يتوفر لها من مقومات مؤسسية ومالية.
وتضع حكومة سلطنة عُمان وكل مؤسسات الدولة فيها هذه التوجيهات من السلطان قابوس كدليل عمل وخطة طريق تعمل على تحقيقها مع بذل كل الجهود الممكنة من أجل إحلال الامن والاستقرار والوئام في المنطقة ودعم كل جهد مخلص لتحقيق السلام عبر الحوار وبالوسائل السلمية وبما يحقق المصالح المشتركة لجميع شعوبها ويمكنها في ذات الوقت من حشد طاقاتها لبناء حياتها على النحو الذي تريده هذه الشعوب دون تدخل في شؤونها على أي نحو.
وبينما تركز خطة التنمية الخمسية التاسعة (2016 -2020) على الاهتمام بالجوانب الاجتماعية والحفاظ على مستويات الدخل الحقيقية للمواطنين والعمل على زيادتها مع إعطاء دفعة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة وللتنمية البشرية والانتهاء من المشروعات الكبيرة في القطاعات المختلفة لتعزز القدرات الإنتاجية للاقتصاد الوطني، فإنه يجري كذلك الاعداد لاستراتيجية «عُمان 2040»، وهو ما يقوم المجلس الأعلى للتخطيط «اللجنة الرئيسية لاستراتيجية التنمية العُمانية «عُمان 2040» بالعمل على إنجازه بالتعاون مع مؤسسات الدولة الأخرى مع مراعاة إعطاء دفعة كبيرة لتنويع مصادر الدخل وزيادة دور القطاع الخاص والاهتمام بمشروعات الطاقة المتجددة خاصة الرياح والطاقة الشمسية والحد من الاعتماد على النفط كمصدر أساسي للدخل، وكذلك تنشيط قطاعات الصناعة والنقل والخدمات اللوجستية والسياحة والزراعة والثروة السمكية والاتصالات للاستفادة من الموقع المتميز للسلطنة وتحويلها إلى مركز لوجستي إقليمي يربط بين المنطقة والعالم من ناحية واستثمار الموارد المتاحة في السلطنة مادية وتراثية وعصرية لخدمة الاقتصاد العُماني وتحقيق حياة أفضل للمواطنين من ناحية ثانية.

ديموقراطية مثمرة
ومن خلال مجلس الدولة الذي يعيّن السلطان قابوس بن سعيد أعضاءه من بين أفضل الخبرات العُمانية ومجلس الشورى الذي ينتخب المواطنون ممثلي ولاياتهم فيه يتاح للمواطن العُماني.
حق المشاركة الفعلية في عملية صنع القرار في سلطنة عُمان وبحكم الاختصاصات والدور الذي يقوم به مجلس عُمان بجناحيه (الشورى والدولة) بالتعاون مع مجلس الوزراء ومع مؤسسات الدولة الأخرى أيضا.

سياسة خارجية ناجحة
وإذا كان الانجازان السابق الاشارة إليهما وهما إعداد خطة التنمية الخمسية التاسعة وانتخابات الفترة الثامنة لمجلس الشورى يرتبطان بالأداء والانجاز على الصعيد الداخلي، فإن الانجاز الثالث ذا الملامح الخاصة والمميزة يرتبط بالسياسة العُمانية الخارجية وبتحركات سلطنة عُمان النشطة إقليميا ودوليا؛ نظرا لما تتمتع به من علاقات طيبة ووطيدة مع مختلف القوى والأطراف الاقليمية والدولية من ناحية ونظرا أيضا لأن سلطنة عُمان أعلنت وبشكل واضح وعلني شفاف أنها دولة سلام وأنها تحرص وتسعى بكل السبل إلى تحقيق السلام والوئام لدول وشعوب المنطقة وحل المشكلات بالطرق السلمية وعبر الحوار الإيجابي لتحقيق التقارب بين مختلف الأطراف من ناحية ثانية.
ولأن سلطنة عُمان تؤمن بشكل عميق بأهمية وضرورة تحقيق السلام والأمن والاستقرار كشرط لتحقيق التنمية والرخاء، ولأنها تحظى بالمصداقية لدى الدول الأخرى؛ لأن مواقفها وسياساتها اتسقت والتزمت دوما مع مبادئها وما فعلته فإن مما له دلالة عميقة أن احتفالات العيد الوطني السادس والأربعين تتزامن مع تقدير واسع ورفيع لجهود السلطنة الطيبة بالنسبة للعديد من القضايا الدولية والاقليمية، فإلى جانب التوصل لاتفاق نهائي بين إيران ومجموعة (5+1) حول البرنامج النووي الايراني في 14/‏7/‏2015م، وهو ما ارتكز في الواقع على الدور الذي قامت به سلطنة عُمان التي استضافت لقاءات اميركية ايرانية، ولقاءات بين إيران ومجموعة (5+1) في سبتمبر ونوفمبر عام 2014م على التوالي فإن عُمان تضطلع بجهد ايجابي وبناء سواء فيما يتصل بالعمل على وقف القتال في اليمن واستئناف المفاوضات بين الاطراف اليمنية تمهيدا لاستعادة الأمن إلى ربوع الجمهورية اليمنية الشقيقة.
كما أن المساعي الحميدة لعُمان فيما يتصل بالتطورات في سورية استمرت على مدى الأشهر الماضية، إذ قام الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بزيارة العاصمة السورية دمشق ولقاء الرئيس بشار الأسد.
كما قام وفد من المعارضة السورية بزيارة عُمان الشهر الماضي وأجرى الرئيس الروسي بوتين اتصالا هاتفيا مع السلطان قابوس بن سعيد.
تجدر الإشارة إلى أن سلطنة عُمان تقوم بمساعيها بتجرد وبرغبة صادقة في تحقيق السلام والأمن لشعوب المنطقة وبعيدا عن أية استفادة ذاتية أو أجندة خاصة وهو ما أكسبها مزيدا من ثقة واحترام كل الاطراف في المنطقة وخارجها.
وإذا كانت احتفالات العيد الوطني السادس والاربعين تتم في ظل هذا الزخم الوطني وبرعاية من السلطان قابوس بن سعيد فإن مما له دلالة عميقة انه بالرغم من الانخفاض الشديد في أسعار النفط في الاسواق العالمية منذ منتصف العام الماضي 2014م وانخفاض الايرادات العامة للدولة بأكثر من 36 في المائة خلال الاشهر الماضية، فإن الحكومة العُمانية تسعى جاهدة من أجل استيعاب هذا الانخفاض الشديد في الايرادات من خلال خطوات وسبل متعددة مع الحرص على عدم المساس بالخدمات الاساسية التي تقدمها للمواطن العُماني مع العمل على تعزيز الايرادات المالية للدولة وخفض الانفاق الحكومي وزيادة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الاجمالي وهو ما بدأت نتائجه تتضح بالفعل خلال الاشهر الماضية، حيث أكد السلطان على الاستمرار في الاجراءات الاحترازية.
جدير بالذكر انه في حين تسعى حكومة السلطان قابوس إلى تطوير النظم الادارية في الدولة العُمانية بما يتمشى مع متطلبات المرحلة الراهنة بما في ذلك وضع نظام لقياس مستوى جودة الخدمات الحكومية والاسراع في التحول إلى الحكومة الالكترونية، فإن مجلس الوزراء في سلطنة عُمان كلف المجلس الأعلى للتخطيط في عُمان بمراجعة آليات وبرامج الاستراتيجية الوطنية للقطاع اللوجستي في إطار الرؤية المستقبلية للاقتصاد العُماني.
بالإضافة إلى حثّ الجهات المعنية على الاسراع في استكمال الحزم المتبقية من المشاريع الرئيسية في منطقة الدقم الاستراتيجية ودفع عجلة التنمية العمرانية أو التنمية المستدامة تحقيقا لصالح الوطن والمواطن في الحاضر والمستقبل أيضا.

سرعة انجاز
وفي الوقت الذي أدت فيه الجهود المبذولة إلى تحسين ترتيب سلطنة عُمان بين دول العالم بالنسبة لسرعة انجاز الأعمال، حيث جاءت بالمرتبة الثانية على الصعيد العربي والمرتبة الثانية والعشرين على المستوى الدولي من بين 158 دولة شملها التقرير الثالث لمستوى السعادة حول العالم لعام 2015م وهو التقرير الذي اصدرته شبكة حلول التطوير المستدامة التابعة للأمم المتحدة، حققت السلطنة ايضا المرتبة السابعة عالميا وفق مؤشر جودة الحياة لعام 2015، حسب قاعدة البيانات الدولية الالكترونية «نمبيو» ونشرته صحيفة الاندبندانت البريطانية على موقعها الالكتروني.
ونظرا لأنه من المعروف أن تلك المؤشرات ترتبط بمجموعة كبيرة من العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبمستويات الرعاية الصحية والاجتماعية والشعور بتحقيق الذات والنظرة المستقبلية للأفراد في الدول المختلفة، فإنه ليس مصادفة ان تحقق سلطنة عُمان هذه النتائج المبهجة كثمرة من ثمار الرعاية التي يوليها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان للمواطن وللمجتمع العُماني ككل على امتداد الاعوام الخمسة والاربعين الماضية.

Read Previous

السيسي هنأ ترامب: نتطلع لروح جديدة في العلاقات

Read Next

محمد بن زايد: علاقة مصر والخليج ركيزة لاستقرار المنطقة

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x