الخليج 
بعد غياب 24 عاما، زار محافظ جنوب سيناء في مصر اللواء أ.ح. خالد فودة الكويت منذ ايام، والذي شارك في حرب تحريرها في العام 1991 ضمن القوات المصرية، وذلك لتقديم الشكر لسمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد والكويت على موقفها الداعم لمصر بعد ثورة 30 يونيو وحتى الآن.
وبحث اللواء فودة مع وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله، ورئيس غرفة التجارة والصناعة وكبار المستثمرين المشاركة الفعالة المؤتمر الاقتصادي الذي تحتضنه مدينة شرم الشيخ الواقعة ضمن نطاق محافظته، وقال: لقد رحبوا جميعا بحضوره وننتظرهم في مدينة السلام.
واكد فودة ان محافظة جنوب سيناء تتمتع يفرص استثمار هائلة من خلال مشروعات تتعدى الـ100 مليار جنيه من صناعة وموانئ وسياحة وغيرها.
وابدى اللواء فودة الاستعداد لتقديم كل التسهيلات للمستثمرين، وشرح عوائد هذه الاستثمارات الضخمة في محافظة جنوب سيناء التي اعدت ملفا بالمشروعات لعرضه على رجال الاعمال في المؤتمر الاقتصادي. وطمأن المحافظ المستثمرين على استتباب الامن في محافظة جنوب سيناء، قبل واثناء وبعد مؤتمر شرم الشيخ.. جاء ذلك في حوار سابق مع الزميلة «السياسة» وهنا بعض تفاصيله:
< ما اسباب زيارتكم إلى الكويت؟
ـ هذه الزيارة هي تلبية لدعوة محافظ الجهراء الفريق م. فهد الامير عن طريق مجلس الوزراء، وقد سارعت بقبولها لثلاثة اسباب، اولها رغبتي في مشاهدة الكويت الان بعد نحو 24 عاما من تواجدي فيها كعسكري اثناء مشاركتي في حرب التحرير عام 1991 ضمن القوات المصرية، كما انها زيارة شكر للكويت لوقوفها إلى جانب مصر، وكان سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد من اوائل القادة الذين دعموا ثورة 30 يونيو ووقف بجانبها بكل قوة، ودعمت الكويت مصر ماديا وبتروليا، وبالتالي زيارتي هي رسالة شكر وتقدير لسمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد وللشعب الكويتي الشقيق.
أما الأمر الثالث فهو رسالة دعم للاقتصاد المصري، حيث ان مدينة شرم الشيخ التابعة لمحافظة جنوب سيناء الحاضنة للمؤتمر الاقتصادي الذي سيعقد من 13 إلى 15 مارس المقبل، ومن واجبي المشاركة بالدعاية لهذا المؤتمر الدولي وتقديم الدعوات للمستثمرين لحضوره، وبالفعل قابلت الكثير من المستثمرين ورجال الاعمال خلال هذه الزيارة وتحدثت معهم عن المؤتمر، ومنهم رئيس مجلس الامة السابق جاسم الخرافي، ورئيس غرفة التجارة والصناعة علي الغانم ورجال الاعمال محمد الشايع وغيرهم، وبصراحة تامة كلهم يرغبون في حضور المؤتمر لدعم الاقتصاد المصري.
< ما المشروعات الخاصة بمحافظة جنوب سيناء التي ستعرض على المستثمرين في المؤتمر الاقتصادي؟
ـ كثيرة ومتعددة ومتنوعة مثل مارينا لليخوت، ومدينة مليونية في مساحة 29 ألف فدان على الطريق بين مدينتي رأس محمد والطور، وقرية أولمبية كبيرة، بالاضافة إلى مجمع كبير للسياحة والتسوق على غرار الافنيوز الذي زرته وسعدت بما شاهدته، وقاعات للمؤتمرات الدولية الضخمة بجانب القاعة الحالية التي سيعقد فيها المؤتمر الاقتصادي.
كما نمتلك سياحة الشواطئ والغوص والسياحة الدينية في سانت كاترين، والعلاجية (حمام موسى وحمام فرعون) و5 محميات وهذه كلها تشكل فرصا استثمارية كبيرة للمستثمرين الكويتيين.
وأؤكد ان محافظة جنوب سيناء صاعدة وواعدة فيها فرص استثمارية هائلة ونرحب بالمستثمرين ومكتبي مفتوح دائما لهم، وسيكون تواجدي بشكل دائم في المؤتمر الاقتصادي للتواصل مع رجال الاعمال من اجل التنمية في سيناء.
< ما حجم الاستثمار المستهدف من المؤتمر الاقتصادي المقبل؟
ـ لدينا مشروعات تتعدى الـ 100 مليار جنيه من خلال استثمارات ضخمة، وقد جهزنا ملفا بالمشروعات العملاقة المطلوبة سلمناه إلى رئيس مجلس الوزراء ووزراء التعاون الدولي والاستثمار والتخطيط، ويتم حاليا التفكير في اقامة جلسات اثناء عقد المؤتمر الدولي لشرح فرص الاستثمار الموجودة في محافظة جنوب سيناء.
استعدادات غير مسبوقة
< كيف استعدت مدينة شرم الشيخ لعقد المؤتمر؟
ـ بدأنا منذ فترة في الاستعداد لعقد المؤتمر الاقتصادي، فعلى صعيد مدينة شرم الشيخ تم توسعة واعادة تخطيط الشوارع من حارتين إلى 3 حارات، مع تشجيرها، واستخدام الطاقة الشمسية في انارة اعمدة الكهرباء بطول 16 كيلومترا وتخطيط ميدان المطار بعمل فني عبارة عن تحفة رائعة بكلفة اكثر من 20 مليون جنيه وسيكون مفاجأة لزوار شرم الشيخ عند افتتاحه قريبا، بالاضافة إلى اعمال فنية وشاشات مضيئة في جميع الاماكن، وغير ذلك من التجهيزات.
وبجانب اهمية المؤتمر الاقتصادي، نريد ان يرى ويحمل كل مشارك فيه الصورة الحديثة لمدينة السلام بثوبها الجديد، ويكون بمثابة دعاية سياحية لمصر في الخارج.
إجراءات أمنية مكثفة
< وماذا عن الناحية الأمنية؟
ـ في البداية أؤكد أننا نأخذ كل التحذيرات التي توجه إلى المنطقة على محمل الجد، ونؤمن مدينة شرم الشيخ بكاميرات تلفزيونية بكلفة 30 مليون جنيه، وتتحكم غرفة العمليات في هذه الكاميرات طوال الـ 24 ساعة من قبل متخصصين لمراقبة كل ما يدور داخل المدينة.
كذلك نؤمن المدينة من جميع الاتجاهات سواء من البحر عن طريق حرس الحدود والقوات البحرية، ومن الناحية المطلة على الجبل ايضا بحيث لا تستطيع اي سيارة تأتي من الجبل ان تدخل المدينة الا من خلال اماكن محددة تقف فيها الشرطة باسلحتها فضلا عن وجود ابراج عليها كاميرات لكشف كل من يأتي من الصحراء، بالاضافة إلى الكمائن المتحركة والثابتة دخال المدينة.
هذا بالاضافة إلى انه لن يسمح لاي احد بدخول المدينة الا بعد ابراز البطاقة الامنية التي تصرف للعاملين في شرم الشيخ بعد التدقيق الأمني المسبق لكل عامل قبل منحه هذه البطاقة.
كما تم تأمين الجبال من قبل القوات المسلحة المسؤولة ايضا على الفاصل بين شمال وجنوب سيناء.
وأثناء انعقاد المؤتمر ستوجد دوائر اخرى من المخابرات والحرس الجمهوري ورئاسة الجمهورية لدعم اجراءات التأمين بصورة غير مسبوقة وبالتالي اؤكد ان الوضع الامني جيد تماما وفيه دعم من جميع الجهات حيث ستكون شرم الشيخ مؤمنة قبل واثناء وبعد المؤتمر.
