إلى شرم الشيخ نعود مجددا، لمتابعة اجتماعات مؤتمر القمة العربي، بعد أقل من أسبوعين على وجودنا فيها للمشاركة في فعاليات المؤتمر الاقتصادي العالمي الذي نظمته مصر، وحقق من النتائج ما فاق توقعات الكثيرين، وسجل عودة قوية للحضور المصري إقليميا ودوليا.
ويبدو مؤتمر القمة العربية غير منفصل عن سابقه الاقتصادي، فإذا كان هدف هذا الأخير هو دعم الاقتصاد المصري، فإن في طليعة أهداف القمة العربية التصدي لقضايا الأمن القومي العربي، ومحاربة التنظيمات الإرهابية التي تمددت في المنطقة، وباتت تنذر بخطر كبير يهدد كل أشكال وصور التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، وسيجد القادة العرب أنفسهم مطالبين باتخاذ إجراءات حاسمة إزاء هذه المخاطر قبل استفحالها، ووصولها إلى مرحلة يستحيل معها الحسم والمعالجة.
هناك إذن تواصل وتكامل بين ما تم إنجازه في القمة الاقتصادية، وما ينتظر إنجازه في القمة العربية، ومثلما أدار الرئيس عبدالفتاح السيسي المؤتمر الاقتصادي العالمي باقتدار شديد، شهد به كل من شارك في هذا المؤتمر من قادة ومسؤولين كبار واقتصاديين ورجال أعمال وإعلاميين، فإن الآمال معلقة عليه بأن يدير القمة العربية بالاقتدار ذاته، وأن يثبت للجميع أن مصر هي جامعة العرب، وحاضنة العروبة، وقاطرة القومية العربية القادرة على أن تقودها في الاتجاه الصحيح.
نعم يأمل الجميع أن تكون هذه القمة موحدة للأمة العربية، وجامعة لشتاتها، ومحققة لأحلامها، ومنقذة لها من التردي في بئر الانقسامات والانكسارات، وحائط صد منيع ضد كل المحاولات التي تستهدف أمنها واستقرارها، وتنذر بتحويل دولها إلى دويلات متناثرة منقسمة، يحارب بعضها بعضا. قادمون لك إذن يا شرم الشيخ من جديد، يحدونا الأمل بأنك مثلما نجحت في الاقتصاد، ستنجحين في السياسة، وستأخذين بيد أمتك إلى الخير والأمن والسلام.