ليس من المصادفة أبدا أن تحتضن السلطنة المنتدى الدولي الأول «المرأة والتحولات النفسية في الإعلام»، وهو المنتدى الذي عقدت فعالياته على مدى 3 أيام في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض بمشاركة عدد كبير من المشاركات ونحو 20 متحدثا ومتحدثة من الدول العربية الشقيقة، وذلك تحت شعار «كوني واعية بصحتك النفسية، وهو الذي تم تنظيمه من جانب «هيئة المرأة العالمية للتنمية والسلام في الشرق الأوسط» بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية في السلطنة.
وفي الوقت الذي سلطت فيه أوراق العمل التي طرحت خلال الجلسات المختلفة والمناقشات والمداخلات التي دارت حولها الكثير من الضوء على أهمية وضرورة العناية الصحيحة والمستمرة بالاحتياجات النفسية للمرأة، وبطبيعة تلك الاحتياجات في المراحل العمرية المختلفة؛ للحفاظ على صحة المرأة، وتمكينها أيضا من القيام بدورها الأسري والاجتماعي والتنموي كذلك، وهو دور بالغ الأهمية في مجتمعاتنا العربية فإن المؤتمر ومناقشاته وتوصياته تطرقت كذلك إلى أهمية وتأثير الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام المختلفة مقروءة ومسموعة ومرئية ووسائل الإعلام الجديدة في هذا المجال، وخاصة على صعيد توعية المرأة والمجتمع ككل بأهمية وقيمة العناية باحتياجات المرأة النفسية، بالنسبة للمرأة وللأسرة وللمجتمع ككل أيضا، ومن جوانب متعددة في الواقع.
وبينما أعلنت رئيسة «هيئة المرأة العالمية للتنمية والسلام في الشرق الأوسط» عن إطلاق أول صندوق دولي لدعم المرأة العربية، ومقره في السلطنة، كثمرة من ثمار المنتدى، فإن جلسات ومناقشات المنتدى، وما صاحب ذلك من اطلاع المشاركات والمشاركين في المنتدى على بعض الجوانب والنجاحات التي حققتها المرأة العُمانية، في ظل مسيرة النهضة العُمانية الحديثة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- تشير بوضوح إلى المدى الذي حققته ووصلت إليه المرأة العُمانية، والاهتمام السامي الكبير والمبكر بالعناية بالمرأة العُمانية، وبتمكينها من القيام بدورها الحيوي في المجتمع، أسريا وتنمويا في مختلف المجالات، باعتبارها نصف طاقة المجتمع البشرية، وأحد جناحين لا يحلق الوطن إلا بهما معا، كما أشار إلى ذلك جلالة السلطان المفدى -أعزه الله-
وانطلاقا من هذه الرؤية والإدراك الحضاري لأهمية وقيمة الدور الذي تقوم به المرأة في المجتمع فإن المرأة العُمانية استطاعت أن تشق طريقها بنجاح، ليس فقط للعمل في مختلف المجالات، بما في ذلك الادعاء العام وشرطة عُمان السلطانية وقوات السلطان المسلحة، وفي مختلف الوظائف في الجهاز الإداري للدولة، بما في ذلك مناصب الوزيرة ووكيلة الوزارة والسفيرة وعضوة مجلس الإدارة وصاحبة العمل، وعضوية مجلس الدولة الذي يعين جلالته أعضاءه.
هذا إلى جانب ممارسة حقوقها في الانتخاب والترشح لعضوية مجلس الشورى والمجالس البلدية في المحافظات. بل وتحديد يوم 17 أكتوبر من كل عام كيوم للمرأة العُمانية، وهو ما تعتز به المرأة العُمانية والمجتمع ككل.