جدد نائب وزير الخارجية خالد الجار الله اشادته بالتعاون الإيجابي للسلطات الإيرانية وتفهمها لوضع المحتجز الكويتي فالح العازمي، لافتا إلى أن حلول ذكرى عاشوراء كانت السبب في تأخر التحقيقات، موضحا أن الوقت والظروف أضحت مهيأة لإطلاق سراحه.
وعن الجديد في ملف الأزمة الخليجية بعد دعوة الأمين العام للأمم المتحدة الأطراف المتنازعة إلى ضرورة الإسراع في إيجاد حلول لها، فضلا عن إعلان دعمه للوساطة الكويتية، ثمن الجار الله ـ في تصريحات للصحافيين على هامش مشاركته في الحفل الذي اقامته السفارة الألمانية بمناسبة العيد الوطني ـ دعم الأمين العام للأمم المتحدة وتأييده لجهود الكويت في احتواء الخلاف الخليجي، لافتا إلى أن التحرك الكويتي اضحى استحقاقا دوليا يحظى بتأييد مختلف دول العالم، مضيفا ان ثقتنا كبيرة في قدرة صاحب السمو الأمير على احتواء هذا الخلاف، ونحن متفائلون ونتطلع إلى طي صفحته في اقرب وقت ممكن.
وردا على سؤال حول تسلم الكويت طلبا من الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي لإيقاف اجتماعات اللجان بسبب الأزمة الخليجية، قال انه لم يصلنا اي طلبات بهذا الصدد، لكن الاجتماعات متوقفة حاليا وجزء كبير من أسباب هذا التوقف يرجع إلى الخلاف الخليجي، مع احتمال وجود اعتبارات أخرى لدى الأمانة العامة.
لافتا إلى ان الكويت مستعدة لاستضافة القمة الخليجية في ديسمبر المقبل، متمنيا ان يتم عقدها في موعدها.
وعن انتقادات عدد من المنظمات الدولية لقضية البدون الذي أقدم على حرق نفسه مؤخرا وما اذا تسلمت الكويت أي منها، قال ان الكويت لديها سجل حافل في تقدير فئة غير محددي الجنسية في المجتمع الكويتي وهناك تعاط وتعامل إيجابي وحضاري معهم ولديهم امتيازات تقدم لهم تم عرضها في لجان حقوق الانسان، لافتا إلى أنه سيتم التأكيد على هذه الخطوات في أي مراجعات مستقبلية لتوضيح ما اتخذ من قبل الحكومة الكويتية في هذا الملف، نافيا تسلم الكويت اي شكاوى او انتقادات من قبل المنظمات الحقوقية الدولية بهذا الشأن، لافتا إلى ان الكويت على تواصل مستمر مع هذه المنظمات وهم يزورون البلاد دائما ويقابلون رئيس الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية صالح الفضالة ويطلعهم على الخدمات التي تقدم لهذه الفئة من قبل الدولة.
وتحدث الجارالله عن الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى روسيا، مؤكدا أننا ننظر إلى هذه الزيارة بتفاؤل وأمل، موضحا انها زيارة تاريخية كونها أول زيارة لملك سعودي إلى روسيا واعتقد أنها زيارة ستدفع بالعلاقات بين المملكة وروسيا نحو آفاق رحبة والى ما يخدم مصلحة البلدين، كما انها إضافة مهمة لمستقبل العلاقات بين البلدين وعاملا مهما جدا في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة، ونرجو لخادم الحرمين زيارة موفقة، مشيرا إلى أن الزيارة تأتي في إطار تحقيق رؤية المملكة 2030 بكل ما تمثله من أبعاد اقتصادية مستقبلية، وسيكون لهذه الزيارة التاريخية ثقل سياسي واقتصادي وآثار إيجابية على الأمن والازدهار في المنطقة والعالم.
وعن المصالحة الفلسطينية، قال: نحن سعداء جدا بما تحقق من مصالحة بين الأشقاء في فلسطين، واصفا زيارة رئيس وزراء فلسطين إلى غزة حيث التقى إخوانه من حماس واجتماعه مهم في غزة زيارة تاريخية، وهي بداية عمل مشترك بين الجانبين وتعد مؤشرا إيجابيا سينعكس على القضية الفلسطينية، مشيرا إلى موقف الكويت الثابت ومساندتها للحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية في ضوء قرارات الشرعية الدولية، ودعمها لخارطة الطريق والمبادرة العربية وحل الدولتين، بدولة فلسطينية وعاصمتها القدس.
وأشاد الجار الله بالموقف والتحرك المصري بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي وسعيه لإتمام المصالحة بما يعبر عن تفهمه وإدراكه لأبعاد هذه المصالحة وانعكاساتها الإيجابية.
وعن آخر أخبار ملف إعفاء الكويت من تأشيرة الشنغن، قال ان الكويت أكملت استحقاقها بإصدار جواز السفر الالكتروني وبالتالي تظل الاستحقاقات من الجانب الأوروبي والتي تسير بصورة بطيئة ولكنها تتحرك.
وحول تسلم الوزارة أي احتجاجات من قبل بعض السفارات العربية والأجنبية لدى البلاد بشأن اتخاذ قرار الابعاد الفوري بحق مواطنيها، قال إننا لم نسمع بهذه الاحتجاجات.
وفيما يخص اجتماع جنيف، أوضح الجار الله أن الهدف منه كان تمديد المفاوضات المتعلقة بدراسة خيارات إغلاق ملف التعويضات العراقية بتسديد المبلغ المتبقي، لافتا إلى أن سكرتارية لجنة التعويضات اطلعت على طلبات الكويت والعراق، وبالفعل وافقت على تمديد المفاوضات لمدة شهرين، قائلا: «نحن على ثقة بأننا سنصل مع الأشقاء في العراق إلى تصور مشترك بشأن مستقبل تسديد مبلغ 4.6 مليارات دولار قيمة المستحقات الكويتية عند العراق».
مضيفا أن هناك خيارات متعلقة بالاستثمار أو تخفيض نسبة التعويضات، معربا عن ثقته في التوصل إلى حوار مشترك يحقق مصلحة الطرفين.
وبالعودة إلى المناسبة، فقد وصف نائب وزير الخارجية خالد الجار الله العلاقات الكويتية ـ الألمانية بأنها علاقات تاريخية ممتدة ومتميزة، لافتا إلى أن القيادة السياسية لكلا البلدين حريصة على تعزيز العلاقات في كل المجالات.
وأضاف ان الاستثمارات الكويتية في ألمانيا تزيد على 30 مليار يور وجزء منها يخص الهيئة العامة للاستثمار وجزء كبير منها متعلق بالقطاع الخاص الكويتي، مبينا أن كل هذه الاستثمارات تكشف حجم ومدى قوة هذه العلاقة، علاوة على التعاون في المجالات الأمنية والعسكرية والبيئية والطبية.
من جهته، أكد السفير الألماني كارلفريد بيرغنير أن الكويت لها قوة تأثير كبيرة في المجتمع الدولي بالذات في المساعدات الإنسانية والوساطات لحل الأزمات بين دول المنطقة، لذلك لا نستغرب حصول صاحب السمو الأمير على لقب قائد العمل الإنساني واختيار الكويت لمقعد غير دائم في مجلس الأمن.
وذكر ان التعاون الألماني – الكويتي يشمل جميع المجالات، حيث انهما من كبار الدول المتبرعة للاجئين، بالإضافة إلى وجود اتفاق بين البلدين على معظم القضايا العالمية، مثل التغير المناخي والهجرة والإرهاب، والتي لا يمكنها أن تحل الا من خلال التعاون الدولي.