• نوفمبر 23, 2024 - 2:04 مساءً

مصر تستعيد ريادتها ونهضتها

بالرغم من كل مشاغلها الداخلية، واهتمامها بإعادة دوران عجلة البناء والتنمية، وتنشيط الاقتصاد، وتشجيع الاستثمار والسياحة، وهو ما نجحت فيه بالفعل، وقطعت فيه شوطا كبيرا ومهما، فإن مصر لم تنس، ولا يمكن أن تنسى، دورها تجاه أمتها العربية، وهو الدور الرائد، الذي إن لم تقم به فإن أحدا لا يستطيع أن يملأ فراغها، أو يقوم بدورها نيابة عنها.
وليس أدل على ذلك من أن الخلاف بين حركتي «فتح» و«حماس» الفلسطينيتين، ظل مشتعلا سنوات طويلة، ولم تفلح كل المحاولات التي بذلت، والاجتماعات التي عقدت، في إطفاء نار الفرقة بينهما، ودفعهما لتوحيد صفوفهما، حتى رمت مصر بثقلها في هذا الاتجاه، وتمكنت من أن تجمع الفرقاء الفلسطينيين في القاهرة، وتقنعهم بضرورة تجاوز خلافاتهم، وأن يتحملوا مسؤوليتهم التاريخية أمام شعبهم وأمتهم، ويدركوا جيدا أن القضية الفلسطينية تواجه أكبر خطر في تاريخها، خصوصا مع هذا الزحف الإسرائيلي على ما تبقى من أراضي فلسطين، وإقامة المستوطنات فيها، حتى يأتي يوم يصبح فيه من المستحيل إقامة دولة فلسطينية، في ظل تقطيع جسد هذه الدولة، وتمزيقه دون هوادة. وهكذا تحقق ما كان بالأمس القريب حلما، وجاء «اتفاق القاهرة» لينهي الخلاف بين الأشقاء الفلسطينيين، وليرسم «خارطة طريق» لمستقبل العمل الفلسطيني الجاد، لتحقيق تطلعات وآمال هذا الشعب الصابر المكافح .
هذا الإنجاز العربي الكبير الذي حققته مصر، تزامن مع إنجاز كبير آخر حققته مصر، عبر تدشين العاصمة الإدارية الجديدة، والتي تفتح لمصر عهدا جديدا من النمو والازدهار، والقدرة على استقطاب الاستثمارات العربية والأجنبية، وتشكل في الوقت نفسه نقلة كبرى على طريق الإنجازات العمرانية والتنموية، نقلة سيتوقف التاريخ أمامها طويلا، كما قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ليسجل للشعب المصري أنه اتخذ قراره الصائب والدقيق، بالخروج من شرنقة العاصمة الأساسية والمدن التقليدية، واجترأ على أن يشق في قلب الصحراء نهرا للعمران والحياة، وأن يحول الحلم المصري القديم إلى حقيقة واقعة، ونعني به حلم الزحف العمراني على كل مناطق وأرجاء مصر، وليترجم بالفعل ما أشار إليه الرئيس السيسي، بأن من حق المصريين أن تكون لديهم عشرات المدن الجديدة، ليس فقط في القاهرة، ولكن أيضا في كل مناطق ومحافظات مصر على امتداد الوجهين البحري والقبلي.
هكذا إذن تمضي مصر في طريقها، تعمر في الداخل والخارج، وتؤسس مع عمران المباني والمنشآت، قيم ومرتكزات الأخوة العربية، وتقود المنطقة إلى الأمن والأمان والاستقرار، في استعادة تاريخية لدور مصر المتميز، والذي لا يغني عنه دور آخر، مهما واجهت مصر من أزمات ومعضلات، فهي قادرة دوما على أن تنهض وتمارس دورها المهم في المنطقة والعالم.

Read Previous

الأمير خليفة بن سلمان: نعتز بمستوى التعاون بين الكويت والبحرين

Read Next

السفير حيات: متابعة تنفيذ 40 اتفاقية ومذكرة مع الصين

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x