أكد سياسيون التقتهم «الخليج» أن عملية «عاصفة الحزم» حققت اهدافها في القضاء على التفوق العسكري لقوات الرئيس المخلوع على عبدالله صالح والحوثيين.
ودعوا إلى ايجاد حل سياسي مع الإبقاء على الخيار العسكري إذا ما تم التفكير مرة أخرى إلى الإضرار بأمن الخليج.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د. عبدالله الغانم ان «عاصفة الحزم» قامت في البداية للقضاء على التفوق العسكري الذي كان يتميز به علي عبدالله صالح وقواته والحوثيون وحققت «عاصفة الحزم» هذا الهدف من خلال ضرب مخازن الأسلحة، مشيرا إلى أن العملية العسكرية نجحت في ردع الإرهاب وإزالة التهديدات الموجهة لدولنا الخليجية وخاصة السعودية، وحققت معظم أهدافها وفرضت سيطرتها الجوية لقطع الطريق في وصول الأسلحة التي تصل إلى الحوثيين، وتمكنت من تدمير أسلحتهم الثقيلة التي يهددون بها أمن اليمن والمنطقة.
وأكد الغانم أن العمليات العسكرية التي قامت بها قوات التحالف كانت تهدف في البداية إلى تدمير الامكانات التي تتميز بها القوات الحوثية وقوات علي عبدالله صالح والتي بالفعل تم تقليصها بشكل كبير، بالإضافة إلى أنها قطعت كل الإمدادات التي كانت تأتى للحوثيين من هنا وهناك لذا تقلصت الحاجة إلى العمليات العسكرية، ولذا تم ايقافها وأصبحت هناك حاجة إلى أن يقوم اليمنيون بما يجب عليهم من خلال الحوار السياسي أو غيره من الأمور التي تسهم في عودة الاستقرار والشرعية الى اليمن.
وتابع الغانم: أصبحت الآن هناك حاجة إلى حل سياسي مع الإبقاء على الحل العسكري إذا ما تم التفكير مرة أخرى إلى الإضرار بأمن الخليج، فالآن الحل السياسي هو المطلوب على أرض الواقع، وهذا لا يعني التخلي عن الحل العسكري لكن يظل مطروحا للإبقاء على القدرة على تحجيم الحوثيين، مشيرا إلى أن عملية إعادة الأمل التي أعلنت عنها دول الخليج تهدف إلى الاسراع في إغاثة الشعب اليمني حتى لا ترتفع درجة السخط لدى بعض افراده، فبعض الضربات العسكرية لا بد ان تكون هناك مساعدات انسانية عاجلة.
فيما قال الكاتب الصحافي والاكاديمي د. عبدالحميد الصراف إن توقف عملية الحزم جاءت بعد تحقيق أهدافها المعلنة فقد كانت الاهداف التي قامت عليها العاصفة تتمثل في تحجيم قدرة الحوثيين وتدمير مخازن الأسلحة لديهم، لذلك قام التحالف خلال الضربات السابقة بهذا الأمر وتوقفت الحرب مرة أخرى حقنا لدماء المسلمين، وهو أمر مفرح أن نرى العاصفة قد توقفت للرجوع مرة أخرى إلى طاولة الحوار لحقن الدماء لأن عواقب الحروب دائما ما تكون وخيمة.
وأكد الصراف أن توقف «عاصفة الحزم» بعد تحقيق أهدافها كان مطلبا خصوصا وأن الحوثيين أبدوا موافقة على الحوار وان يوافقوا على الرئيس الشرعي هادي عبد ربه منصور مؤكدا أن المفاوضات هي الحل الامثل الآن لاي حوار ويبقي الآن مشروع إعادة الأمل الذي وعدت به دول الخليج من خلال التصريحات المتفرقة والتي هي عبارة عن مشروع «مارشال عربي» لإنقاذ اليمن فاليمن الآن في حاجة إلى إغاثات عاجلة من دول الخليج كما أنها في حاجة إلى حوار مجتمعي واسع للخروج من الأزمة السياسية التي تمر بها متمنيا أن يكون هناك تصالح بين الفرقاء في اليمن.
وأضاف الصراف أن الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة السياسية اليمنية والرهان اليوم على وعي الشعب اليمني والذي هو من يقرر أوضاعه الداخلية، داعيا الفرقاء في اليمن إلى الامتثال للحوار الوطني الشامل وفقا للمبادرة الخليجية، والاتفاق على حلول يمتثل لها الجميع من أجل عودة الاستقرار والأمن والأمان في اليمن وفي المنطقة ككل.
وأشاد ببدء عملية إعادة الأمل والتي تهدف إلى استئناف الحلول السياسية وحماية المدنيين ومكافحة الإرهاب وإعادة إعمار اليمن، وهذا جانب إنساني كبير فالمساعدات العاجلة سوف تساهم في حل الكثير من الأمور داخل اليمن وسوف نرى دور الكويت الإنساني من خلال تلك المساعدات وقد بدأتها جمعية الهلال الأحمر في بدء استقبال المساعدات إلى اليمنيين لرفع الهموم والعتب مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة الاستعداد لأي ضرر من الممكن ان يقع على دول الخليج.
من ناحيته قال المحامي والقانوني نواف الفزيع أن ما عرفناه كإعلاميين أن إيقاف عملية الحزم جاء بعد طلب الرئيس اليمني هادي عبد ربه منصور بعد اطلاعه على الانتصارات العسكرية التي تحققت من «عاصفة الحزم» على الأرض من خلال تدمير اليات عسكرية للحوثيين وتدمير مخازن للأسلحة بالإضافة إلى انسحاب أكثر من لواء كان يوالي الحوثيين ليوالي الجيش اليمني والذي يتبع الشرعية ممثلة بالرئيس هادي بالإضافة إلى أن هذا الانسحاب من اللواءات أعطى اطمئنانا كبيرا للقيادة اليمنية ما حدا بها إلى الطلب من قيادة التحالف وقف العملية العسكرية.
وتابع أن المرحلة القادمة ستكون مسؤولية الجيش اليمني من خلال استعادة العاصمة اليمنية صنعاء ونتمنى أن يجني الجيش اليمني ثمار «عاصفة الحزم» قريبا من خلال عودة العاصمة اليمنية إلى حضن الشرعية اليمنية حتى نستطيع أن نقوم أن «عاصفة الحزم» حققت أهدافها المطلوبة منها.
وأضاف الفزيع أن «إعادة الأمل» هو مشروع عربي أطلقوا عليه «مارشال عربي» لإعادة الروح واغاثة اليمنيين الذين تأثروا بهذه العاصفة فاليمنيون منذ أكثر من 35 عاما يعيشون تحت حكم المخلوع على عبدالله صالح وكانت تلك الحقبة من أسوأ الحقب على مستوى الخدمات المختلفة والبنية التحتية مؤكدا على ضرورة القيام بمؤتمر موسع لتوفير الدعم لليمنيين وهى بداية مرحلة لإعادة الوضع العربي بعدما عانت الكثير من الدول العربية في ظل ما سمي بالربيع العربي.