ودعت الكويت صباح اليوم فقيدها الكبير الرمز الوطني الدكتور أحمد الخطيب، الذي توفي مساء أمس بعد رحلة عطاء طويلة.
وجرت مراسم التشييع وسط حضور رسمي وشعبي كبير، بمشاركة رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم وسمو الشيخ ناصر المحمد ووزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد العبد الله، ونواب حاليين وسابقين، وعدد كبير من القيادات والمسؤولين.
وأكد سمو الشيخ ناصر المحمد أن الكويت فقدت بوفاة الرمز الوطني أحمد الخطيب أحد أبنائها الوطنيين.
وقال إن «الفقيد كان مخلصاً لوطنه، والكويت فقدت أحد الأبناء المخلصين لترابها».
يذكر أن الفقيد أحمد الخطيب أول دكتور حاصل على شهادة الطب البشري في تاريخ الكويت ، وهو نائب سابق في مجلس الأمة الكويتي ونائب رئيس المجلس التأسيسي الكويتي، وأحد كتبة الدستور الكويتي ، وأحد مؤسسي حركة القوميين العرب، ورئيس لجنة أطباء سمو لأمير دولة الكويت الراحل الشيخ عبد الله السالم الصباح.
ولد أحمد الخطيب في عام 1927، في منطقة الدهلة حيث يقع سوق واجف في مدينة الكويت، لمحمد الخطيب الذي أنجب ثلاثة أبناء، كان أحمد ثالث الثلاثة بعد جاسم وعقاب، والأخير أصبح فيما بعد من رواد الحركة المسرحية في الكويت.
بدأ أحمد الخطيب في سن السابعة من عمره دراسته، فسُجّل أول مرة في المدرسة المباركية، إلا إنه لم يمكث فيها سوى نصف يوم لينتقل منها إلى مدرسة العنجري التي كانت تُدرِّس على طريقة «الكتاتيب»، وقد تعلم الخطيب فيها القرآن ومبادئ القراءة والحساب.
ثم التحق في 1936 بالمدرسة الأحمدية وبعدها بعام بالمدرسة القبلية إلى أن عاد في عام 1938 إلى المدرسة المباركية التي بقي فيها لمدة ثلاث سنوات دراسية حيث تركها قبل أن ينهي السنة الأولى من الثانوية للسفر إلى بيروت في فبراير من عام 1942 لدراسة الطب في الجامعة الأمريكية·
بدأ الدراسة الجامعية في العام الدراسي 44/1945 ودرست ثماني سنوات منها أربعة سنوات لدراسة العلوم الطبية وأربع سنوات أخرى لنيل الدكتوراه وتخرجت عام 1952 بتخصص طب عام وجراحة وعمل مباشرة في المستشفى الأميري لمدة عام ونصف ثم ذهبت في دورة إلى لندن لمدة ستة أشهر لدراسة أمراض المناطق الحارة وعاد إلى الكويت عام 1954 وعمل بالمستشفى الأميري حتى عام 1957 حيث قدم استقالته وبدأت العمل في عيادته الخاصة
ترشح الفقيد لعضوية مجلس الأمة الكويتي في عام 1963م عن الدائرة الثامنة و حصل خلال ترشحه على 937 صوت وحصل على المركز الأول للانتخابات وفاز بتلك الانتخابات، ولكن في شهر ديسمبر لسنة 1965م قام الخطيب بتقديم استقالته من مجلس الأمة و ذلك نتيجة عمل المجلس لبعض القوانين الذي تقيض الحريات.
بعد ذلك شارك في انتخابات مجلس الأمة في عام 1967م عن الدائرة الثامنة أيضاً حيث حصل على عدد 235 من الأصوات وتراجع للمستوى السادس وخسر في الانتخابات، ولكنه في عام 1971م شارك مرة ثالثة في انتخابات مجلس الأمة في الدائرة الثامنة وقد حصل على عدد 769 صوت وعاد مرة أخرى إلى مركزه الأول وفاز بالانتخابات في هذا العام.
شارك في سنة 1975م وحصل على عدد 863 صوت عن الدائرة الثامنة و تراجع إلى المركز الثالث وفاز بالانتخابات في هذه السنة.
كما شارك في انتخابات مجلس الأمة الكويتي لعام 1981م وحصل على عدد 386 من الأصوات للدائرة التاسعة وخسر في تلك السنة الانتخابات، ثم بعد ذلك قام بالاشتراك في سنة 1985م عن الدائرة التاسعة أيضاً وحصل على 754 صوت وفاز بالمركز الثاني للانتخابات، ثم شارك في عام 1992م عن الدائرة التاسعة وحصل على عدد 886 صوت وفاز بالانتخابات.
يتميز الخطيب بشجاعته السياسية وعدم خوفه من الحديث بصراحة، حيث أشتهر بأنه لا يعرف ما يدعى بالخطوط الحمراء التي كان يتحدث عنها السياسين عند القاء خطبة أو ندوء.
فكان يجد الخطيب بأن ما يدعى بالخطوط الحمراء هي خطوط تعتبر وهمية ما يقوم بصنعها هو الواقع السياسي الذي تعيشه جميع الدول، بالإضافة إلى ما يوجد من الضغوطات الاجتماعية والمصالح الشخصية سواء أكانت تلك المصالح للفرد أو للعائلة.
أما عن الخطابات السياسية للدكتور أحمد الخطيب فكانت تعتمد على الكم المعرفي والتزويد بالمعلومات والخبرة سواء أكانت خبراته النضالية أو خبراته السياسية الكبيرة التي حصل عليها من خلال دراسته أو ترشحه لمجلس الأمة الكويتي عدة مرات، هذا بالإضافة إلى ما منحه الله له من كاريزما شخصية جعلته محبوب بين الكويتيون و العرب ايضاً.
وكان آخر ما كتبه الفقيد بمناسبة العيد الوطني وعيد التحرير «لنستذكر دور الشعب الكويتي وشهداء الكويت في الحفاظ والتمسك بهذا الوطن والدستور الذي التف عليه كل الشعب لعودة الشرعية للكويت.كل عام والكويت بخير».