اكتشف الباحثون في علم الوراثة، في معهد دسمان للسكري والذي أنشأته مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، أن هناك طفرة جينية واحدة تسبب مضاعفات كبيرة لثلاث عوامل اختطار وهي السمنة في منطقة البطن وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الدهون الثلاثية كما صرح البروفيسور فهد الملا، الرئيس التنفيذي لقطاع الأبحاث بمعهد دسمان للسكري.
وقد أجريت هذه الدراسة واشتملت على عدد 479 مريضاً من الكويتيين والعرب حيث توصل العلماء لقاعدة نيتروجينية واحدة وهي سايتوسين، وتتعرض هذه القاعدة لطفرات جينية تجعلها تتحول الى أدينين في جين كافيولن-واحد وهذا التحول يعرض العرب أكثر من غيرهم من الأعراق للاصابة بالسمنة وارتفاع ضغط الدم. وقد تم نشر هذا البحث في المجلة الجينية العالمية (Frontiers in Genetics).
والجدير بالذكر أن اكتشاف طفرة واحدة تتسبب بثلاث عوامل اختطار مجتمعة في شخص واحد كان مخفياً عند العلماء، كما قال الباحث الأساسي في هذه الدراسة، الدكتور أشرف المدهون من المعهد: “اكتشاف هذه الطفرة عند العرب يفسر سبب انتشار السمنة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الدهون الثلاثية في الكويت” كما أكد على امكانية اجتماع عامل خطورة رابع آخر وهو مرض السكري لمن لديهم هذه الطفرة.
وتكمن أهمية هذه الدراسة في معرفة مسببات “عوامل الاختطار الثلاثية ” وطرق تصحيحها من خلال علاج هذه العوامل الثلاث الواحدة تلوى الأخرى. وأفاد البروفيسور فهد الملا، “ان هناك علامات تشير لإمكانية تفاقم الحالة المرضية لمن لديهم العوامل الثلاثية المذكورة وحدوث عامل اختطار رابع آخر، اذ أن حدوث هذه الاعتلالات معًا يعرض المريض للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية”.
من جهته، يحث البروفيسور فهد الملا الكويتيين بشكل خاص والعرب بشكل عام لأن يولوا مزيدًا من الاهتمام بنظامهم الغذائي وممارسة الرياضة بشكل أكبر وبالأخص لحاملي هذه الطفرة الجينية. كما أشار إلى أن نتائج هذه الدراسة مهمة في عملية تطوير أي تشخيص جيني حيث يتطلب وجود كفاءة عالية لتكنولوجيا فك التسلسل الجيني لاسيما للأمراض المعقدة جينيا مثل مرض السكري.
كما دعا البروفيسور الملا الكويتيين والذين يعانون من “عوامل الاختطار الثلاثية” بالأخص للتواصل مع معهد دسمان للسكري للمشاركة في البحوث العلمية لمعرفة إذا كان من الممكن معالجة هذا الاضطراب لديهم.