تحت رعاية صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد – مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي نظمت الرابطة العمانية للجراحة بالتعاون مع نادي الجراحات العمانيات “الندوة الأولى للجراحات العمانيات والملتقى الرابع لجراحات الخليج” تحت شعار “دمج، تمكين، وتميز.. الطبيبة الجراحة بما يتماشى مع تطلعات الجيل الواعد”، بحضور ما يقارب 150 مشاركًا من مختلف القطاعات الصحية من سلطنة عمان ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بهدف تعزيز الروابط وتوسيع الدائرة الاجتماعية لجراحات سلطنة عمان والخليج العربي، ومناقشة التحديات التي تواجه المرأة في مجال الجراحة، من خلال التوازن بين العمل والحياة، ومتغيرات الرعاية الصحية، وتدريب وتأهيل الجراحات بمستجدات العمل الجراحي وتطوراته.
وقال الدكتور ياسين بن محمد اللواتي – استشاري جراحة الصدر، بالمستشفى السلطاني – رئيس الرابطة العمانية للجراحة، في كلمته “أرحب بكم جميعاً في منتدى الجراحات العمانيات الأول والملتقى الرابع لجراحات الخليج. وأود أن أنتهز هذه الفرصة لتقديم الشكر والامتنان لكل الجراحات العمانيات اللواتي ساهمن في إنجاح هذه الفعالية.
لقد كنت محظوظاً خلال فترة تدريبي بالعمل مع العديد من الجراحات النساء واللواتي تعلمت منهن ليس فقط الجراحة وحسب وإنما كيف أكون أنساناً أفضل.
واضاف إن إقامة هذا الحدث المهم يتماشى مع القيم التي غرسها السلطان الراحل قابوس بن سعيد، والذي قال في كلماته الخالدة: إن الوطن لا يحلق دون المرأة. وقد أكمل السلطان هيثم بن طارق المعظم هذه المسيرة، مؤكداً على الدور المهم الذي تلعبه المرأة في بناء المجتمع. وفي ختام حديثه قال: أينما اخذتكم الحياة، دائماً تذكروا بوصلة الشمال – وهي أن تكونوا صادقين دائما مع انفسكم، وزملائكم، ومرضاكم، ومجتمعكم ”
ومن جانبها قالت الدكتورة زينب بنت ناصر البلوشية – استشاري أول جراحة أطفال – مستشفى جامعة السلطان قابوس، لأن المرأة بطبيعة صبرها واجتهادها لا تعرف المستحيل … وتسعى دائما ليكون لها في كل طريقٍ بصمة تُحفَرُ بدماء الجد والاجتهاد ويكون لهذه البصمة بالغ الأثر بالارتقاء بالبشرية جمعاء… ولربما في مشوار الوصول للقمة تعثرت خطوات هذه المرأة وشق عليها الطريق وهي تحاول الوقوف صامدةً على أقدامٍ ثابتة لها في عالم الطب بشكل عام وبالجراحة بشكل خاص.
وفي عالمنا الاسلامي مارست المرأة الطب بشكل شحيح وبأرقام خجولة تمثلت في مهنة التمريض واسعاف الجرحى وقت الحروب. ولكن رغم ضيق الصلاحيات التي خولت لها إلا أن مشاركتها كان لها الأثر الفعال الذي جعل منافسيها من الرجال يعترفون بقدراتها ويدعمونها.
هنا أرحب بصاحبة السمو السيدة منى بنت فهد آل سعيد وأرحب بنخبة الطبيبات المتميزات في مجال الجراحة بكافة اختصاصاتها …نجتمع اليوم في محفلٍ سيتردد صدى أخباره ليجوب الخليج كافة والعالم أجمع معلنًا عن انعقاد الندوة الأولى للجراحات العمانيات والملتقى الرابع لجراحات الخليج تحت رعاية الرابطة العمانية للجراحة بالتعاون مع نادي الجراحات العمانيات.
نتطلع من خلاله لدمج الجراحة المرأة بمختلف التخصصات ودمجها مع زميلها الرجل لتقف جنبًا الى جنب معه لتتمكن معه من خدمة الانسان وتطبيبه جراحيًا وبذل قصارى الجهود الممكنة وتذليل الصعاب لتتمكن من التخصص بمختلف التخصصات المطلوبة ومنها النادرة والدقيقة لتتميز الطبيبة الجراحة في شتى الأماكن والأزمنة.
وقالت أيضا: الجراحة العمانية وأخواتها من الجراحات الخليجيات أثبتن مع مرور الوقت جدارتهن في كل موقف وعمل يقمن به بل قام الكثير من هن بعدد من العمليات الأولى من نوعها والتي تعتبر مدعاة للفخر والتباهي بما وصلت إليه الطبيبة الجراحة من تميز واثبات بإنها أهل للثقة وللإبداع والتفرد في المجال الجراحي وتستحق كل الدعم لإكمال هذه المسيرة … و كانت وما زالت مثال تحتذي به طالبات كليات الطب وحلمًا يراود الكثيرات منهن لخوض هذه التجربة وتعزيز الفكر والتدريب الإكلينيكي الجراحي حتى يكبر العدد وتتنوع الايادي التي تمسك المشرط الجراحي الذي قد يبدو قاسيًا غير ملائم لطبيعة الأنثى ولكنها صيرته مشرطًا يفتح الجسد ليطهره من كل آلم ألم به وكل علة اشتكى منها مريضها لتخيطه كما كان وأفضل وترسم له ابتسامة الشفاء بكل ما أوتيت من عاطفة مع قوة التجلد والتحمل في سبيل التداوي”
وتواترت فعاليات الندوة في الفترة الصباحية بمختلف مستوياتها لمناقشة مواضيع متنوعة منها: الفرص والتحديات التي تواجه المرأة في هذا المجال، وتاريخ الجراحة وتميز المرأة العمانية في الطب الجراحي،
تدرج المرأة في قسم الجراحة إلى مناصب القيادة والإدارة، وجلسة بعنوان: هل تحكمنا العادات والتقاليد؟ هل أصبحنا أكثر حبا وشغفا للانخراط في مجال الجراحة، أم أن الرجل أتاح الفرصة للمرأة. وناقشت الندوة بروز المرأة العمانية الجراحة في مختلف المحافل المحلية والدولية في المنتديات والمؤتمرات والبحوث العلمية.
وخلال الفترة المسائية أعلن رسميا عن “نادي الجراحات العمانيات” عرض خلاله كلمة ترحيبية وفيديو تعريفي حول الجراحات العمانيات والنادي وما يمكن أن يقدمه للمرأة الجراحة العمانية، ليكون مقرًا لالتقاء واجتماع الجراحات في مكان واحد للنهوض بهن والوقوف على التحديات التي تواجههن وإبراز نشاط الجراحة العمانية بمستوى عالمي، في مختلف المجالات والمحافل العلمية والمهنية والبحثية.
الجدير بالذكر أن نادي الجراحات العمانيات تأسس تحت مظلة الرابطة العمانية للجراحة، باعتباره ناد اجتماعي ومهني غير ربحي، تتمثل رؤيته في إشراك وتمكين الجراحات النساء في عمان لتحقيق أهدافهم المهنية على الصعيد الشخصي والمهني لرفع جودة الخدمات الجراحية ويضع بصمة للمرأة العمانية في أكثر التخصصات الطبية تنافسًا وتعقيدًا. ويسعى إلى تعزيز النمو الشخصي والمهني للجراحات العمانيات، ومعالجة المسائل المتعلقة بالكفاءة وأخلاقيات المهنة الجراحية، وتقديم الإرشاد والتواصل بين الأقران لجميع الجراحات في عمان، وتشجيع الإنجازات النسائية في الأنشطة الجراحية المختلفة على الصعيد المحلي والإقليمي، إضافة إلى الاهتمام بالجراحات المتدربات في برنامج الجراحة العامة وتقديم التوجيه لهن بأحدث التقنيات الجراحية. ودعم الندوات والمؤتمرات وحلقات العمل والأنشطة الاجتماعية الأخرى.