أجمع عدد من رجال الدين الكويتيين على أن أي عمل إرهابي لن يفت في عضد أبناء الكويت، ولن يزيدهم الا تعاضدا وتكاتفا، واصفين هذه الأعمال بالجبانة والبعيدة كل البعد عن الدين الاسلامي الحق.
وقال رئيس اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق احكام الشريعة الاسلامية الدكتور خالد المذكور: «ان هذا الحدث الجلل لم يهز الكويت وحدها بل هز العالم بأسره»، داعيا ابناء الكويت والمقيمين للوقوف ضد كل من يحاول ان يزرع الفتنة في البلاد.
وشدد الدكتور المذكور على أن الكويت التي واجهت الاحتلال الغاشم بتلاحمها وتماسك أبنائها بجميع طوائفهم قادرة بإذن الله على مواجهة هذا الحدث الجلل الذي وقع في مسجد (الامام الصادق) بالوقوف صفا واحدا ضد الفتنة وزعزعة الأمن وتقسيم المجتمع الكويتي، معربا عن خالص العزاء لأهالي وأقرباء الشهداء، وداعيا الله أن يمن بالشفاء العاجل على الجرحى.
من جهته قال الشيخ حسين المعتوق ان «اخطر شيء نواجهه هو هذه الاعمال الإرهابية التي تهدف إلى بث الفتنة وايجاد الصراعات بين ابناء الوطن الواحد والامة لتمزيق وحدة الصف في كل بلد من البلدان».
واضاف المعتوق ان من يتبنى هذه الاعمال يريد جر الكويت إلى دوامة الصراعات التي يعاني منها بعض البلدان، داعيا الحكومة إلى اتخاذ اجراءات واسعة في هذا الصدد وإلى تكاتف وتعاون جميع فئات الشعب مع السلطة.
وشدد على ضرورة رفع مستوى ثقافة المجتمع ليتحمل مسؤوليته في مواجهة هذا الاستحقاق الخطير جدا والحفاظ على الوحدة الوطنية، مؤكدا ان مدبري هذا العمل الإرهابي ليسوا من اهل السنة وليسوا من اهل الشيعة والاسلام منهم بريء.
بدوره استنكر رئيس لجنة الافتاء والأحوال الشخصية بوزارة الأوقاف وعميد كلية الشريعة السابق الدكتور السيد محمد الطبطبائي «الاعتداء الآثم» على مسجد «الامام الصادق»، معتبرا اياه «مخالفا لجميع القيم الانسانية والدينية وأن الاسلام منه براء».
وأضاف الدكتور الطبطبائي «من قام بهذا الفعل لا يمت إلى المذاهب والمدارس الفقهية الاسلامية بصلة انما هو فكر خارجي يستبيح الدماء ولا يضع حرمة للمؤمنين، وما الهدف منه الا زعزعة الأمن وبث روح الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد»، سائلا الله أن يتقبل الشهداء وأن يشفي المصابين.
ودعا أبناء المجتمع الكويتي أن «يكونوا على قدر من المسؤولية والوعي والوقوف صفا واحدا لقطع الطريق أمام من يثير البلابل والفتن ويزعزع الأمن في وطننا، مطالبا الجميع بالالتفاف حول القيادة الحكيمة».
وأكد الدكتور الطبطبائي أن «الثقة كبيرة بأن تقوم الجهود الأمنية بواجباتها ومعاقبة مدبري الجريمة وحماية المواطنين والمقيمين على أرض الكويت التي ستكون دائما وأبدا واحة أمان واطمئنان للجميع دون استثناء».
من ناحيته اعتبر الشيخ عثمان الخميس التفجير الذي وقع في مسجد الامام الصادق «جريمة عظيمة» مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «ان دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام».
وأضاف الخميس أن قتل النفس المحرمة من أعظم الجرائم، مشيرا إلى أن هذه الجريمة تستهدف أمن البلاد بجميع مكوناتها، سائلا المولى القدير أن يحفظ أمن البلاد وجميع بلاد المسلمين وأن يرحم من وقع شهيدا ويغفر لهم ويلهم اهلهم الصبر والسلوان.
من جهته ذكر الشيخ علي الصالح ان الحادث الإرهابي الذي حصل اليوم «لا يزيدنا الا تمسكا بوحدتنا الوطنية ولا يزيدنا الا ثباتا والتفافا حول قيادتنا السياسية ولحمتنا الوطنية».
وأعرب الصالح عن ثقته بالاجراءات التي ستتخذها الحكومة لحفظ امن واستقرار البلاد، «ونأمل ان يكون الحدث سببا لوحدتنا الوطنية والا يستطيع كائن من كان خرقها»، داعيا الشباب الكويتي إلى عدم الانجرار خلف الشائعات التي تهدف إلى النيل من تماسكنا ووحدة صفنا.