• نوفمبر 23, 2024 - 6:50 مساءً

الخميس الأسود

خمسة وعشرون عاما مرت على ذلك الخميس الأسود الذي جسد غدر وطمع وحقد جار لم يراع حسن الجوار، ولم يقدر تضحيات جاره ودعمه اللامحدود له في كل خطوة يقدم عليها… لم يحترم عهدا ولم يعرف وعدا، فأقدم بجيش جرار واجتاح الحدود الكويتية في ساعات الصباح الأولى، معلنا بذلك سقوط «البوابة الشرقية» التي طالما كان يزعم الدفاع عنها، غير أنه بين ليلة وضحاها كان أول من هدمها ودك أسوارها وانتهك كل قيمها وأعرافها… فما حدث في الثاني من أغسطس عام 1990 كان كارثة بكل المقاييس، وجب علينا تذكرها بأدق تفاصيلها ومفرداتها، فهي ليست صفحة وطويت من التاريخ، ولكنها حدث جلل جسد مشهد ضياع دولة برمتها في ساعات قليلة! لذلك فالوقوف على هذا الحدث، واستعادة كل الآلام التي صاحبته، وتخصيص مكان لها في «الأمخاخ» يحافظ عليها من الانزلاق في بحر النسيان لهي أمور صحية وعقلانية تدعو إلى أخذ الدروس والعبر مما فات، والاستفادة منه قدر الإمكان، كما أن الأجيال التي لم تدرك الغزو ستتعلم من كل تلك الدروس، وستكون في ذاكرتها صورة واضحة المعالم عن كل الأحداث التي جرت في أثناء الغزو الغادر، بالإضافة إلى الأحداث والتطورات التي سبقته… فالنشء يجب ان يعرفوا قيمة الدماء التي سالت على هذه الأرض، يجب ان يعرفوا الدور الكبير الذي لعبته القيادة السياسية في عملية تحرير الكويت، يجب ان يعرفوا كل ما جرى في مؤتمر جدة الشعبي الذي جسد تكاتف الشعب وحكومته، كما عليهم ان يعلموا كيف صمد اهل الكويت ورسموا اروع صور اللحمة الوطنية، فلم يستطع الغازي شق صفوفهم والتفريق بينهم… إنها ملحمة وطنية رائعة جسدها أهل الكويت بكل اطيافهم، رفضوا من خلالها الاحتلال، فسطروا كل معاني التضحية والوفاء… حفظ الله الكويت ورحم شهداءها، وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار.

Read Previous

مادلين طبر: أعشق أدوار المرأة القوية

Read Next

ديوان الجاسم يستذكر مناقب الخرافي

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x