• نوفمبر 24, 2024 - 12:59 صباحًا

إن أحدًا لن يساعدنا إذا لم نساعد أنفسنا!

 

من المؤكد ان العرب لم يمروا بتاريخهم المعاصر بمحن وظروف سيئة أسوأ مما يحيق بهم اليوم من فتن وصراعات وحروب اهلية وقوى متربصة صنيعة تآمر دولي، فاكثر من دولة اصبحت اليوم قاب قوسين او ادنى من خط الفشل، واكثر من دولة اصبحت اليوم اكثر عرضة للتقسيم، واكثر من دولة اصبحت بمثابة حقل لزراعة الارهاب وحضن دافئ لنموه وتكاثره، واكثر من دولة اصبح ناسها يتنابذون بالالقاب الطائفية والعرقية والمذهبية بعد ان كانوا يشكلون عنوانا للوحدة المجتمعية والمودة والتآلف! ان التاريخ الانساني علمنا ان الكوارث والمحن وساعات البلاء دائما تكون دافعا للتوحد ورص الصفوف لمواجهة هذه الكوارث وتلك المحن، والعرب اليوم وعلى مدى نحو السنوات الخميس يعانون اشد المحن واسوأ الكوارث، وبعض البلدان العربية مضى عليها اكثر من عقد وهي تعيش ذروة المحن، كالعراق على سبيل المثال، حتى وصل الحديث عن هذا البلد الاكثر غنى بين الدول العربية، والاكثر تحضرا في ثقافة التعايش السلمي قريبا من خطوط الفقر ومعرضا لحتمية التقسيم لما اصبح عليه الناس هناك من استحالة التعايش السلمي! ان علينا جميعا كعرب ان ندرك ان نزيف الدم الذي يهدر على الخريطة العربية ومئات الاف القتلى وملايين المشردين وقوافل الارهاب والمتربصين من الدول التي تمارس «التقية»، كل هذا الشر سوف لن يتوقف عند حدود معينة من الخريطة العربية، بل هو مشروع تدميري سيشمل جميع ساكني الخريطة العربية. من هنا فان اجتماع المندوبين العرب لدى الجامعة العربية وما سيليه من اجتماع لوزراء الخارجية والدفاع لابد ان يخرج بقرارات مصيرية وحاسمة تقرر انه آن الاوان للمارد العربي ان يظهر ماسكا زمام المبادرة بنفسه من دون مساعدة من احد، فالعرب بفضل الله وحمده لا ينقصهم شيء فالمال متوافر والكثافة البشرية تعدت الاربعمئة مليون نسمة، وطرق مواصلات مفتوحة على جميع القارات، برا وبحرا وجوا، وبالتالي فلا ينقصهم الا ارادة تعلن القرار وامامنا مثل حي في اليمن حين توافرت الارادة خرجت عاصفة الحزم التي اجهضت مشروع التمدد الايراني وصدمت حكام طهران بفجائية قرار الحرب، وقوته الذي دفع دول العالم ممثلة بمجلس الامن الى القبول به كأمر واقع لانه خيار العرب وقرارهم في الدفاع عن اوطانهم وشعوبهم، وهو خيار صدر ولا رجعة فيه الا بعودة الشرعية لليمن وحضنه العربي. هذه الارادة ينبغي ان تستمر ولا تتوقف لتنطلق هذه المرة من جامعة الدول العربية التي جاءنا منها اخيرا بصيص امل في قرار الاجماع الذي تم حول ليبيا لتحريرها من مخالب وحوش «داعش». ان العالم بطبيعته لا يساعد الضعفاء، لكنه يتحول حين يرى الامر الواقع الى تأييد مطلق! هكذا حدث حين انطلق نسور الجو من عواصم دول »مجلس التعاون« لدك معاقل المتمردين على الشرعية اليمنية لتكريس مشروع حكام طهران وقف العالم فورا مؤيدا قرار الحرب لانه وللمرة الاولى يخرج القرار بمبادرة عربية ذاتية. اذا علينا ان ندرك جيدا ان احدا لن يساعدنا اذا لم نبادر بمساعدة انفسنا!

Read Previous

الخوف من الإرهاب وليس من قانونه!

Read Next

إنكارٌ ونكران

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x