• نوفمبر 23, 2024 - 9:02 مساءً

منتهى المنصور لـ الخليج :ليس لدينا الوعي بمسؤولية الزواج

< لماذا اتجهت إلى دراسة الحقوق بعدما درست إدارة الأعمال؟
ـ منذ الصغر وانا أعشق القراءة والأدب وأتطلع إلى أن أكون قيادية في مجال عملي ولا احب أن اكون مجرد حاملة لشهادة عليا لا تلبي الطموحات الموجودة لدي، وقد وجدت أن دراسة الحقوق ومهنة المحاماة هي الطريق إلى تحقيق هذه الطموحات، فمهنة المحاماة هي المهنة الوحيدة التي من خلالها تستطيع ان تعلم شيئا عن كل شيء، فمن خلالها تستطيع ان تكون على علم بكل المجالات، من قانون وفقه ودين واقتصاد وتجارة، وتستطيع ان تكون ملما بكافة حقوقك وواجباتك، ومن خلال هذه العلوم يمكنك ان تكون قائدا وتستطيع من خلال هذا المجال ان تشبع الرغبة التي بداخلك في مساعدة الناس واصلاح بعض الامور التي لا يمكن ان تقوم بإصلاحها من خلال اي مجال آخر، وكما سبق القول إن كل شخص منا بداخله ملاك للرحمة يشجعه على ان يرفع الظلم عن اي مظلوم طالما توافرت له الأدوات، لذلك ومهنة المحاماة هي المهنة الوحيدة التي توفر لك هذه الادوات وانا استطيع انا اقول ان الله عز وجل قد اعطاني من الخير ما يؤهلني ان أمارس تلك المهنة، وانا على قدر من الراحة النفسية والاجتماعية دون التوقف على قدر الاتعاب، سواء كانت قليلة أو كثيرة، ولكن العبرة انها تحقق لي السعادة والراحة النفسية كلما انتهينا من قضية، وأحسسنا بأننا قد ارجعنا الحق إلى اصحابه.
< أين درستِ الحقوق؟
ـ درستها في جامعة القاهرة، وأسعى دائما إلى النجاح في عملي، وأشكر الله عز وجل على ما أعطاني.
< ما الذي أزعجك من خلال هذا العمل الإنساني الكبير الذي تقومين به؟
ـ أزعجني في هذا العمل انه قد يأتي اليك احد الأشخاص وتكون مقتنعا تماما بأنه صاحب حق، ولكن نتيجة لعدم علمه بما له وما عليه من حقوق وواجبات والطرق الواجب اتباعها والمواعيد المفترض ان يتخذ فيها الاجراءات والطريقة المثلى لاتخاذ هذه الطرق يكون قد سلك الطريق الخطأ، أو ليست لديه مستندات تؤيد دعواه، أو أن تكون قد فات عليها المواعيد، هنا نكون أمام دعوى خاسرة حتى قبل أن ترفع امام المحكمة، وهذه الأمور تزعجني جدا، لانني في هذه الحالة أتألم نفسيا لانني اعلم انه صاحب حق، ولكن ليست بيدي الحيلة التي تمكنني من اثبات هذا.
< يقال إن القانون الكويتي مع المرأة ضد الرجل فماذا تقولين في ذلك؟
ـ لا.. فأنا لا أتفق مع هذه المقولة فالمشرع حين يقوم بسن القوانين لا يميز بين رجل وامرأة، فهو يسن القانون بصورة عامة ومجردة، بحيث انها تصلح لكن من الرجل والمرأة دون تمييز، ولكن ما يؤدي إلى هذه المقولة هو التطبيق العملي للقانون، من خلال استغلال كل من الرجل والمرأة لمواد القانون، بحيث يحاول كل منهما ان يوظف تلك المواد لمصلحته، ومثال على ذلك أن قانون الأحوال الشخصية الذي أعطى المرأة الحق في النفقات والحصول على خادمة وسيارة وسائق وما إلى ذلك… في الوقت الذي يعجز فيه الزوج عن اثبات اعساره وعدم قدرته على تلك النفقات الأمر الذي يؤدي به في النهاية إلى التعرض للحبس ومنع السفر وباقي الإجراءات التي يعلمها الكافة.
< هل أنت كمرأة ضد المرأة وضد أخذ حقوقها؟
ـ الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «رفقا بالقوارير»، أي أنه شبه المرأة بشيء رقيق قد يكسر بسهولة، وأنا كمحامية لست ضد المرأة أو ضد الرجل، فانا دائماَ احاول ان اكون بجانب الحق، سواء كان هذا الحق مع المرأة أو مع الرجل، فنحن كمحامين لسنا مصنفين محامين للرجال أو محامين للنساء، فعلى سبيل المثال، انا في مكتبي العديد من الدعاوى التي وكلت فيها عن النساء المظلومات، وكذلك هنالك العديد من الدعاوى التي وكلت فيها عن رجال مظلومين واصحاب حقوق.
وأنا كمحامية لا يقتصر عملي على دعاوى الأحوال الشخصية ولكن لدينا الكثير والكثير من الدعاوى المدنية والتجارية والادارية والجزائية والتي يكون فيها الموكل رجلا أو سيدة، ايا كان، فالعبرة أن يكون هذا الشخص صاحب حق، وذلك حتى نقوم بالدفاع عنه، وأحب أن أذكر أننا ولله الحمد قد وفقنا في جميع القضايا التي قمنا بالعمل فيها، وذلك بفضل التنسيق فيما بيننا كفريق عمل بالمكتب وبين الموكل الذي نضعه دائما في الصورة ونشركه دائما في هذا العمل، من حيث اطلاعه اولا فأولا على مواعيد جلساته والقرارات المتعاقبة التي تصدر في الجلسة، بل وأكثر من ذلك قد نقوم بإحضاره امام المحكمة لنقل وجهة نظره التي غالبا ما يكون لها تأثيره الإيجابي على قناعة المحكمة.
< انتشر في الآونة الأخيرة الطلاق فهل تعتقدين أن المجتمع لايزال ينظر إلى الفتاة المطلقة نفس النظرة السابقة؟
ـ الله سبحانه وتعالى قال إمساك بمعروف وتسريح بإحسان، ان الطلاق في بعض الحالات يكون من مصلحة الطرفين، ولكن نظرة المجتمع في السابق كانت للمطلقة مختلفة، ففي الماضي كانت المرأة المطلقة شبه منبوذة، ولكن اليوم وعي المجتمع والتقدم ادعى إلى فهم امور كثيرة كانت من ضمنها تغيير نظرة المجتمع للمرأة المطلقة.
< هل تقومين بدراسة الأشخاص عند القدوم إليك بتلك المشاكل؟
ـ بالتأكيد حيث أطلب في البداية الاطلاع على الأوراق وسماع تفاصيل القضية، ومن ثم أحاول أن ألتقي بطرفي القضية لحل الموضوع وديا ونتعرف أسباب مشاكلهم والعيوب التي تؤدي إلى هذه المشاكل ومحاولة حلها، ولكن للأسف أغلب القضايا يتم رفض الحل الودي.
فلأسف ليس لدينا الوعي بمسؤولية الزواج وتكوين أسرة وأن فكرة الزواج المبكر تؤدي أحيانا إلى الفشل وعدم الخبرة وأنني أنصح المقبلين على الزواج بالاطلاع وأخذ النصيحة من ذوي الخبرة ومن ذوي العقول الرشيدة، ولا يمنع أن نأخذ النصيحة من مختصين نفسيين حتى لا ينتهي هذا الزواج بالطلاق والنزاع والكراهية ما بين الزوجين.
< هل أصبح الاعتماد في التربية الآن على الخادمة؟
ـ للأسف جميع البيوت الكويتية الآن تعتمد على الخادمة في التربية، فعندما تكون المرأة عاملة تضطر إلى الاستعانة بالخادمة، ولكن الآن نرى ان الأزواج يستعينون بالخادمة للاهتمام بشؤون المنزل وطبعا هذا مرفوض، حيث إن تأثيث المنزل يجب أن يكون مقتصرا أولا على الطرفين فقط، هما الزوج والزوجة.
< تحدثت عن الطلاق فهل النسب حاليا لاتزال مرتفعة؟
ـ هناك دراسة مفادها أن نسبة الطلاق في الكويت تقارب 10 في المائة حالات الطلاق سنويا.
< تم الإعلان عن إنشاء محكمة الأسرة قريبا من أجل حل تلك القضايا فهل ستقوم بذلك؟
ـ محكمة الأسرة من المفترض أن كل محكمة يلحق بها محكمة للأسرة لكي تعطي خصوصية للعائلة والأطفال، ولكي لا تكون الأسرة مع القضايا الأخرى.
ومحكمة الأسرة درجات التقاضي «قلَّت»، حيث إن الحكم الصادر من محكمة الاستئناف أصبح نهائيا وباتا وألغيت درجة الطعن بالتمييز، كما أن الاستشارات الأسرية دورها مهم في هذه المحاكم الجديدة من حيث إنها بالامكان أن تقلل عدد القضايا المنظورة أو المحالة إلى المحكمة بانتقالهم إلى هذه الأسرة ودراسة حالاتهم ومحاولة حل مشاكلهم، ما يساعد على تقليل مدة التقاضي وقلة القضايا في المحاكم.

Read Previous

أكاديميون لـ الخليج : المناهج في مدارسنا لا تناسب عصر المعرفة

Read Next

دبي دخلت في حداد ونكست الأعلام

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x