• نوفمبر 24, 2024 - 7:40 صباحًا

العنف في المدارس .. فتش عن الأسرة

ازداد العنف في المدارس أخيرا، وبات مشهد الاصابات مألوفا بين أبنائنا، بل امتد الامر إلى اعتداء الطلبة على المدرسين، ما جعل التربويين يقرعون اجراس الخطر من هذه الظاهرة، ويطالبون بوضع وسائل لعلاجها.
وقالت الناشطة السياسية مريم شعيب: في دول العالم المتقدمة يتم تحديد المدارس التي يقع فيها العنف، وتحديد المواقع التي توجد بها هذه المدارس وتوضع هذه المناطق على الخريطة من أجل معرفة أين يتركز العنف في البلاد، ومن ثم بعد معرفة مواقعة تبدأ الدولة في دراسة الأسباب التي تؤدي إلى هذا العنف، وبالتالي تضع العلاج المناسب له.
وأضافت: على وزارة التربية أن تضع خريطة للعنف في المدارس ومن ثم وضع العلاج المناسب، لافتة إلى أن أسباب العنف معروفة للجميع، والأسرة عليها دور كبير في انتشار ظاهرة العنف في المجتمع، وعلى التربية أن تضع خريطة لتكشف أين يتركز العنف، ومن ثم تسعى إلى معالجة الظاهرة.
وأشارت إلى أن العلاج يبدأ بتوعية الأسرة، فوزارة التربية ليس لها علاقة بالعنف الطلابي الذي يقع في مدارسها، فالأسرة هي صاحبة الدور الرئيسي في تلك المسألة، لافتة إلى أن هناك سؤالا يطرح نفسه في هذه المسألة، وهو: لماذا ينتشر العنف في المدارس الحكومية ولا ينتشر في المدارس الخاصة؟
وقالت: لعلاج قضية العنف في المدارس لا بد أن نكون صرحاء من أجل معرفة الأسباب الحقيقية للظاهرة، ومن ثم نضع الحلول المناسبة لتلك الظاهرة.
وتابعت: على وزارة التربية أن تضع تتبع النظم الأميركية في معالجة هذه المشكلة من خلال وضع خريطة للعنف في المدارس، ومعرفة أين ترتكز هذه الظاهرة ومن ثم معرفة الأسباب ووضع العلاج المناسب لها، وإن تبين أن السبب الرئيسي هو الأسرة يتم توعية الأسرة، وإن كان السبب وراء الظاهرة هو تسيب المدارس يتم وضع علاج لتلك الظاهرة، والأمر لا يقتصر على العنف بين الطلبة فقط، فهناك تطاول على المدرس، وعلى الدكتور، وتطاول على جميع المهن، وهذا الطالب الصغير سيظل لديه هذه الروح العدوانية، فإن لم توضع لها الحلول منذ البداية سوف تظل معه، فلا بد من وضع الحلول من البداية من خلال التوعية الأسرية.
بدورها قالت الناشطة السياسية الدكتورة غنيمة الحيدر: أسباب العنف لا تنصب على موقع واحد، فهناك عدة مواقع نراها ونسمع عنها ونتعايش معها، وهناك من تلك الحوادث ما يعلن في وسائل الإعلام المختلفة، ومع الأسف الشديد تزيد هذه الظاهرة داخل المجتمع.
وتابعت: من أسباب هذه الظاهرة الكمبيوتر الشخصي أو الآيفون الشخصي، أو البلاي استيشن، فهذه الوسائل من خلالها يستطيع الطفل في عمر 14 سنة أن يتابع أفلام العنف عبر تلك الوسائل المختلفة، ومن ثم يدعم ميوله الغريزية لإثبات رجولته من خلال العنف، فتراه يلعب بوكس ومصارعة إلى غير ذلك من حركات عنيفة، يتعلمها الطفل من دون دراية ولي الأمر بهذه الأمر.
وأشارت إلى أن المرحلة الثانية تتمثل في الصاحب الذي أصبح ساحبا، فنرى الصاحب يسحب صاحبه إلى هذه الأفعال الإجرامية، وكثيرا ما رأينا جرائم وقعت في المجمعات بسبب حمل هؤلاء الشباب لأسلحة بيضاء، وهناك جرائم لا تعد ولا تحصى من العنف الداخلي.
وتابعت: الأمر الثالث المهم في تلك القضية غياب توجيه الأسرة، وغياب الوالدين وعدم التربية الحقيقية في المدارس، فأصبح المعلم يهاب الطالب، واليوم نرى مجموعات من الطلبة تعتدي على مدرسهم، وفي السابق كانت المدرسة إذا طالعت تلميذاتها كن يخفن منها، فزمننا زمن التسامح والمحبة والاحترام والخوف من المدرس وتبجيله، والآن لم يعد ذلك موجودا في المدارس.
وأشارت إلى أن المسألة الرابعة المؤثرة في قضية العنف داخل المدارس العنف في المسلسلات التي لا يوجد عليها رقابة، ولا حظر عائليا أو اجتماعيا، هناك حتى في الغرب عندما يتم عرض فيلم فيه عنف يقولون إن هذا الفيلم مخصص لمن هم فوق الـ 18 عاما، ونحن في الدول العربية لم نر في يوم من الأيام حظرا على أحد الأفلام أو المسلسلات لما يوجد به من عنف.
وقالت: لو جمعنا هذه المسببات في بوتقة واحدة سنجد أن وراءها التربية الصالحة والصحيحة، والتمسك بأخلاقيات المسلم من تعاطف ومرونة وحب الآخرين، ولكن اجتمعت هذه الأمور في غياب المنهجية الحقيقية للمدرس، الذي كان في السابق يقول كلمته والكل يسمع له.
وتابعت: ليتكاتف البيت والمجتمع، وتلاحق بهم وسائل الإعلام المختلفة من أجل القضاء على هذا العنف، الذي نولده نحن ونزيده في داخلنا ولكن لتهدأ النفوس الثائرة ولتجتمع العائلة كما كانت في السابق.
وأشارت إلى أن العنف يتواجد في المدارس الحكومية ولا يتواجد في المدارس الخاصة لأن المدارس الخاصة فيها تعليم وتهذيب وفلوس يدفعها الأهالي من أجل تعليم أبنائهم والتهذيب، لافتة إلى أن وزارة التربية في السابق كانت تربي وتعلم في السابق، والآن لم يعد هناك لا تربية ولا تعليم، والمدرس الخصوصي الذي يأتي إلى المنازل هو نفس المدرس الذي يعطي للطلبة في المدارس، والمدارس الخاصة إذا سحب أولياء الأمور أبناءهم منها سوف تتعثر تلك المدارس، لذلك تسعى تلك المدارس إلى تعليم الطلبة الأخلاقيات والآداب، وهناك دور وزارة التربية أن يعلموا الطلبة الأخلاق، فالخلق هو الذي يقود إلى الدراسة وإلى المعرفة وإلى النجاح، فالإنسان بدون خلق لا يساوي شيئا.
من جانبه أوضح خبير المناهج الدكتور حمود الحطاب أن العنف الطلابي وليد أمور كثيرة من داخل المدرسة وخارجها لعل أبرزها عدم قدرة المناهج على امتصاص نشاط المتعلمين وتفرغه في عملية عقلية، مؤكدا أن المدرسة فاشلة في تحقيق هذه المعادلة وهي تحويل طاقة المتعلم لطاقة إيجابية.
وأكد الحطاب أنه إذا وجد سبب في المدرسة للتنفيث عن طاقة الطلاب ستحل المشكلة، لافتا أن هناك ضغوطا خارج المدرسة أيضا ناشئة عن وجود أسرة لا تسد فراغ المتعلم، معتبرا أن المواطن لا يجد من يطالب برفع مستواه الاقتصادي فهو عليه ديون مما يولد ضغوطا في محيط الأسرة، مؤكدا أن عدم وجود الاطمئنان الوظيفي قد ينتج عنه انفجار في أي لحظة.

Read Previous

المعيوف لـ الخليج: نواب الحكمة والعقلانية لن يفتعلوا أزمات سياسية في «الانعقاد المقبل»

Read Next

سياسيون لـ الخليج : طلقات العرس فرصة للإيقاع بحائزي الأسلحة غير المرخصة

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x