استطاعت رئيسة مجلس ادارة شركة الخطوط الجوية الكويتية رشا الرومي ان تعبر بالطائر الوطني إلى بر الامان، فبالرغم من الاشكاليات والعراقيل التي واجهت الشركة في السوق والخسائر التي منيت بها والتي تعدت المليار دولار، الا ان اصرار الرومي انتصر في النهاية والدليل نجاح الخطوط الجوية في شراء العديد من الطائرات.
الرومي التي انتهجت سياسة حذرة منذ توليها قيادة الكويتية والتي صرحت بشجاعة خلال احدى المؤتمرات ان «وضعنا ليس مثل طيران الإمارات أو الاتحاد للطيران» تمكنت من تحقيق نجاحات تحسب لها في سجلات الشركة.
استطاعت الرومي عقب عام واحد فقط من وجودها في الشركة اي عام 2014 وللمرة الأولى منذ 16 عاما ان تتلقّى طائرات تجارية جديدة وبدأت حينها سلسلة من صفقات شراء الطائرات.
صفقات الكويتية
وقعت الخطوط الكويتية علي صفقة شراء 10 طائرات إيرباص إيه 350 مقابل 60 مليون دينار للطائرة الواحدة، و15 طائرة إيرباص إيه 320 نيو مقابل 15 مليون دينار كويتي للطائرة، بالاضافة إلى تأجير 12 طائرة جديدة من ايرباص لمدة 8 سنوات وتم الاتفاق على ان التسليم خلال الفترة من 2014 إلى 2015، بينما تبدأ استلام الطائرات الجديدة في بداية 2019 إلى 2022 واجمالي الصفقة وفقا للخطوط الكويتية يبقي سريا، إلا أن مصادر صحافية خلال فترة ما توقعت أن تكون التكلفة الاجمالية لشراء 25 طائرة جديدة و12 طائرة مستأجرة تجاوز المليار دينار كويتي.
تاريخها ونشأتها
الخطوط الجوية الكويتية هي شركة الطيران الوطنية الكويتية، يقع مقرها الرئيسي في العاصمة الكويت، وتتخذ من مطار الكويت الدولي مركزا لعملياتها، بلغ عدد موظفيها في مارس 2008 حوالي 3945 موظفا يعملون في قطاعات مختلفة من إداريين، طيارين، مضيفين، قطاع خدمات التغذية، دائرة الصيانة، وقطاع الاتصالات، الامن، المبيعات، تقدم الخطوط الجوية الكويتية خدماتها لـ39وجهة في آسيا، أوروبا، أفريقيا وأميركا الشمالية، تعد الخطوط الكويتية عضو في الاتحاد العربي للنقل الجوي.
يرجع تاريخ تأسيس شركة الخطوط الجوية الكويتية إلى فبراير 1953 على يد اثنين من رجال الأعمال الكويتيين وبرأسمال بلغ وقتها حوالي 150ألف دينار كويتي، وبدأت الشركة رحلاتها رسميا في 16 مارس 1954 برحلات إلى مدن بيروت، دمشق، ومدينة عبادان في إيران، وبعد مرور عام على الانطلاق تعرضت الشركة إلى بعض المشاكل الاقتصادية مما أدى إلى تدخل الحكومة الكويتية وشرائها لنسبة 50 في المائة من رأسمال الشركة، وقامت أيضا بمضاعفة رأس المال، وأدت هذه الزيادة إلى شراء الحكومة لنسبة 50 في المائة الباقية في وقت لاحق، وأصبحت الشركة منذ عام 1956 ملكا للحكومة الكويتية بالكامل، فقامت بعد ذلك بتغيير اسمها إلى «مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية.
مع بداية عام 1960 قامت الشركة بتوسيع شبكة خطوطها والقيام بشراء واستئجار بعض الطائرات القديمة، ففي عام 1962 قامت الخطوط الكويتية باستئجار طائرة من طراز «كوميت سي-4» والتي كانت تعد أول طائرة نفاثة في العالمK وقامت أيضا بتسير أولى رحلاتها إلى العاصمة البريطانية لندن بمعدل ثلاث رحلات أسبوعيا، وقامت عام 1968 بشراء ثلاث طائرات جديدة من طراز بوينغ 707 النفاثة، وخلال عشرة سنوات بلغ عدد طائرات البوينغ 707 ضمن أسطول الشركة عشرة طائرات. في عام 1978 دخلت الخطوط الجوية الكويتية مرحلة جديدة في تاريخها عندما اشترت طائرتين من طراز بوينغ 747-200، وقامت بشراء الطائرة الثالثة في العام التالي، وهذا ما سهل لها التوسع أكثر في وجهاتها فقامت بتسيير رحلات إلى نيويورك ومانيلا. واستمرت الشركة في توسيع أسطولها الجوي، فقامت بين عامي 1980 و1981 بشراء أربعة طائرات من طراز بوينغ 727، وفي العام التالي اشترت ثمانية طائرات من طراز إيرباص إيه 300، وبحلول عام 1986 قامت الشركة بشراء ثلاثة طائرات من طراز بوينغ 767.
كانت مرحلة الغزو العراقي للكويت أسوأ المراحل التي مرت بها الشركة، إذ قامت القوات العراقية بتدمير مباني مطار الكويت الدولي وحوالي خمس عشرة طائرة من طائرات الشركة، فقامت الخطوط الكويتية بنقل مركز عملياتها إلى مطار البحرين الدولي طوال فترة الاحتلال, وبعد نهاية الحرب وانسحاب القوات العراقية من الكويت بدأت عملية بناء الشركة من جديد، فقامت بالتعاقد على شراء طائرات نفاثة جديدة مثل طائرات بوينغ 777. في أكتوبر 2007 تم الإعلان عن خصخصة الشركة وتحويلها من مؤسسة إلى شركة مساهمة، وستكون ملكية الشركة بعد الخصخصة على النحو التالي؛ حصة 35 في المائة من الشركة ستباع في مزاد لمستثمرين محليين وأجانب، نسبة 40 في المائة إلى مواطنين كويتيين في طرح أولي عام، نسبة 20 في المائة للمؤسسات الخاصة الكويتية، بينما توزع نسبة 5 في المائة الباقية على موظفي الشركة.
وأوضحت الرومي حينها أن الطائرة المتسلمة هي الثانية من أصل 5 طائرات من هذا الطراز A330 ذات الحجم العريض ستتسلمها الشركة كلها قبل انتهاء العام الجاري، وحينها تكون الشركة قد انتهت من مراحل تجديد أسطولها ضمن الصفقة المتعاقد عليها مع شركة إيرباص، إذ ستتسلم الشركة الطائرة الثالثة في سبتمبر المقبل، والخامسة في أكتوبر.
وأضافت أن الشركة تدرس الآن إنشاء مشروع متكامل للصيانة وهناجر للطائرات لاستيعاب الأسطول الجديد الذي سيصل إلى 22 طائرة بحلول 2017، وسيتم الانتهاء من تلك الدراسة خلال 3 أشهر، على أن يتم البدء في المشروع خلال العام المقبل. حينها أشار الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية الكويتية عبدالله الشرهان، إلى أنه تم بالفعل خروج طائرتين من الخدمة ضمن أسطول الشركة القديم، وأن عملية استبدال الطائرات تحتاج إلى وقت، كما أن نقل الطيارين من أسطول إلى آخر يحتاج لإعادة تأهيل وتدريب، وهو ما يجعل 2015 «عام التحول».
وأضاف الشرهان أن «الكويتية» بصدد التعاقد مع شركة تسويق لتقييم الطائرات التي يتم إخراجها من الخدمة بهدف تأجيرها أو بيعها كقطع غيار، وهذا يعتمد على العرض والطلب في سوق الطائرات ووفقا للقوانين التي تحكم هذا المجال.
وأشار إلى أن طائرة الفنطاس A330 تعتبر من الطائرات الناجحة، وقد صنع منها حتى الآن أكثر من 880 طائرة، كما أنها تستخدم محركات من طراز رولز رايس والمعروفة أنها من أفضل المحركات، التي تصنع هذا الطراز من الطائرات، وأن أداء الطائرة هو الهدف. ونوَّه إلى أن «الكويتية» لديها مشروع متكامل مع إدارة الطيران المدني وتم تحديد المساحات التي تبلغ 350 ألف متر مربع داخل منطقة المطار لمراكز الصيانة التي سيتم إنشاؤها، وأن المشروع الآن في مرحلة تخصيص الأراضي، وحينما يتم الانتهاء منها سينتقل إلى مرحلة الإنشاء والتصاميم. وأضاف أن المشروع يتكون من 8 حظائر للطائرات، وورش صيانة متكاملة ومكاتب هندسية، ومواقف سيارات وورش لفحص المحركات داخل الطائرات.
وبشأن مصادر تمويل هذا المشروع، اختتم الشرهان إنه إذا لم تتوافر السيولة داخل الشركة فإنها ستلجأ للاقتراض من البنوك المحلية.