في منتصف شهر مارس الجاري تحتضن مدينة شرم الشيخ المؤتمر الاقتصادي العالمي الذي تقيمه مصر، والذي يحظى باهتمام إقليمي ودولي كبير، تجلى في هذا العدد الكبير من الدول التي أعلنت مشاركتها فيه، وفي الصدارة منها ـ بالطبع ـ دول مجلس التعاون الخليجي، التي تعتبر حضورها الفاعل في هذا المؤتمر واجبا حتميا عليها، واستكمالا لدورها المتواصل منذ فترة لدعم مصر سياسيا واقتصاديا، ومساعدتها على استعادة مكانتها اللائقة بها في المنطقة والعالم.
لقد كان اختيار شرم الشيخ مقرا لهذا المؤتمر رسالة مهمة إلى العالم كله، ففضلا عن تكريس دورها كمدينة سياحية، تتصدر الخريطة الدولية في هذا المجال، ويقصدها السياح من كل أركان المعمورة، وكمدينة لسياحة المؤتمرات أيضا، كما أنها تقدم نفسها من خلال المؤتمر كعاصمة اقتصادية وتجارية وسياحية لمصر.. لكن الرسالة الأهم التي نعنيها هي أن شرم الشيخ عاصمة محافظة جنوب سيناء تؤكد، باستضافتها زعماء العالم وكبار مسؤوليه، وآلاف المستثمرين ورجال الأعمال، تؤكد أن سيناء لم تعد مرتعا للإرهاب والإرهابيين، وإنما هي أرض السلام والمحبة، ومهد الأمن والاستقرار، وأرض الأحلام والوعود المبشرة بغد أفضل وأجمل لمصر ولمحيطها الإقليمي وللعالم كله.
والحقيقة أن شرم الشيخ تمثل بدورها رمزية لمصر كلها، مصر التي تطوي مرحلة مضطربة طالت أكثر مما ينبغي، وتبدأ مرحلة جديدة تعمق فيها أمنها واستقرارها، وتتخطى كل العراقيل والمعوقات التي تواجه انطلاقتها نحو البناء والتنمية… وفي اعتقادنا أنها قادرة على ذلك، بما لها من إرث حضاري وثقافي، وما تتمتع به أيضا من رصيد بشري هائل وتنوع، وما يسندها أيضا من تجارب رائعة في مواجهة المحن، وعبور الأزمات، وصناعة الانتصارات.
بإرثها ورصيدها وتجاربها، ستعود مصر أفضل وأجمل مما كانت، وستشهد شرم الشيخ ـ إحدى أجمل مدن العالم ـ تتويجا لهذه العودة، واحتفاء دوليا بها.