تشارك دولة الكويت العالم غدا الاحتفال باليوم العالمي للمرأة (8 مارس كل عام) في مناسبة لتجديد التقدير والاحترام لما قدمته المرأة التي تمثل نصف المجتمع من أجل تطويره وتقدمه.
ويمثل هذا اليوم فرصة كذلك لتجديد إدانة العنف الذي يمارس ضد النساء واستمرار عدم التكافؤ في العمل كما في المنزل أو طغيان صفة الذكورية في أغلب مجتمعات دول العالم الثالث وخصوصا المجتمعات العربية.
وتمثل حقوق المرأة وواجباتها أحد الشروط الذي يقاس به تقدم الأمم لذلك تشارك الكويت العالم بهذا الاحتفال الدولي بالمرأة وتحييه منظمة الأمم المتحدة منذ عام 1975 بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني التي تستذكر جملة الانجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمرأة.
وساهمت المرأة الكويتية بدور فعال في النهوض بالمجتمع الكويتي ففي مرحلة ما قبل النفط أدارت وبنجاح شؤون أسرتها الصغيرة واقتصادها عند غياب رب المنزل لاشهر طويلة في رحلة الغوص والسفر بحثا عن الرزق ومع ظهور النفط دخلت المرأة الكويتية معاهد العلم والتحقت بالوظائف إلى جانب شقيقها الرجل.
وتوجت المرأة الكويتية عطاءاتها بالمشاركة إلى جانب الرجل في المقاومة خلال فترة الاحتلال العراقي للكويت فقد نظمت التظاهرات المنددة بالغزو والمطالبة بعودة الحكومة الشرعية بعد يومين فقط من بدء الاحتلال.
وتعرضت الكويتية بسبب مواقفها من الغزو آنذاك الى أبشع صنوف التعذيب واستشهدت نساء وروين بدمائهن الطاهرة ثرى الوطن مما دفع الأمة ممثلة برجالها بالاجماع في مؤتمر جدة في أكتوبر عام 1990 الى المطالبة بإعطائها حقها ومساواتها بأخيها الرجل ومشاركته اتخاذ القرار في جميع المجالات وعلى المستويات كافة في أجهزة الدولة وسلطاتها الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية بعد أن طاولته علما وعملا وتضحية.
وللمرأة الكويتية تاريخ حافل من النضال لنيل حقوقها المشروعة التي كفلها الدستور وكافحت حتى حصلت على حقوقها السياسية كاملة ويعد إعطاء المرأة الكويتية حقوقها السياسية في مايو 2005 ودخولها مجلس الأمة والمجلس البلدي ومجلس الوزراء انتصارات مهمة لحقوق المرأة.
وفي هذا الصدد صرحت أستاذة التخطيط الاجتماعي في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت الدكتورة سهام القبندي أن اليوم العالمي للمرأة هو احتفال عالمي بالانجاز والطموح وبما حققته المرأة في شتى المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وتأثيرها في المجتمعات ومشاركتها في صنع القرارات وينبغي على نساء الكويت الفرح في هذا اليوم لأنهن متميزات ناجحات على المستويين العربي والعالمي.
وقالت القبندي إن الاحتفال بيوم المرأة العالمي هذا العام يأتي وما زالت المرأة العربية تعاني فيه اضطهادا إنسانيا لا يقبله العقل وتعيش الحروب المستمرة في إقليم عربي مضطرب بل الاكثر إيلاما والمرأة فيه الضحية الأولى للعنف والعدوان وتأتي معاناتها في مشاهدة العنف والحرق لأبنائها وقتل المشاعر بالمناظر الدموية تجاه رجال بلادها إلى جانب ترملها وتشردها ومعاناتها من الاضطهاد السياسي في الأراضي العربية غير المستقرة.
وأضافت أن الاحتفال بالحريات ليس مقتصرا على الانجاز في العمل والمناصب فالمرأة في بحثها ومطالبتها للحريات إنما تبحث عن الأمن الاجتماعي والنفسي والعدالة والمساواة حتى تستطيع تحقيق الانجاز والابداع.
وأكدت القبندي أن المرأة حققت الكثير من الانجاز والمطالب وعملت بكل اصرار على تمكين نفسها والتزود بكل الامكانات والمهارات التي تعينها على التميز في أدائها.
وذكرت ان بعض الشابات أو السيدات الكويتيات تميزن بأنهن يعملن على انشاء مشاريعهن الشخصية بدلا من العمل الحكومي وهذا بحد ذاته إشارة بسيطة على أن عقلية الاعتماد على الآخر أو على العمل الحكومي بدأت بالانحسار بل استطاعت المرأة الشابة خوض العمل الحر والعمل الاقتصادي ونجحت في إدارته”.
وبينت أن نجاحات المرأة الكويتية توالت على المستويات كافة حتى وصلت إلى أعلى المناصب واختصاصات متميزة ومنها وكيل نيابة وفي إدارة الخبراء والتحقيقات العامة ما يؤكد كفاءتها في هذا الجانب خصوصا أن الدستور الكويتي ساوى بين المواطنين جميعا في الحقوق والواجبات.
وقالت القبندي إن المرأة وعلى الرغم من ذلك ما زال أمامها الكثير من العمل المستمر الذي لايتوقف لأن الحقوق لاتقتصر على المكاسب السياسية والمراكز القيادية فقط “إذ نعيش في مجتمع ينعم برعاية اجتماعية ودولة دستورية تتمتع بالحريات والمساواة للجميع لكن التطبيق في بعض المجالات مازال قاصرا.
وأضافت أن المرأة الكويتية ما زالت تبحث عن سكن يأويها في حال تطلقت أو لم تتزوج وهذه إشكالية في مجتمع يفوق عدد النساء عدد الرجال بنسبة كبيرة ما يعني أن المشكلة قائمة كما أنه عند طرح قضية زواج الكويتية من غير كويتي ومطالبتها بمعاملة أبنائها معاملة الكويتي نجد أن المجتمع ينقسم فيها ما بين مؤيد ومعارض.
وذكرت أن العام الماضي بالنسبة للمرأة الكويتية شهد تغيرا في الافق في الظروف العامة للمجتمع وهذا بدوره أثر على الوجود النسوي في المناصب القيادية واتخاذ القرار فبعد أن حازت المرأة على أربعة مقاعد برلمانية نجد أن البرلمان الحالي يخلو من النساء وهناك فقط وزيرة واحدة.
وأشارت القبندي الى أن المرأة حققت الكثير وعليها السعي دائما الى تثقيف بنات جيلها للاستمرارية في تمكين المرأة ككل علاوة على المساهمة في تربية أجيال مثقفة واعية داعمة للحريات والعمل والإنجاز.