• نوفمبر 22, 2024 - 7:43 مساءً

من أرض الفيروز .. مصر تنطلق نحو التنمية

من أرض الفيروز سيناء، الأرض التي كانت معبرا لأنبياء الله، في طريقهم من أرض الشام إلى مصر، أيام نبي الله يوسف – عليه السلام – حين كانت مصر هي «سلة خبز العالم» و«خزان قمحه» الذي أنقذه من مجاعة كبرى، وحين عبرتها أيضا السيدة مريم العذراء وهي تحمل ابنها المسيح – عليه السلام – بحثا عن ملاذ آمن، وجدته بالفعل في مصر مهد الأمن والسلام منذ فجر التاريخ، كما عبرها موسى – عليه السلام – وأتباعه إلى فلسطين.
من سيناء التي ظلت لآلاف السنين ممرا للقوافل التجارية بين قارتي آسيا وأفريقيا، وتحديدا من جنوبها في شرم الشيخ، تلك المدينة التي تعود لتجمع الدنيا كلها في قلبها، حيث يلتقي على أرضها الأسبوع المقبل العشرات من زعماء العالم، والمئات من كبار مسؤوليه وخبرائه الاقتصاديين ورجال أعماله، لكي يعيدوا اكتشاف مصر من جديد، ويروا على أرض الواقع حجم ما تتيحه أمام المستثمرين من فرص، وما توفره من إمكانات وتسهيلات، لإنجاح المشروعات التي يمكنهم إقامتها على أرضها.
لقد لمسنا بأنفسنا، من خلال مشاهداتنا، وكذلك لقاءاتنا في مصر بكبار المسؤولين وصناع القرار بها، كيف أعدت مصر لعقد هذا المؤتمر، وكيف وفرت له كل الإمكانات والقدرات، ليكون الأكبر والأكثر فعالية من نوعه، وليصبح أيضا واحدا من أهم وأبرز المؤتمرات الاقتصادية في العالم كله.. وقد ظهرت أولى ثمار المؤتمر حتى قبل أن يبدأ، حيث أبدت معظم دول العالم رغبتها في المشاركة فيه، فضلا بالطبع عن مئات الشركات والتكتلات الاقتصادية والمستثمرين من كل أقطار الأرض، خصوصا من دول مجلس التعاون الخليجي التي ستكون مشاركتها هي الأكبر والأبرز، إيمانا منها بضرورة مواصلة دعم مصر، ومساعدتها على استعادة مكانتها ودورها إقليميا ودوليا.
وإذا كانت العقبة الكؤود الدائمة أمام الراغبين في الاستثمار في مصر هي البيروقراطية المعقدة والقوانين البالية، فقد استبقت الحكومة المصرية مؤتمر شرم الشيخ بإصدار عدد من التشريعات التي تزيح كل العقبات القائمة تقريبا، وتنهي تماما التخوفات الموهومة من المستثمر الأجنبي، وتشعره بالطمأنينة، وتمنحه الحرية التامة في تحويل أرباحه إلى الخارج، ولا تقيده أيضا في مجال تشغيل العمالة، بما يتيح لقوانين السوق أن تفرض نفسها، ولآليات التجارة أن تدور دورانا طبيعيا، من دون تعسف أو محاولة لليّ أعناقها في اتجاه معين.
في هذ المناخ المنفتح والمواتي تماما للعمل والاستثمار ينعقد المؤتمر الاقتصادي الأهم في تاريخ مصر، بحضور ورعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ومشاركة عدد كبير من زعماء دول مجلس التعاون الخليجي والعالم، ليفتح الطريق واسعا أمام عودة قوية ومتدفقة لحركة الاستثمار في مصر، ولتعود معها أيضا ـ وبالقوة ذاتها ايضا ـ حركة السياحة والعمل والإنتاج، والازدهار في كل مناحي الحياة.
من شرم الشيخ تعود مصر رائدة وقائدة، في الاقتصاد والسياسة، وليستعيد التاريخ مساره الصحيح، ويتوج أرض الكنانة مجددا زعيمة لمنطقتها، وملتقى للأديان والحضارات والثقافات، وميدانا للتلاقي والتواد والتواصل.. تعود مصر صانعة للسلام والاستقرار في المنطقة والعالم كله.

Read Previous

نمر الصباح: إستمرار تكثيف الحملات التفتيشية على البضائع المقلدة

Read Next

الحمود: لنعمل معًا لإيقاف نزف الدم واستعادة إنسانية العالم

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x